الرئيسية » سهرة الفنانة لطيفة العرفاوي بالمسرح الروماني بقرطاج : لقاء الذكريات والحنين والحب الخالص

سهرة الفنانة لطيفة العرفاوي بالمسرح الروماني بقرطاج : لقاء الذكريات والحنين والحب الخالص

مع الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الأسود، وبلباس أنيق في احتشام كعادتها، أطلت لطيفة العرفاوي على المسرح الروماني بقرطاج، مساء الجمعة 19 جويلية 2019 ، على إيقاع أغنيتها “الحومة العربي” بمرافقة عدد من الراقصين. كانت لحظة اللقاء الأولى مدهشة بين لطيفة وجمهورها…

الجمعة 19 جويلية 2019، بالمسرح الروماني بقرطاج، في إطار الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي، قبل العاشرة ليلا بربع ساعة، نزلت لطيفة العرفاوي من سيارتها في المسرح الروماني بقرطاج. كان في انتظارها صديق جاء من أجلها إلى قرطاج، بدعوة منها، الزميل الصحفي الهاشمي نويرة، رئيس تحرير جريدة “الصحافة” الذي لبى الدعوة وجاء ليساند فنانة جمعتهما الكثير من الذكريات.

كانت حركة وفاء نادرة في هذا الزمن من لطيفة. وكان التفاعل لا يقل ندرة في وفائه من الزميل الهاشمي نويرة الذي اكتشف قرطاجا جديدا بعد أربع عشرة سنة من غيابه عن هذا المهرجان العريق.

لقاء مأثر جدا بجمهور قرطاج بعد غياب 9 سنوات

حفلها في قرطاج أكثر من مجرد عرض في الدورة 55. هو لقاء تكسر به لطيفة العرفاوي غيابها عن المهرجان لمدة تسع سنوات. هي تعود بقلب يخفق بشدة، لذلك كان التأثر واضحا على ملامحها لحظة صعودها على ركح المسرح الروماني بقرطاج، وقبل ذلك بقليل وهي في الكواليس تنصت بصوت قلبها لهتافات الجمهور مناديا باسمها.

شهد الحفل حضور الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية دعما لها وللفنان التونسي من خلالها. كما حضر عدد كبير من محبيها.

أما لطيفة فقد أعدت الكثير لهذا اللقاء على الرغم من برمجتها قبل أسبوعين فقط من إنطلاق المهرجان، وعلى الرغم من تزامن سهرتها مع نهائي كأس إفريقيا للأمم. لكنها كانت مصرة على عدم تفويت هذا اللقاء مثلما اعترفت لجمهورها وهي على ركح المسرح الروماني بقرطاج.

لقد اشتاقت كثيرا لتونس ولجمهورها في تونس، ولوقفتها على ركح قرطاج. ومن أجل ذلك تحدت جميع الظروف الإستثنائية التي كانت أشبه بالريح التي لا تجري بما تشتهي سفنها. ولا غرابة في أن تفعل ذلك لطيفة فهي سخرت حياتها للفن. عشقت الغناء كما لم تحب أي شيء آخر في حياتها.

مع الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الأسود، وبلباس أنيق في احتشام كعادتها، أطلت لطيفة على إيقاع أغنيتها “الحومة العربي” بمرافقة عدد من الراقصين. كانت لحظة اللقاء الأولى مدهشة بين لطيفة وجمهورها. هي تتنقل في جميع إتجاهات المسرح لتحيي جمهورها. والجمهور يبادلها التحية بالتصفيق والهتافات.

لطيفة تؤدي النشيد الرسمي الجزائري بمناسبة فوز منتخب الجزائر بكأس إفريقيا

في برنامجها الغنائي الذي نفذته بإتقان الفرقة الوطنية للموسيقى، قدمت لطيفة الكثير من أغانيها الجديدة وأغاني التسعينات التي عادت لتتصدر نسب المشاهدة هذا العام. لكن بعد “دخلتها” الموفقة وقبل أن تقترح ما أعدته من أغان، كما أدت لطيفة والفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد الأسود رفقة جمهور المسرح الروماني بقرطاج النشيد الوطني الجزائري وذلك بمثابة التهنئة للشقيقة الجزائر بعد فوز منتخبها المستحق بكأس إفريقيا للأمم.

في سهرة 19 جويلية شاهدنا لطيفة أكثر تحررا على الركح. رقصت التونسي – للمرة الأولى في حياتها – على إيقاع أغنية “بحة بحة” بمصاحبة رشدي بالقاسمي الذي اهتز المسرح تحت أقدامه، وسما الجمهور بحركاته، منطلقا، حرا كعادته على الركح.

غنت لطيفة بمشاركة الجمهور “لما يجيبو سيرتك” وهي واحدة من أجمل أغانيها التي صدرت سنة 1994 من كلمات عبد الوهاب محمد وتلحين خالد الأمير ومازالت إلى اليوم تصحو الذكريات ويهزنا الحنين إلى الأشياء الجميلة في حياتنا بسماعها.

كما غنت أيضا “حبك هادي”، “بحب في غرامك”، “كرهتك”، “بالعربي”، “ما تروحشي بعيد”، “ميقودة”، “ناره” وغيرها من الأغاني التي شاركها الجمهور في آدائها وظل الحفل وغنت لوالدتها “أمي” وقالت بتأثر إنها للمرة الأولى في حياتها تواجه كرسيا شاغرا في المسرح الروماني بقرطاج هو كرسي والدتها التي غنت لها بمنتهى الإحساس
ولتونس شدت “لطيفة” ب”أهيم بتونس الخضراء” ودعت الفنان أحمد الرباعي ليؤدي معها الأغنية وهي التي تدعمه بقوة وعبرت أكثر من مرة عن إعجابها بصوته، وقالت إنها تعرفت إلى صوته عندما شاهدته يغني “أهيم بتونس الخضراء” في مدينة الثقافة مع الفرقة الوطنية للموسيقى. وكان آداء أحمد الرباعي مذهلا بما يؤكد أنه صوت ينتظره الكثير من النجاح

ليلة الجمعة 19 جويلية كانت استثنائية بالنسبة إلى قرطاج وإلى الفنانة لطيفة العرفاوي. فاللحظة التي وقفت فيها هذه الفنانة على الركح بعد تسع سنوات من الغياب لا يمكن أن تكون لحظة عادية. فيها من التأثر والارتباك ما يستحق التوثيق
ولطيفة أعطت الكثير للفن. وهي جديرة بالغناء في قرطاج احتراما لجمهورها ولمسيرتها ولرصيدها الغنائي الذي يثبت تفانيها في خدمة فنها.

بلاغ.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.