الرئيسية » النبْش في بورقيبة الميّت الحيّ: اسْتَرَاتِيجِية الإسلاميين في انتخابات 2019!

النبْش في بورقيبة الميّت الحيّ: اسْتَرَاتِيجِية الإسلاميين في انتخابات 2019!

دعاة الإسلام السياسي الذين يحكمون تونس منذ جانفي 2012 يُدْركون جيّدا أنّهم سيُعَاقبون في الإنتخابات القادمة على اسْتنْزافهم لخيْرات الشعْب التونسي. لذلك يحاولون إعتماد اسْتَرَاتيجيا شيْطنَة بورقيبة وتبْخِيس كلّ ما أنْجزه رجالات الإستقلال ويلعبون على نار الجهويات التي سيَكْتَوُون بها يوما.

بقلم خالد عبيد

هُمْ فَاشِلُون، بلْ للفشلِ عُنْوان هم يُجسّدونه وللخراب هم عُرّابوه، لم يتمكّنوا طيلة الثماني سنوات من تجْسيم وُعودهم للشعب على أرض الواقع، ولم يُبَرْهِنُوا فعْلا أنّهم البَدِيل الحقيقي عن “خَرَاب” السنوات الخمْسِين التي مَرّت عليْنا مثلما يَدّعُون، وهُمْ يُدْركون جيّدا أنّهم سيُعَاقبون يوم الإنتخابات على اسْتنْزافهم لخيْرات الشعْب، لذلك قرّروا، والإنتخابات على الأبواب، أن يُهيّجوا المشاعر “البدائية” للبُسَطاءِ من التونسيين وبعْض السُذّج والكثير من الجَهَلة وذلك من خلال إعتماد اسْتَرَاتيجيا شيْطنَة بورقيبة وتسْويده وتخْوينه وإلصاق كلّ النعوت المُشِينة به وتبْخِيس كلّ ما أنْجزه رجالات الإستقلال من التونسيين وتتْفيهه، واللعب على نار الجهويات التي سيَكْتَوُون بها يوْمًا وحتْمًا.

أتْركوا بورقيبة وشأنه!ُ

نصيحتي إلى هؤلاء الذين يُنْكرون علَنًا ما يُقرِّرُونه سرّا: أتْركوا بورقيبة وشأنه!ُ فمن يُشيْطن بورقيبة ويُخوّنه فإنّه قد مات! وكذلك من يُقدّسه ويُؤلّهه ويتبرّك به أمام ضريحه فإنّ الحبيب بورقيبة قد مات أيضا! لكن أنتم؟ ماذا قدّمتم للتونسيين؟ من أوصل التونسيين إلى هذه الحالة الكارثية التي هم عليها بعد ثماني سنوات؟ ما هي مُنجزاتكم على أرض الواقع وليس على الورق؟!

تُدْرِكون جيّدا أنّ حَصِيلَتكم هي أصْفَار رُكّبت على أسْفَارِكُم، لذَا لم يتبق لكم إلاّ هذا الطريق، طريق أبْلسة الحبيب بورقيبة ودولة الاستقلال لعلّكم تَضمنون أصواتًا تعوّدتم على تأييدها لكم بعد أن “تهيّجونها” بنار الجهويات وسكب الدموع غزيرةً على “التهميش” و”العقاب” اللذيْن تعرّضت لهما هذه الأصوات، وتُسوّقون لها بأنّكم أنتم من سَتَحْفظون حقها وتأخذون بثأْرها منذ 2011 وإلى الآن، وإن لم تتمكّنوا من ذلك، ولم تتمكّنوا فعلا ولن تتمكّنوا حقّا! فَلأنّ قوى الثورة المُضَادّة تُعرْقلكم حسب قولكم لها! وهنا لست أدري لماذا أتخيّلكم كالهِرَرِ تقْدَح انْتِفَاخًا صَوْلات الأسُود ؟

لنْ تنْجحوا أبدًا في اسْتبْلاه التونسيين

لكن، قد تنْجحون يوما في اسْتبْلاه جزْء من التونسيين، لكن لنْ تنْجحوا أبدًا في اسْتبْلاه كلّ التونسيين، وسَيَرْتدّ عليكم يومًا ماَ كلّ ما تقومون به من استخْرَابٍ حثيث للدولة وإعْمال مَعَاول الهدْم في أوْصَالها، لأنّ الخرَاب عُنْوانه الأوْحد أنتم! والأمَل عنْوانه الأكبر بِدُونِكُم! تروْن هذا مُسْتحِيلا وأراه قريبًا! وستَرْحَلُون حتمًا! لأنّكم ستُصْهَرون فتَذُوبون في البَوْتَقة ذاتها التي استقرّ فيها كلّ من اسْتعْدى التونسيين، ويبقى ذكْر كلّ من بَنَى دوْلة الاستقلال، بينما أنتم أطْلاَلِكم ستشْهد يومًا على حجْم الخَرَاب الذي أوْقعْتم فيه تونس!

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :

تونس : إغْلاق دوْلة الاستقلال جامع الزيتونة أوْ الوهْم الأكْبر!

المدرسة ”القرآنية” بالرقاب : سيناريو “طلْبَنَة” أطفالنا خطر يتهدّد الأمن القومي في تونس!

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.