الرئيسية » الأستاذ الحمروني (المكنى بمحامي الدولة نسبة لداعش) في الايقاف بالمرناقية، سيف الدين مخلوف يتجند… للدفاع عنه

الأستاذ الحمروني (المكنى بمحامي الدولة نسبة لداعش) في الايقاف بالمرناقية، سيف الدين مخلوف يتجند… للدفاع عنه

ما جاء في نص في قالب “مرافعة” نشرها سيف الدين مخلوف النائب عن ائتلاف الكرامة، الجناح المتشدد حركة النهضة الاسلامية، اليوم الأحد 14فيفري 2021 يستحق العودة اليه خاصة أن التهم المنسوبة للمحامي بسام الحمروني من مواليد الجنوب سنة 1985 و التحق بسلك المحاماة بعد الثورة على علاقة بملفات ارهابية و على غاية في الخطورة.

و في ما يلي ما نشره مخلوف وهو الآخر يقال عنه بأنه محامي الارهابيين:

“المحاماة التونسية تمر بأسوإ أزمة مهنيّة وأخلاقيّة في تاريخها ..
الزميل والأخ الأستاذ بسام الحمروني المحامي بتونس موقوف منذ ثلاثة أيام بالسجن المدني بالمرناڤية .. إي نعم .. موقوف مع منوبيه .. طبعا ليس من أجل سرقة أموال حرفائه ولا من أجل تدليس عقود ولا من أجل إرشاء أحد القضاة .. الأستاذ بسام الحمروني موقوف من أجل تمسكه الشديد بالمحافظة على السرّ المهني الذي أقسم بالله العظيم على حفظه يوم باشر أنبل المهن .. والأستاذ بسام الحمروني يعاني مثلي تماما ومنذ سنوات من الوصم الغبي والجاهلي @ محامي الإرهابيين @ .. بل هو أكثر مني لأنه يمتلك شجاعة عجيبة في تطبيق المبدأ الدستوري ” المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته ” .. وهو أشرس مني بكثير في التصدّي لوباء التعذيب الذي لم يتوقف يوما في تونس .. وهو ما خلّف له عداوات كثيرة وأحقاد أكثر مع كل الفرق الوطنية والجهوية لمكافحة الإرهاب .. وهو ما جعل بعض الفرق الأمنية تتربص للإيقاع به وتتحيّن لذلك أي فرصة ..
نعتوه في السابق ” محامي الدولة ” نسبة إلى داعش وظنا منهم كما يظن الكثير من الجهلة المتعلمنين بأن المحامي شريك لموكليه في جرائمهم .. وأن محامي السارق هو أيضا سارق ومحامي المغتصب مشارك له في جريمته .. وأن محامي القاتل هو أيضا قاتل معه ..

الأستاذ بسام .. في هذه المرة .. اتهموه ” بالتخابر ” مع موكليه !! إي نعم .. مع موكليه .. وطالبوه بتسليمهم هاتفه الجوال وحاسوبه والمودام الذي يستعمله في الربط بالانترنت .. لعل وعسى أن يجدوا فيه ما يثبت تواصله .. مع حرفائه .. !!
إي ومالوا ؟؟ وافرض مثلا مثلا يعني ؟؟ حتى ولو تواصل مع موكليه ؟؟ ومهما كانت خطورتهم ؟؟ أين المشكل ؟؟
طبعا لمزيد تعقيد الملف .. ادعت الأجهزة بأن الأستاذ بسام متهم بتسريب بعض محاضر البحث لملف لا ينوب فيه ولم يسجل نيابته فيه سوى محام وحيد لا علاقة له به ولم تشمله الأبحاث .. وبالتالي فلا إمكانية للأستاذ بسام للوصول للملف المذكور ولا لتصويره مطلقا .. بل على العكس تماما.. الشخص الوحيد الذي يمتلك إمكانية الوصول إليه هو الباحث في فرقة مكافحة الإرهاب الذي صنع هذا الملف .. الباحث وحده .. ومبدئيا هذا الباحث لا شريك له
طبعا يبدو أن هذا البحثون الصغير .. والمولع شديد الولع بيصنع الملفات وباستعمال المخترقين الوهميّين في خلق وافتعال جرائم لا وجود لها .. يجهل بأن قانون مهنة المحاماة يوفر حماية وحصانة لمكتب المحامي ولملفاته ولحقيبته ولجميع أسرار حرفائه .. والتي هي بالنهاية ملفات وأسرار عموم الناس ائتمنوه عليها ..

