الرئيسية » بسبب الحراك الشعبي: إنخفاض طفيف في نسبة إقبال السياح الجزائريين على تونس منذ بداية 2019

بسبب الحراك الشعبي: إنخفاض طفيف في نسبة إقبال السياح الجزائريين على تونس منذ بداية 2019

سياح جزائريون في طريقهم إلى تونس في معبر حدودي.

قلل مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر، فؤاد الواد، من التقارير التي تُحذر من تراجع نسبة زيارة السياح الجزائريين إلى تونس هذه السنة بسبب الحراك الشعبي في الجزائر والأوضاع السياسية المتأزمة في هذا البلد هو الأمر الذي تسبب في تسجيل إنخفاض طفيف في نسبة إقبال الجزائريين على تونس خاصة في الثلاثي الأول من سنة 2019.

من الجزائر: عمّار قـردود

قال فؤاد الواد بأن الجزائر بلد سياحي بامتياز ووجب عليها توظيف مخزونها السياحي، لكن قبل هذا، هي تحتاج إلى الإستقرار، في إشارة منه إلى الحراك الشعبي الذي أخل بالموازين وأعاق علاقات التعاون بين البلدان الشقيقة، مؤكدا على تضامن الشعبين التونسي والجزائري، لاسيما و تجربة تونس كما قال كان لها أثر كبير على كل المستويات.

هذا وكشفت مصادر جمركية جزائرية لـــ”أنباء تونس” بأنه قد تم تسجيل إنخفاض نسبي في عدد السياح الجزائريين إلى تونس سواء عبر المعابر الحدودية البرية التسعة أو عبر المطارات منذ بداية السنة الجارية. وأفادت بأن هذه النسبة ضئيلة و لا تدعو للقلق و بلغت أوجها بداية من أواخر فيفري الماضي وتزامنت مع بداية “الثورة الجزائرية” أو ما يسمى بالحراك الشعبي. كما تم تسجيل إنخفاض معتبر في عدد التونسيين الذين دخلوا الجزائر بسبب مخاوف أمنية.

لكن و بحسب نفس المصادر حركة السياحة بين تونس والجزائر بقيت نشطة ولم تتوقف، عكس مخاوف الكثير من العاملين في القطاع السياحي بتونس وبعض الخبراء الذين أبدوا خشيتهم بأن تتأثر بالحراك الشعبي في الجزائر ولو أنها إنخفضت بعض الشيء.

حوالي 130 ألف سائح جزائري زارو تونس ما بين 15 فيفري و15 مارس 2019

وقال الناطق الرسمي باسم الجمارك التونسية، العميد هيثم زناد في تصريحات صحفية له إن عدد الجزائرين الوافدين في الفترة من 15 فيفري الماضي حتى منتصف مارس، بلغ 127.9 ألف شخص، مؤكدًا أن مصالح الجمارك لم تسجل أي تراجع في عدد الوافدين الجزائريين، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي 2018، وكل المعابر الحدودية على الشريط الغربي تسير بشكل عادي.

وتتصدر تونس قائمة أفضل الوجهات السياحية بالنسبة إلى الجزائريين، قبل تركيا ودبي. ويفضل أغلب الجزائريين قضاء عطلة رأس السنة والعطل المدرسية فيها. وينتظر أن يبلغ عدد السياح الجزائريين في تونس نحو 4 ملايين شخص خلال السنة الجارية 2019، وفق تصريحات أخيرة لوزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي، مشيرا إلى أن عددهم بلغ خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي نحو 2.3 مليون سائح.

ويخلق الإقبال على الوجهة التونسية حركة واسعة في الفنادق، ويساهم في تنشيط إيجارات الشقق المفروشة وحركة الأسواق والمطاعم، لاسيما في المدن الحدودية الغربية التي تعاني من ضعف التنمية والحركة التجارية والاقتصادية.

وكانت سنتا 2015 و2016 الأكثر سوءاً في تاريخ السياحة التونسية بفعل التراجع الحاد للإيرادات وتقهقر نسبة الوافدين بأكثر من 35%، إذ لم تتجاوز إيرادات القطاع سنة 2015 المليار دولار مقابل 1.5 مليار دولار في 2014. وبلغ عدد الوافدين حينها 5.3 ملايين سائح مقابل 7.1 ملايين عام 2014. وفي 2016، كشفت أرقام رسمية لوزارة السياحة عن توافد 1.8 مليون جزائري إلى تونس، من جملة 5.3 ملايين سائح، وفي 2017 زاد عددهم بنسبة 59.8 في المائة.

وأظهرت بيانات صادرة عن البنك المركزي التونسي في جانفي الماضي أن إيرادات السياحة قفزت إلى 1.36 مليار دولار عام 2018 بزيادة 45 في المائة عن 2017، وذلك مع وصول عدد قياسي من الزائرين بلغ 8.3 ملايين.

وحسب فؤاد الواد، مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر، فإن تونس استقبلت السنة الماضية أكثر من 2 مليون و 700 ألف جزائري، و شهدت تونس في سنة 2018 عودة قوية للأسواق التقليدية على غرار السوق الألمانية البريطانية التشيكية والروسية بعد الثورة، كما استقبلت الجزائر 800 ألف سائح من مختلف الجنسيات عن طريق الديوان الوطني التونسي للسياحة.

