الرئيسية » تونس ستستفيد من 5 مليارات دينار نظير ذلك: الجزائر ستواصل تموين إيطاليا بالغاز لـ 10 سنوات قادمة

تونس ستستفيد من 5 مليارات دينار نظير ذلك: الجزائر ستواصل تموين إيطاليا بالغاز لـ 10 سنوات قادمة

أفادت وكالة الأنباء الجزائرية عن توقيع المجمعين الجزائري سوناطراك والإيطالي إيني، أول أمس الخميس 16 ماي 2019، بالجزائر العاصمة، إتفاقيتين بشأن تجديد العقد طويل الأجل لبيع/ شراء الغاز الطبيعي الموجه للسوق الإيطالية عبر خط الأنابيب بين الجزائر وإيطاليا مرورًا بتونس.

من الجزائر: عمّـار قـردود

وقع على الاتفاقيتين كل من الرئيس المدير العام لـسوناطراك، رشيد حشيشي- الذي تم تعيينه منذ أقل من أسبوعين فقط -، والمدير الإداري لشركة إيني، كلوديو ديسكالي، بمقر المجمع الجزائري.

ومن خلال هاتين الإتفاقيتين اللتين تندرجان في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بالجزائر العاصمة في 25 أفريل 2019 بين سوناطراك وإيني، يؤكد الطرفان رغبتهما الدائمة في مواصلة تعاونها وشراكتها على المدى الطويل.

ويخص هذا التعاون مجال إستغلال المحروقات، لا سيما تجديد عقد بيع / شراء الغاز الطبيعي الجزائري الموجه للسوق الإيطالية وإتفاقية الشراكة لنقل الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب بين الجزائر وإيطاليا مرورًا بتونس، إلى ما بعد الفاتح من أكتوبر 2019. وعليه، فقد توصلت سوناطراك وإيني إلى إتفاق لتمديد بعشر سنوات لعقد الشراء وبيع الغاز الطبيعي الذي تم توقيعه في عام 1977.

عائدات تونس حوالي 500 مليون دينار سنويًا حتى 2027

ويسمح الاتفاق لـسوناطراك بتعزيز موقعها في السوق الإيطالية والبقاء كأحد من أهم مصدري الغاز الطبيعي لهذه السوق. كما يسمح لها بتقوية علاقتها التاريخية مع أحد زبائنها الرئيسيين في الساحة الطاقوية العالمية. وفي المقابل ستستفيد تونس كذلك من هذا الإتفاق الذي سيمح لتونس من الحصول على كميات معتبرة من الغاز الجزائري بسعر تفاضلي، ناهيك عن إستفادة الخزينة التونسية من أموال قد تساهم في الدفع بالإقتصاد التونسي والتقليل من آثار العجز الطاقي والأزمة المالية.

وستكون الإيرادات المالية لتونس نظير عبور أنبوب الغاز الجزائري للأراضي التونسية حوالي 500 مليون دينار سنويًا إعتبارًا من سنة 2019 مع إمكانية إرتفاع طفيف حتى سنة 2027، مع العلم أن عائدات تونس بلغت في 2018 حوالي 474 مليون دينار ونحو 440 مليون دينار في 2017.

الجزائر سوقت حوالي 615 مليار م3 من الغاز نحو لإيطاليا منذ سنة 1983

تم تزويد إيطاليا بـ 7ر614 مليار م3 من الغاز الجزائري منذ دخول انبوب الغاز إنريكو ماتي حيز الخدمة في 1983، حسبما كشف عنه نائب رئيس نشاطات التسويق لمجمع سوناطراك، أحمد الهاشمي مازيغي.

وقال المسؤول في كلمة له على هامش إمضاء الاتفاقيتين أن الإتفاق المتعلق بتجديد عقد البيع/شراء للغاز الطبيعي، البعيد المدى، الموجه للسوق الإيطالية يمثل “يومًا كبيرًا جديدًا” في تاريخ التعاون الجزائري-الإيطالي في الميدان الطاقوي. وأضاف المسؤول أن هذا الإتفاق له “أهمية كبيرة” لأنه يسمح لسوناطراك بتعزيز علاقاتها مع مؤسسة إيني وكذا “الحفاظ على مكانتها التاريخية في سوق الغاز الإيطالي”. كما سيسمح هذا الإتفاق لسوناطراك “بفتح الطريق لمفاوضات مع شركاء إيطاليين جدد”.

من جهته، عبر المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، عن ارتياحه بإمضاء العقد الذي سيسمح بتمديد بعشر سنوات عقد البيع/شراء الغاز الطبيعي الموقع سنة 1977.

وأعتبر حشيشي أن هذا العقد شاهد على علاقة “عميقة و تاريخية” بين الطرفين. وأضاف في هذا الصدد انه “بالنسبة لمجمع سوناطراك، مؤسسة إيني “هي شريك استراتيجي و هام جدًا، و أظن أنه بالنسبة لمؤسسة إيني، مجمع سوناطراك هو ممون موثوق به و ذو مصداقية. نعمل جيدا معا و سنواصل العمل معا . نحن مرتاحون لأن تاريخ إنتهاء العقد كان منتظرًا في 31 سبتمبر 2019. يتعلق الأمر بحياة جديدة لهذا العقد وسنواصل تموين إيطاليا بالغاز عن طريق مؤسسة إيني”.

من جانبه، أكد المفوض السامي لشركة إيني، كلاوديو ديكالزي، على أهمية العلاقات بين سوناطراك والمجمع الإيطالي و لتي تتميز بـ “شفافية عالية”، مضيفًا أن هذا العقد “مهم جدًا” بالنسبة لإيطاليا .”نحن نتعاون مع مجموعة سوناطراك بشفافية تامة لا سيما في المجال التقني”، أضاف ديكالزي.

و تعد إيطاليا واحدة من أهم الوجهات الرئيسية لتسويق للغاز الطبيعي الجزائري بفضل “خط أنابيب عبر البحر الأبيض المتوسط”.

وفي جويلية 2018، إتفقت المجموعتان على إجراء مفاوضات تجارية بهدف تقييم تمديد آجال التموين بالغاز إلى ما بعد الموعد النهائي التعاقدي الحالي 2019، في إطار تعزيز التعاون والشراكة بينهما.

بعد تسوية نزاعاتهم في عام 2017 ، تم تعزيز العلاقات بين سوناطراك وإيني بتوقيع العديد من عقود المشاريع في الجزائر في مجالات البحث والإستغلال، والإستكشاف البحري للمحروقات، والطاقات المتجددة والطاقة الشمسية والبتروكيماويات.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.