والبحثون يجهل بأن المحامي هو الوحيد المسموح له .. من دون كل العالم .. ” بالتخابر ” مع كل أنواع المجرمين .. وتقديم النصح لهم وشرح وضعيتهم القانونية وبيان سبل مساعدتهم على دفع التهم التي قد تواجههم أمام القضاء .. وهذا الأمر غير مسموح لغيره مطلقا .. والقانون منح المحامي في هذا مساحة لم يمنحها لا للمواطن ولا للأمني ولا للقاضي ولا حتى لرئيس الجمهورية .. وكل هذا صونا لقرينة البراءة واتقاء للظلم والانحرافات السلطة التنفيذية ..

وأخيرا يبدو أن هذا البحثون الصغير يجهل بأن ما يقترفه منذ سنوات معاقب عليه في القانون بالسجن المؤبد باعتباره موظفا عموميا وباعتبار أن ما يفتعله ويفبركه يتعلق بتدليس الحقيقة في محاضر رسميّة طبقا لأحكام الفصل 172 من المجلّة الجزائية ..
وبالمقابل فإن الأستاذ بسام الحمروني يعرف كما أعرف بأن ” الحرب على الإرهاب ” في تونس هي أكبر مسرح مفتوح وغير محدود للظلم والقهر والتعذيب وفبركة الملفات .. ويا ويل كل من يقول مثل هذا الكلام .. رغم أن الأرقام كافية لإثبات ذلك
فالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب الذي تأسس منذ أربع سنوات فقط استقبل أكثر من 11 ألف محضر موقوفين .. والمحضر الواحد طبعا قد يحال فيه موقوف واحد وقد يحال فيه عشرات الموقوفين .. وهذا العدد الضخم من المحاضر أحيل منها ما يناهز 4500 محضر على مكاتب التحقيق .. وهذا دونا عن العدد الخرافي من المحاضر المحال أصحابها بحالة سراح ..
وحين نقول 11000 محضر لمتهمين موقوفين في أربع سنوات فقط .. فإننا نقول وجوبا بأننا في تونس نشهد ما يزيد عن 2750 جريمة إرهابية في السنة الواحدة و230 جريمة ارهابية في الشهر .. أي حوالي 7 جرائم ارهابية ونصف جريمة في كل يوم !!!
وهذا كذب وافتراء وتدليس لا يحتاج إلى دليل .. ولا يمكن تبريره سوى بالكمّ الخرافي من المحاضر المفتعلة بهدف ترويع الشباب المتديّن في تونس لا أكثر ولا أقل .. خاصة وأن القاصي والداني يعلم حساسية الشعب التونسي الشديدة ضد هذا البلاء المخابراتي الذي يستهدف حريّته وثورته وانتقاله الديمقراطي .. ويعلم بأن كل جريمة حقيقية تحصل يسمع بها كل العالم مهما كانت خطورتها أو تفاهتها .. ويعلم أيضا بأن أكبر الجرائم الإرهابية التي حصلت في تونس بعد الثورة لا تزال مكتنفة شديد الاكتناف بالغموض ومحفوفة بكثير من الشبهات والشكوك حولها وحول من اقترفها وحول من صنعها ووقف خلفها .. ولكم في جرائم الاغتيالات السياسية بالذات وأيضا جرائم متحف باردو التي ثبت فيها التعذيب وتدليس المحاضر وتم تغيير نفس الفرقة التي صنعت ملف الاستاذ بسام بفرقة أخرى .. وأيضا ملفات جريمة نزل الامبريال في سوسة واغتيال شهداء جيشنا البواسل في هنشير التلة وشهداء المؤسسة الأمنية وبالذات اغتيال الشهيدين سقراط الشارني وعماد الحيزي بسيدي علي بن عون .. وطبعا يبقى ملف المنيهلة الشهير أكبر دليل على التورط الحقيقي والمباشر لبعض الأجهزة والجهات السياسية والأمنية والاستخباراتية في افتعال وفبركة الملفات الإرهابيّة بهدف التأثير في التوازنات السياسية ولمحاولة ضرب مسار الحريات وإيقاف قطار الانتقال الديمقراطي

