الرئيسية » نريد أن نفهم ماذا ينتظر الرئيس سعيد …

نريد أن نفهم ماذا ينتظر الرئيس سعيد …

الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن يعمل و يوقع قرارات حتى قبل أن يصل إلى مكتبه، عشرات القرارات التي وقعها غيرت سياسات و فتحت أبوابا و حققت وعودا و كان الرجل وفيا لما وعد به ناخبيه، ليس لديهم وقت ليضيعوه، أما أنت، سيدي الرئيس قيس سعيد، فأنت تكاد تكون غائبا تماما، لا تأخذ قرارات ولا تحرك شيءا، كأنك لست مستعجلا و لا تؤرقك الأزمة الخانقة التي نحن فيها.

بقلم توفيق زعفوري

72.71 ٪، من الأصوات التي تحصل عليها قيس سعيد، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، نسبة أقل ما يقال فيها أنها اخترقت نُظم الإحصاء و بعثرت تقنيات سبر الآراء، و فاجأت المراقبين و متابعي الشأن العام قبل السياسيين، و بلغة الأرقام فقد حاز على تكليف 2.777.931 مواطن تونسي ممن يحق لهم التصويت… كل هؤلاء صوتوا للتغيير قبل أن يصوتوا لقيس سعيد، صوتوا، لتونس أخرى في شخص قيس سعيد، صوتوا و آملوا و حلموا و انتظروا و استفاقوا أخيرا… إستفاق هؤلاء على سؤال مُلحّ كالملح: ماذا ينتظر الرئيس؟ أين مبادرات الرئيس؟ أين برنامج الرئيس؟ كيف يعمل الرئيس؟ أين الرئيس مما يجري في البلاد؟

على اللرئيس أن يتحرك قبل فوات الأوان

وباء يحصد عشرات الأرواح و يسجل مئات الإصابات كل يوم، نفايات تغمر البلاد، قمح مسرطن ، قضاة يعذبون وآخرون يزج بهم في السجون من طرف زملائهم لأنهم طبقوا القانون، فاسدون يرتعون بكل حرية، مهربون سيطروا على الاقتصاد، إرهابيون متربصون، لصوص سرقوا الأحلام و المستقبل، و أغلب الشعب الكريم الذي صوت لك يرزح تحت خط الفقر و قريبا سيجرفه تيار الإرهاب و يقذف به في عمق الشوارع ليلا و نهارا، و أحسبها تطبخ على نار هادئة، وقتها لن تجد تونس لتحكمها و لن تفيدنا وقتها أي مبادرات و أي برامج و أي تعديلات و لا أي شيء، لقد ضيعت على تونس وقتا ثمينا كان يمكن استثماره في ما ينفع التونسيين.

في تونس سياسيون و مراقبون و متابعون يدعونك إلى التحرك قبل فوات الأوان، حتى أنه لشدة غيابك، اعتقدنا أنك فعلا في كوكب آخر و أنه يلزمك سنوات ضوئية لتصل إلينا…

يخطئ من يقول أنه ليس لديك الصلاحيات الكافية، فأنت القائد الأعلى للقوات المسلحة و رئيس مجلس الأمن القومي، و يمكن حسب الدستور أن تترأس المجالس الوزارية، أنت سيدي الرئيس تتكلم باسم تونس و باسم الشعب التونسي، فاين أنت من تونس و من الشعب التونسي؟ هؤلاء كلهم يريدون، إلا أنت لا زلنا لا نفهم ماذا تنتظر و ماذا تريد!

لم نر لحد الآن تغييرا و لو بسيطا

لماذا ارتد علينا الوضع بعد عشر سنوات من الإنتظار و الرجاء، و قد اخترنا من بيده السلطة و القدرة على التغيير و الاصلاح، فلم نر لحد الآن تغييرا و لو بسيطا و قد شارفت عهدتك على منتصفها.

الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن يعمل و يوقع قرارات حتى قبل أن يصل إلى مكتبه، عشرات القرارات التي وقعها غيرت سياسات و فتحت أبوابا، و حققت وعودا و كان الرجل وفيا لما وعد به ناخبيه، ليس لديهم وقت ليضيعوه، أما نحن أو أنت، فلسنا و لست مستعجلا على شيء، ربما حتى نموت شيئا فشيئا، و يحيا الوطن… أي وطن، و لمن يحيا إن متنا نحن!؟ نحن لا نستحق كل هذا السحق، لنا رب يحمينا، عليه العوض و منه العوض…

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.