هذا و تسعى تونس في مجال السياحة إلى تحسين منتوجها السياحي و توسيع خدماتها بعد ثورة الياسمين، من خلال ترقية السياحة الكلاسيكية على غرار السياحة الثقافية والرياضية والمعالجة بمياه البحر، و إعادة فتح الفنادق التي أغلقت أيام الإرهاب في 2015، بحسب ما كشفه فؤاد الواد مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر خلال مشاركته في الصالون الدولي للسياحة الذي احتضنه فندق ماريوت قسنطينة منذ أيام، حيث أكد أن تونس تحتل المرتبة الثانية في المعالجة بمياه البحر عالميًا بعد فرنسا، و يهتم قطاع السياحة في تونس بما يُسمى بسياحة الصولجان، كما يسعى إلى تحسين نوعية الإيواء، بالتركيز على السياحة الريفية وإنشاء الإقامات الريفية والإقامات العائلية بعيدًا عن ضوضاء المدن الكبرى.

و يتوفر قطاع السياحة في تونس على 7 مدارس و معهدين للتكوين السياحي بالحمامات و سوسة، و لمدة عامين، في مختلف المجالات، خاصة بالنسبة للمرشدين السياحيين، أين يخضعون إلى اختبار في اللغات الأجنبية، حتى تكون لهم دراية على تاريخ البلاد ومعالمها الأثرية ويتمكنون من التواصل مع الأجانب.

لا يزال أزيد من 100 نزل مغلقًا إلى اليوم في تونس

أما في السياحة الدينية فقد أوضح الواد بأن مدينة القيروان أكثر شهرة في هذا المجال، ما جعل تونس تركز في اقتصادها على الإستثمار السياحي بهدف خلق مواطن شغل للشباب، و العمل على توسيع هياكل الإستقبال، كما تعمل وزارة السياحة التونسية على إعادة فتح الفنادق التي تم غلقها بعد الضربات الإرهابية سنة 2015، و أحصى مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة أزيد من 100 نزل مغلقًا إلى اليوم، وسيتم فتحها بالتعاون مع اصحاب المهنة، مع تحيين الصناعات التقليدية و خلق فضاءات لإبتكار الشباب التونسي، وترسيخ العلاقات بين الشباب العربي والمغاربي لاسيما الجزائر، و في هذا الشأن كشف الواد عن جملة من الإتفاقيات الجديدة التي من المنتظر توقيعها مع قطاع السياحة في الجزائر، تضاف للإتفاقيات التي وقعت في اكتوبر الماضي خاصة في مجال التكوين المتواصل للمختصين في الفندقة من اجل الترويج للوجهة السياحيسة التونسية والجزائرية.

وفد إعلامي جزائري في زيارة سياحية ترويجية لتونس

شرع الإتحاد الوطني للصحفيين و الإعلاميين الجزائريين في تنظيم زيارات إلى مختلف المناطق السياحية و بتونس وذلك في إطار برنامج مسطر بين الإتحاد والديوان الوطني التونسي للسياحة في الفترة الممتدة من 18 الى 24 أفريل الجاري.

و قد تم تسطير برنامج ثري و متنوع ومدروس بدقة يبدأ من العاصمة تونس باتجاه مدينة سوسة الساحلية التي تم تحديدها لتكون مكان لإقامة الوفد الإعلامي الجزائري ، حيث تعرف في اليوم التالي الصحفيين على ما تزخر به هذه المدينة من موروث سياحي، تاريخي و ثقافي ناهيك عن الخدمات التي تقدم للسأئح من مختلف انحاء العالم بالأخص السائح الجزائري.

وأشار فواز بن حليمة المندوب الجهوي للسياحة بسوسة الى وجود 41 وحدة سياحية من مختلف الأصناف بالمنطقة. بالإضافة إلى أن هذه الجهة تحوي على مطار دولي بمنطقة المنستير و ميترو يربطها بمدينة المهدية الساحرة وهما المدينتان اللتان تمت زيارتهما في اليوم الثالث، حيث زار الوفد الإعلامي الجزائري متحف الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، قبل شد الرحال الى مدينة الجم التي تحوي المسرح الروماني ثم سافر إلى مدينة صفاقس ثاني مدينة تونسية بعد العاصمة تونس وشريان الاقتصاد التونسي، وزار الصحفيون الجزائريون قلعة الأغالبة و مدينة العربي، كما تسمى حيث كانت و لا تزال حصنًا منيعًا و شامخًا.

وتجدر الاشارة الى أن البرنامج تواصل اليوم بالتوجه الى المدينة التاريخية و عاصمة مختلف الحضارات القديمة المتعاقبة على تونس و المنطقة ككل وهي القيروان. و حسب ممثل الديوان التونسي للسياحة أسامة بن خليفة المرافق للوفد الإعلامي الجزائري، فإن “الدولة التونسية ممتنة للجزائر في وقفتها مع الشعب التونسي في كل الأوقات وخاصة في الظروف الصعبة التي مرت بها ونأمل في أن نكون الوجهة الأولى للسائح الجزائري من خلال تحفيزات وخدمات خاصة به” .

أما رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين و الإعلاميين الجزائريين مصباح قديري فقد أشار إلى أن “علاقة الشعبين ورابط الجوار و الأخوة والتعاون هي عوامل أساسية في تمتين العلاقة و كسب الثقة بين الطرفين و نعمل من خلال هذه القوافل على اعطاء صورة واضحة وميدانية على الواقع الفعلي للسياحة بتونس و ما وصلت إليه من ثقافة قلما نجدها في دول ذات باع كبير في هذا المجال لكن الإخوة التونسيين تمكنوا في في فترة وجيزة من فرض تواجدهم واكتساب ثقافة سياحية راقية تستحق الترويج والتنويه بها وإيصالها للمواطن الجزائري الذي يعتبر حلقة مهمة في سوق السياحة التونسية.”

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.