نشرت المحامية أميرة الخميري صباح اليوم السبت 14 ديسمبر 2019، تدوينة على صفحتها الرسمية بالفايسبوك تطرقت فيها إلى الوضعية الصعبة التي يعيشها المساجين ببرج الرومي.
و وصفت الخميري وضع المساجين بالمزري بعد انقطاع الماء لمدة 40 يوما بالإضافة إلى حالات المرض و الموت البطيئ.
و في ما يلي نص التدوينة:
“صرخة محامين لموت مساجين ببرج الرومي ببنزرت
اطلقت زميلتي البارحة صيحة فزع وقالت فيها :
40 يوم و الماء مقطوع عن السجن
المساجين في حالة احتضار وموت بطيء
الأعوان لا يسمحون للمساجين بالخروج الى للااريا للتنفس،
سجن به رطوبة باعتباره يفتح على شريط الشاطئ
العديد من المساجين يعانون من ضيق في التنفس
70سجين في غرفة واحدة
ابسط حقوق الانسان غير مسموح بممارستها
كل محام يذهب لزيارة سجين للتحاور معه في كنف السرية كيفما يفرضه القانون ويكفله حق الدفاع يجد نفسه والسجين يتقاسمان طاولة الحوار مع أحد أعوان السجن ليسترق السمع و ربما حتى لإبداء رأيه ..
خلناها ادارة سجون فاتضح انها إدارة قمعون
تمارس الضغط النفسي وتستعمل اساليب التعذيب البدائية..”
شخصيا ،
اساند وبشدة موقف زميلتي الاستاذة ابتسام بالحاج خضر لان ما عاينته هو قطرة من بحر
انا عن نفسي ، أديت في إحدى الصائفات زيارة لسجين موقوف على ذمة التحقيق بنفس سجن برج الرومي ببنزرت وجلست حيث جلست زميلتي لتتحاور مع منوبها المسجون على انفراد ..
فوجئت بعون يجلس معنا من الناحية المقابلة
استسمحته الخروج بكل أدب وللأمانة غادر المكتب ولكن على مضض وبامتعاض ..
عندما أردت التركيز مع منوبي و قضيته التحقيقية فقدت التركيز ..
ذهلت من حالته وهو الذي لم يمض على إيقافه اسبوع واحد لم سجنوه ببنزرت وهو يقيم بتونس العاصمة ؟؟
حدثني السجين وهو يبكي وينوح كالطفلة الصغيرة التي فقدت ابويها..
حدثني عن العذاب والقهر ، ولم يحدثني عن تفاصيل ملفه الجزائي .. الا في جملتين تائهتين ..
حدثني عن تلك الصائفة التي تزامنت مع شهر رمضان
وكيف أنه كالكثيرين من المساجين يؤدون فريضة الصوم ثم وعند الإفطار يشربون من حنفية تقطر قطرة واحدة بالتمام والكمال في لسان كل مسجون ، طعمها بطعم ماء الغدير ..
يظلون هكذا عطشى في عز الحر ، ميتين من العطش
ينتظرون على أحر من الجمر لحظة آذان المغرب القادمة لأجل ان ينعموا بقطرة ماء أخرى ..
حدثني منوبي عن ما يقارب ال40 سجين في غرفة واحدة يتخاصمون لأجل جرعة هواء واحدة ليتنفسوا ، بعد أن كانوا يتخاصمون لاجل قطرة ماء تبقيهم على قيد الحياة ..
حدثني منوبي عن مصاصي الدماء الذين يعيشون معهم في غرفة المساجين الضيقة
يشربون بسخاء من لحم المساجين
وعددهم يتجاوز أضعاف أضعاف عدد المساجين
أتحدث هنا عن الباعوض والناموس وغيرها من الحشرات السامة التي جعلت المساجين يتفقون على النوم بالتناوب :
فريق ينام لينسى العطش والجوع والحر والموت البطيء
وفريق يتكفل بمطاردة مصاصي الدماء
يتحدث منوبي عن لون سقف غرفة السجن وجدرانه ..
انه أحمر قان
يقول لي حرفيا :
أستاذة !! يعيشك هربني من هوني بأي طريقة، راني باش نموت ،، غدوة ارجعلي ، منعني قبل ما نموت ،، راني مانيش انبالغ كي قتلك حيوط البيت الي نعيشو فيها وحاشاك ” نبولوا فيها ” والسقف لونهم أحمر بالدم .. نقصد بدمنا.. شوف لحمي .. شوف وجهي، شوف يدي وساقي كيفاش جلدتهم اتسلخت من كثر ما حكيتهم ..من كثر ما قطعتهم من الحكان..
أستاذة عمري بحياتي ما ريت نموس هكة .. راهم كي الطيارات.. كي الصوارخ .. تمصلك دمك، اتفرغك من دمك ما ترحمكش..
هاني ولد حزمة شعبية و ولد حي التضامن و عمري بالعمر ما ريت حشرات كيف الي شفتهم هوني … “
ماذا أقول ؟؟؟
اول مرة نخرج من حبس بعد زيارة سجين ، وفي عوض ما انخمم كيفاش باش نثبت براءة منوبي ، قعدت انخمم كيفاش باش نتوسط للسجين هذا باش ينقل من حبس برج الرومي لحبس المرناقية ..
حبس المرناقية اكدلي منوبي انو يعتبر نزل من فئة 5 نجوم بالمقارنة مع الجحيم الي هو فيه ..
ماذا أقول؟؟!!
دولة عقيمة سلمناها مساجين ليتعضوا وليتم تاهيلهم لا تعترف باوكد الحقوق الانسانية و مقومات المعاملة العادلة
فمن المسؤول عن كل هذا ؟؟؟
ويحكم ، ثم ويحكم !!
سوف تحاسبون عند ربكم !!
سوف تسألون عن رعية في يوما ما كانت في عهدتكم !!
سجن برج الرومي يمارس سياسة “خلليه يموت عرق بعد عرق اتو يسلم”
لن تمروا !! والقانون هو الفيصل ..
وهذا القانون الأعرج الذي جاء لانماء الظاهرة الإجرامية والذي جعل من المسجون بالصدفة سجينا حاقدا ناقما منتقما ومحترفا ومتعودا على ارتكاب أفضع الجرائم يجب أن تقع مراجعته اليوم قبل الغد ..
أيها المشرع التونسي
أيها المنتخبون لسماع صيحات الفزع المنبعثة من رحم عذاب الشعب وانتم من رحاب مجلس نواب الشعب
هذه احدى الصيحات
صرخة سجين ومحام تاتيكم من قلب الحدث
فماذا أنتم فاعلون ؟؟!! ..
يتبع ..
صيحة أطلقتها الأستاذة أميرة صالح الخميري
المحامية بتونس “
شارك رأيك