الرئيسية » ببادرة من مؤسسة المرحوم الهادي بوشماوي الخيرية : ندوة “مهن المستقبل” بقابس ترسم معالم جسر الهوة بين التعليم وسوق الشغل

ببادرة من مؤسسة المرحوم الهادي بوشماوي الخيرية : ندوة “مهن المستقبل” بقابس ترسم معالم جسر الهوة بين التعليم وسوق الشغل

عقدت يوم السبت 27 أفريل 2019 ندوة بعنوان “مهن المستقبل” نظمتها مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية بالتعاون مع وزارة التعليم والمندوبية الجهوية للتربية بقابس.

هذه الندوة شهدت عديد المداخلات المهمة حيث أكد السيد فاخر الزعايبي، المدير العام للمرصد للتشغيل والمهارات بتونس، على أن أكثر المهارات التي ستكون مطلوبة من طرف عدد كبير من الشركات في المستقبل هي القدرة على استخدام وإدارة المعلومات والإستقلالية والمرونة والقدرة على التكيف في مواقع العمل، والقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات بصفة حينية ومستقلة بالإضافة إلى بعض المهارات والقدرات المهنية والفنية التي لا بدّ منها.

كما استعرض الزعايبي مجالات العمل التي ستتطلبها سوق الشغل في المستقبل والتي نذكر منها متخصصي الذكاء الإصطناعي والتعلم الآلي، ومتخصصي تحليل البيانات والتحولات الرقمية، والخبرة في التقنيات الجديدة وتقنيات تطوير الروبوتات… و أكد الزعايبي أن السنوات القادمة ستشهد إشكالا رئيسيا يتمثل في عدم التوافق بين العرض والطلب على المؤهلات والذي سيزداد حدة بالرغم من إرتفاع معدل النمو الإقتصادي اذا لم يقع العمل على مطابقة النموذج الإقتصادي مع نموذج تنمية الموارد البشرية.

ومن هنا لا بد من التفكير في تعزيز المهن الصغرى من خلال إتفاق بين المهنيين والهياكل المشرفة على آليات التدريب والتعليم. ذلك ان جل المهن ستشهد تطورا يُفضي إلى زوال عدد منها و بروز مهن جديدة غير موجودة في الوقت الراهن.

لذلك يجب أن يكون نظام التعليم والتكوين لدينا قادرا على مسايرة هذا التطور ومستعدا للاستجابة لمتطلبات هذه المهن الجديدة. كما بين المحاضر أن نظام التكوين مطالب بأن يُعطي قيمة أكبر للمهارات السلوكية (soft skills) للشخص وطريقة أدائه الشيء الذي لا يزال مفقودا الى حدّ ما في برامجنا التعليمية.

أما بالنسبة للأستاذ الناصر عمار، هو رئيس مؤسسة تعليم عال خاصة، فإن مفتاح الوظائف المستقبلية يعتمد على الإصلاح الشامل للنظام التعليمي. اذ أصبح من الضروري مراجعة النموذج التربوي الحالي بصفة جذرية وجعله يُساير التحولات في كل المجالات من أجل أن يكون قادرًا على بناء مدرسة الغد.

تطوير المهارات لتسايرمتطلبات المهن الجديدة

ومن النقاط التي وجبت مراجعتها : الطرق والمناهج التربوية ووظيفة ودور المُربِّي في ضوء المقاربات البيداغوجية الجديدة ونظام التقييم للمُتعلّمين، وكذلك العلاقة بالفضاء والتوقيت المدرسي والذي يخص المربين والتلاميذ والطلبة.

أما بالنسبة إلى فلورنس روبين، رئيس أكاديمية نانسي ميتز الفرنسية، فإن تطوير تقنيات جديدة وعولمة تبادل المعلومات يفضيان إلى ظهور مهن جديدة، لا سيما في قطاع الانترنات. ولكن هذه العوامل لها أيضًا تأثير على المهن التي تشهد تطورا متسارعا يقتضي التكيف مع بيئة دائمة التغيير. لذا وجب تطوير المهارات لتسايرمتطلبات المهن الجديدة.

وحسب السيدة فلورنس روبين فان مهنا مثل “التجارة الإلكترونية” و”التسويق الإلكتروني” ستكون مصدرًا حقيقيًا لفرص التشغيل في المستقبل. و سوف تؤثر التقنيات الحديثة أيضًا على القطاع المالي والذي سيتطور بصفة فعلية وسيفتح آفاقا جديدة. كما أن الإنتشار الواسع للإنترنات والشبكات الاجتماعية يثير قضايا السيطرة على الثغرات وكل ما يهم الأمن الالكتروني. كما ان هناك عدد من القطاعات لا زالت واعدة لتوفير فرص العمل في السنوات القادمة شرط أن تتطور. ومن بين المؤشرات التي يجب أخذها بعين الإعتبار هناك مؤشرات إجتماعية خاصة في المجتمعات الغربية وحتى في بعض الدول النامية ومنها بروز مهن جديدة مرتبطة بالشيخوخة والتي تتطلب إلى زيادة الإحتياجات من حيث الرعاية والدعم خاصة في المنزل.

تهيئة بيئة تشجع نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم

أما بالنسبة الى السيد صلاح الكعلي، المدير العام لصندوق البحث التونسي الأمريكي، فان المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم والمؤسسات الصغيرة جدًا لديها القدرة على التكاثر والنمو أكثر من الشركات الكبيرة. لذلك أصبح من الضروري تهيئة بيئة تشجع نمو هذا النمط من المشاريع والشركات واتخاذ تدابير تدعمها بصفة فعلية لأنها حل حقيقي لسوق الشغل ومواجهة البطالة في تونس خاصة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا.

أما بالنسبة للسيدة لينا ميليلو، نائبة المندوب الإقليمي للمكتب الوطني للمعلومات حول التعليم والمهن في منطقة نانسي ماتز بفرنسا، فإنها ترى أن الثورة الرقمية باتت تِثر على كل المهن. وأصبحت هناك حاجة إلى تكوين الشخاص بمؤهلات عالية لا تقتصر على التخصص في ميدان واحد بل في عدة ميادين في آن واحد.

أما في ما يتعلق بقطاعات العمل ذات التشغيلية العالية في جنوب تونس، فان الأستاذ عبد الرزاق الجدي، الرئيس المدير العام للقطب التكنولوجي بقابس، يرى ان القطاعات المستقبلية التي وجب تهيئة الناشئة لها تتمثل في الميادين الفلاحية الحديثة مثل الفلاحة “الجيو حرارية” والفلاحة البيولوجية، وكذلك ميدان الكيمياء الدقيقة (مثل المستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل)، وكل ما يتصل بالطاقة الشمسية والتكنولوجيا الحيوية.

بلاغ.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.