الرئيسية » هل يوجد حقا مثل الرئيس قيس سعيد !؟

هل يوجد حقا مثل الرئيس قيس سعيد !؟

لم نصدق أو لم نكن نريد أن نصدق أن “قوة” الدفاع عن “مكتسباتنا ” التي يختزنها الشعب التونسي كانت على وشك الانهيار أمام تحرك الدبابة أو سطوة البوليس أو الصواريخ الوهمية أو “الشعب يريد” !


بقلم القاضي أحمد الرحموني

هل فعلا كنا سنصنع “دكتاتورا” جديدا في مدة شهرين و نجعل من قيس سعيد صانع التحول الذي لا يقهر ؟

هل كانت دماء  الشهداء قرابين قدمناها حتى يأتي من يبتلع مؤسسات البلاد ويرتهن مستقبلنا ونحن ننظر له وننتظر مصيرنا؟!

هل وجد في تاريخ الثورات من  تجرأ  منفردا بمثل ما نرى على غلق البرلمان ومقر الحكومة وعزل رئيسها (الذي لم يظهر منذ شهرين) وبعضا من أعضائها وملاحقة نواب الشعب المنتخبين ورفع الحصانة عنهم وزج بعضهم في السجون والتصرف في التعيينات الوزارية والإدارية والأمنية والعسكرية (عزلا وتسمية) بصفة مطلقة وبلا رقيب؟

هل وجد في تاريخ الأمم من استند إلى تدابير استثنائية لاندري إلى الآن أسبابها الحقيقية وموضوعها ومدة سريانها بعد تمديدها إلى أجل غير معلوم وفي غياب أية هيئة استشارية أو رقابية  تحد من سلطاته؟

هل وجد مثيل لرئيسنا الذي يرفض الحوار مع اللصوص والفاسدين وكل الأحزاب والمنظمات الوطنية وكافة خصومه وحتى مؤيديه ويؤجل في كل مرة تشكيل الحكومة حتى يقف على سياستها ويرفض الكشف عن سياسته المقبلة وما يرشدنا عن نواياه وخارطة طريقه ؟!

هل وجد من بين الرؤساء من يطلق التسريبات (بواسطة مستشاريه) عن تعديل النظام السياسي وتعليق الدستور الذي أقسم عليه وإصدار تنظيم مؤقت للسلطات خارج أية مشروعية دستورية ثم يؤكد بعد ذلك تمسكه بالدستور وبالإجراءات القانونية ؟!

هل وجد في التاريخ (وحتى في غابرالازمان) من رؤساء العالم من رفع شعار مكافحة الفساد حتى يسارع إلى زج القضاة والموظفين والناشطين وحتى رئيس هيئة مكافحة الفساد بالإقامة الجبرية و يضع يده على ملفات هذه الهيئة ويحرض الناس ضد خصومه بتعلة الإثراء على حساب الشعب ويمنع أفرادا وقطاعات كاملة من السفر إلى الخارج ويخضع المواطنين الأبرياء إلى إجراءات التحري دون أي سند وخارج كل الضمانات القضائية ؟!

وهل رأينا مثيلا لرئيسنا في تنصيب نفسه رئيسا للنيابة العمومية وتقييد حق القضاة في التنقل والتعدي على اختصاصات المجلس الأعلى للقضاء وملاحقة المدنيين لدى المحاكم العسكرية وتهيئة الأجواء الملائمة للضغط على القضاة وترهيبهم؟!ذ

ومع كل ذلك نجد لرئيسنا من يصفق له، من الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية، ومن يصدق خطبه ويفهمها (رغم غموضها!) ومن يفلسف له “خروقاته” ومن يقترح له من بين النخبة والفقهاء وأساتذة القانون ومن يتودد له ويتقرب إليه ويخشاه، ومن يتولى نشر أفكاره والإقناع بسياسته ويسب الناس ويشهر بهم انتصارا له وتماهيا في  شخصه و زعامته!

فهل يوجد حقا مثل رئيسنا؟!

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.