ولعل القاسم المشترك بين كل هذه الملفات هو انعدام ثقة الجميع في عمل فرق البحث وفي مآلات الأبحاث فيها وبخاصة في عدم تحديد الجهة أو الجهات التي تقف خلفها .. البعض يرتزقون من اتهام خصمهم السياسي والايديولوجي التاريخي .. ونحن نصر على أن أيادي الجهات الاستخباراتية الخارجية أوضح من الشمس في رابعة النهار .. المهم وفي كل الحالات أنها ليست ملفات ” بريئة ” من الفبركة السياسية

كل هذا يعلمه الأستاذ بسام الحمروني وأعلنه في عديد المناسبات سواء أمام فرق البحث أو بمناسبة مرافعاته في الملفات المذكورة أو في غيرها وخاصة ” المرتبطة بها ” والتي تضم أصدقاء المتهمين وأقرباءهم والذين يصلون معهم وقائمة الفايسبوك وزملاءهم في الدراسة وأولاد خالاتهم وربائبهم اللائي في حجورهم وإخوانهم من الرضاعة .. وهي بالمئات إن لم نقل أكثر

وكلنا يعلم بأن فرق الإرهاب لطالما عملت ولسنوات على مراودة الموقوفين وإغرائهم بسؤالهم عنا وعن عدد من زملائنا المحامين وعن بعض السياسيين بالذات .. وعن طبيعة علاقتهم بنا وبهم وبحثت معهم إمكانية إقحامنا وإقحامهم معهم في أي مصيبة .. لكنهم فشلوا وخابوا وخابت مساعيهم .. لأنهم يعلمون بأن العبث مع محاماة الثورة لن ينتهي سوى بالوبال على العابثين ..

نعم فشلوا في الفبركة لنا .. ولكنهم ” نجحوا ” أخيرًا ومؤقتا وجزئيا في الفبركة للأستاذ بسام الحمروني .. وهم يطمحون لأن يكملوا فبركتهم بالولوج إلى هاتف الأستاذ بسام وحاسوبه الشخصي عسى أن يجدوا في أجهزته ما يؤكد أوهامهم وخيالاتهم وأمانيهم ..

طبعا أنا قمت بزيارة الأستاذ بسام وأكد لي ما أنا موقن به من أن هذا الملف مفتعل تماما ومفبرك ولا أصل له وأن أجهزته لا تحوي ولا يمكن أن تحوي أي أمر يشينه .. وأن هذا الملف لا يتجاوز كونه جريمة مستثارة من الباحث وهي جريمة مستثارة ومستحيلة في آن واحد .. وهو لا يخفي مع ذلك عدم ثقته مطلقا في الباحث الصغير وتخوّفه الشديد من أن يعمد إلى استعمال أجهزته في فبركة جرائم جديدة للأبرياء كما فعل في آلاف المناسبات..

مع أن كل هذه الاعتبارات تبقى عند الأستاذ بسام ثانوية جدا وأن رفضه لتسليم هاتفه وحاسوبه سببه الأوّل هو إصراره اللامحدود على حفظ معطياته ومعطيات عائلته الشخصيّة وصون أسرار حرفائه برّا باليمين التي أقسمها وانتصارا لقيم المحاماة وحتى لا تستباح المحاماة ولا يستباح السرّ المهني .. وهذا جوهر المعركة الآن .. معركة حق الدفاع .. معركة السر المهني .. معركة المحاماة الحقيقية ..”

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.