الرئيسية » أيام قرطاج المسرحية الدورة 21: “حافظ ع النظام” أو اضحك عن و من النظام مع مع رباب السرايري (صور)

أيام قرطاج المسرحية الدورة 21: “حافظ ع النظام” أو اضحك عن و من النظام مع مع رباب السرايري (صور)

“حافظ ع النظام” مسرحية اختارت هيئة أيام قرطاج المسرحية في دورتها الواحدة والعشرين إدراجها ضمن قسم العروض الموازية وتابعها الجمهور مساء الجمعة 13 ديسمبر بمسرح الجهات بمدينة الثقافة بأعداد غفيرة، كتب نصها الحبيب بلهادي وأخرجتها رباب السرايري وشخّص أدوارها كل من جمال مداني ورباب السرايري وأسامة كشكار ووجدي البرجي، أما السينوغرافيا فهي لقيس رستم.

قبل إطفاء الأضواء وخروج الممثلين تنبعث من خلف الكواليس أغنية “شايفو ع النظام مش عم يمشي غيرلوا النظام…” لزياد الرحباني وهي أغنية سياسية متهكّمة ساخرة تحيل الجمهور مباشرة على مضمون العرض ونوعه…

وبالفعل كانت السلطة وجنونها وعبثها هي مدار العرض الذي يحكي قصة رجل يستعدّ لتقلّد منصب رئيس الجمهورية خلفا لوالده، هذا الرجل لا يملك من الصفات ما يؤهّله لهذا المنصب، لا العلم ولا الكاريزما ولا اللباقة ولا حتى أبجديات البروتوكول، ترسله والدته التي تضع كل أملها فيه لامرأة تدعى “لهلوبة” لتعلّمه وتدرّبه على كيفيّة التعامل مع الجماهير وإعداد الخطابات والارتجال في المواقف الصعبة وكل الصفات والسلوك التي يجب أن يتحلّى بها الرئيس القادم قبل موعد الانتخابات…

ويبدو من خلال جملة المواقف الكوميدية أن هذا الرجل المدلل الذي لم يعتمد في حياته سوى على والده ولم يستمع إلا لوالدته لا يملك شيئا من التحصيل العلمي، ضعيف الذاكرة ماجن يحبّ اللهو يتحرك مع حارسين يتدخلان في كل شؤونه.

“لهلوبة” امرأة انتهازية استطاعت أن تحظى بمكانة خاصة لدى كل السلط السابقة تتلون كالحرباء وتساير كلّ الاتجاهات لتحافظ على موقعها خلف ستار القصر بكل الوسائل خاصّة الدنيئة منها فهي باختصار “المكلّفة بقصر الفرح الدائم”.

كل شيء يهون من أجل بقاء “السلطة” داخل الأسرة والرئيس القادم لا صبر له على كل هذه الدروس فهو ملول سكير لا يمتثل لأي سلطة سوى سلطة الام “للا” التي يخافها ويخافها الكلّ على ما يبدو فهي لا تظهر في المشهد/العرض لكن هيمنتها مؤكّدة.

خلال هذه الدروس التي يتلقاها مرشّح الرئاسة لا شيء له قيمة تذكر لا البلاد ولا شعبها ولا اقتصادها ولا علاقاتها الخارجية… كرسي الحكم هدفه الوحيد والباقي سيجري مجرى النهر.

“حافظ ع النظام” مسرحية من نوع الفودفيل التي ترتكز على كوميديا الموقف جاءت زاخرة بالمشاهد الساخرة تشرّح الوضع الراهن بأسلوب خفيف يعتمد التلميح أحيانا والتصريح في أحيان أخرى مما جعل صورة الرئيس/المرشح كاريكاتورية باعثة على الشفقة تفضح كواليس الحكم والطرق المستعملة لبلوغه كما تفضح من خلال شخصيتي الحارسين انتهازية الحاشية وكيفية صنع الديكتاتورية والاستبداد بالإذعان والخنوع والطاعة المطلقة.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.