الرئيسية » من أجل تنظيم توحيدي لجميع قوى اليسار الحقيقي في تونس

من أجل تنظيم توحيدي لجميع قوى اليسار الحقيقي في تونس

الكاتب يدعو قوى اليسار التونسي ذات التاريخ النضالي العريق والحاضر المشتت إلى لم شتاتهم حول برنامج موحد ورؤية لمستقبل تونس مع الحفا على مبادىء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي تأسس عليها هذا اليسار و ربى عليها أجيالا من المناضلين.

بقلم رياض الشرايطي *

التزاماً بمبادئ النضال وإخلاصاً لدماء الشهداء وتقديراً لتضحيات أجيال من بنات وأبناء شعبنا الأبي وتفاعلا مع الواقع ومع ما يعصف بالبلاد من أزمات ومخاطر، نتوجه بهذه الدعوة، لكافة اليساريين أفرادا وجماعات وتنظيمات ولكافة الديمقراطيين والمبدعين ولمكونات المجتمع المدني المناضلة، المُتمسكين باستكمال المسار الثوري والمدافعين عن كل ما حققته الأجيال المتعاقبة من مكاسب تقدمية نيرة. لأجل توحيد عملها، وأطر تفكيرها، حتى يُتوّج نقاشها بالتوافق حول برنامج سياسي موحد يُمارس صلب حركة سياسية ذات طراز تنظيمي جديد تكون مختلفة في شكلها عن أدوات “النضال التقليدية”.

التوحيد و المقاومة…

ان الأزمة في تونس أزمة مُركبة وعامة؛ أزمة سيادة وطنية، أزمة اقتصادية اجتماعية، أزمة حريات، أزمة فكرية وأخلاقية، أزمة حكم لنظام الائتلاف الطبقي الرجعي العميل بتداعي منظومته السياسية القائمة على مقولة “التوافق لأجل إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي”. فكلها مترابطة ومتفاعلة مع بعضها البعض بحيث لا يمكن معالجتها إلا بصورة شاملة.

كما ان من دلالاتها أيضا أزمة القوى اليسارية والتقدمية التي تمر بحالة من الانكماش والانحسار مما جعلها عاجزة عن مواكبة الحراك الاجتماعي والتأثير فيه. ولأن المسار الثوري لا زال متواصلا برغم حالات التراجع، فإن تعميق البحث في جدلية الأزمة وضرورة الحل كان من أبرز أسباب بزوغ دعوتنا لكم.

ان النظر في إفرازات واقع تجاربنا، وكذلك أسوة ببعض التجارب العالمية، يفرض علينا الوحدة والالتقاء لإنقاذ شعبنا وتخليصه من براثن الرجعية، وانه في غياب هذه الوحدة لا أمل في توحيد الشعب وبالتالي لا أمل في الانتصار. إذ سجلنا من خلال عديد التجارب العالمية ان مثل هذه الحركات أصبحت أسلوبا نضاليا ناجعا من اجل تعزيز مكانة قوى اليسار ودوره في الدفاع عن حقوق المُضطهدين.

بلورة أشكال تنظيمية جديدة توحد ولا تقصي

كما نؤكد سعينا إلى بلورة أشكال تنظيمية جديدة تجمع ولا تفرق، توحد ولا تقصي، تحرر آفاق التفكير والابداع لدى شباب اليسار، تحاول رصد المتغيرات والاضافات الراهنة بما يتلائم مع جدلية الموضوعي بالذاتي، وبما يطرحه من إجابات حول إشكالية كيف ومتى؟

ان حركتنا ستعـمل علـى:

– تجذير وتجديد هوية اليسار وغاياته وبرامجه وأساليب عمله وادواته وأشكال نضاله ومحتوى أنظمته الداخلية. تُمارس ضد الجمود والتكلس، تعمل على إحداث ثورة فكرية وثقافية وتنظيمية لدى يسارنا وتكشف العمى السياسي الذي يقود حركته.

– خلق قطب يساري منخرط في النسيج الاجتماعي، له من الرؤى والأساليب التي تُمكنه من ادماج وتشريك أكثر ما يمكن من القوى اليسارية والتقدمية والجمعياتية المناضلة في إطار حركة موحدة ديمقراطية متعددة المنابر وبقيادة جماعية، تفتح آفاقا قادرة على مُقارعة التوحش الليبرالي الاستعماري ولا تقف عند انتظار انتخابات.

– تقريب قوى اليسار بأسلوب تنظيمي افقي وتعزيز تشاورها وتعاونها وتكاملها وتفاعلها بروح نضالية ثورية واضحة، فهي ليست بديلا لها، وانما تدفع الى النضال الجماهيري المشترك الذي يجب أن تساهم فيه قوى متباينة ومتنوعة لكنها متعاونة، متضامنة ومتكاملة، تُحوّل النضال الى الشوارع ومواقع الإنتاج.

انها دعوة للنضال الميداني المُباشر والى فتح حوارات أفقية مُستفيضة ومُعمّقة، ترتكز على رؤية وقراءة للواقع، تُتوّج بصياغة برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي ثقافي جذري يفترض في خطوطه العامة التنصيص على الأهداف التالية :

– التصدي للهيمنة الامبريالية الاقتصادية والسياسية والتدخل الأجنبي السافر في اتخاذ القرار، ومناهضة الصهيونية والرجعية الحاكمة في الوطن العربي ومناصرة كل قضايا التحرر والحرية.

– بناء اقتصاد وطني مُوجّه لخدمة الشعب لا في خدمة اقلية طفيليّة، يدفع بالعملية الإنتاجية ويحقق النماء لكل افراد المجتمع ويحُد في مرحلة أولى ومن ثمة يقضي على الفقر والبطالة.

-تنمية الريف وإنجاز الإصلاحات الضرورية للمسألة الفلاحية، في سبيل انعتاق اجتماعي يكرس جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ويُقنن المساواة التامة والفعلية لفائدة المرأة ولصالح جميع افراد المجتمع.

– معالجة تردي الوضع البيئي والانهيار القيمي للثقافة والتربية والتعليم. وتحفيز الإبداع والخلق الفني وعملية الارتقاء بالوعي لدحض مشروع “الاخونة” الناعمة.

– الفعل المباشر صلب الحراك الاجتماعي وفق رؤانا وبدائلنا بتأطيره وبالمساهمة في تنظيمه ومقاومة كل عملية توظيف له من قبل أعداء المسار الثوري.

رفاقنا المناضلات والمناضلين الصامدين الثابتين على مبادئ النضال الثوري؛ نُجدد لكم النداء لنوحد مُمارستا ولنُنظم أكثر فأكثر عملنا المُشترك في إطار تنسيقيات محلية و جهوية حتى يتطور مضمون ومحتوى هذه الدعوة بالتفكير الجماعي وبمناقشة مشاريع رؤى تنظيمية وسياسية قادرة على تفعيل وتجسيد حلم اليساريين المناضلين عبر كل الأجيال .

* شاعر و مناضل سياسي و حقوقي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.