الرئيسية » أحمد نجيب الشابي للشاهد : يحق للمربين أن يتقدموا بمطالب اجتماعية

أحمد نجيب الشابي للشاهد : يحق للمربين أن يتقدموا بمطالب اجتماعية


كتب السياسي أحمد نجيب الشابي في تدوينة له على صفحته الرسمية الفايسبوك رسالة مفتوحة حول أزمة التعليم بتونس.

وجاء في تدوينته :

رسالة مفتوحة إلى يوسف الشاهد
سيدي رئيس الحكومة،
لقد بلغت أزمة التعليم الثانوي ذروتها، وتجد أجيالنا الصاعدة نفسها رهينة بريئة لأزمة مستفحلة. ويحدث هذا في وقت تحتل فيه تونس موقع الذيل بين الأمم في ميدان التربية والمعارف، وهي تعاني المشقة دون أن ترى نهاية للنفق، بسبب غياب الإرادة وافتقاد الرؤية في ميدان مصيري كميدان التربية والتكوين.
سيدي رئيس الحكومة،
يحق للمربين أن يتقدموا بمطالب اجتماعية في وقت ينهش فيه التضخم الذي يغذيه تدهور العملة الوطنية قدرتهم الشرائية. ويتعاقب الوزراء على رأس قطاع التعليم دون أن يقدر أحد منهم على تقديم حل للأزمة. وكيف لا وقرار الزيادة في الأجور خارج عن نطاقهم ويتعلق بصلاحيات الحكومة. ولا يمكن مواجهة المربين في هذا المجال بتدهور الحالة المالية للبلاد وهم أبرياء منها ولا بالتزامات إحادية الجانب إزاء صندوق النقد الدولي، اتخذت دون إعلامهم أو استشارتهم. كل ما يمكن أن نطلب منهم في مثل هذه الظروف هو إبداء الجهد وتقديم تضحيات لا يمكن أن تكون سوى ضرفية فالخروج من الأزمة كما تعلمون يتوقف أولا وقبل كل شيء على استعادة الاستثمار والنمو، الكفيلين وحدهما بخلق الثروة وإحاث مواطن الشغل.
سيدي رئيس الحكومة،
إن خطورة الوضع، واستعجاله يقتضيان منكم تحمل مسؤولياتكم، فلا يمكن لحكومتكم أن تواصل التظاهر بالحياد إزاء أزمة تقض مضاجع الملايين أو أن تجعل من وزير التربية كبش فداء في صراع يتجاوزه. إني أناشدكم بأن تفتحوا دون توان مفاوضات مباشرة مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل قصد التوصل إلى تسوية مشرفة تنقذ العام الدراسي من الضياع وتعيد الطمأنينة والسكينة إلى النفوس. فالبلاد لم تعد تقبل أن تكون ضحية بريئة لصراعات الأجنحة داخل حكومتكم ولا هي تقبل ارتهان سياديتها الوطنية في ميادين حساسة كميدان الحفاظ على السلم الاجتماعية.
إن التونسيين بوسعهم الارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجههم وتقديم التضحيات التي تقتضيها، لو تكرم حكامهم بإعلامهم وتشريكهم في القرارات المصيرية التيتهم مستقبلهم.
إن البلاد تجنح إلى الغرق، إنها بحاجة إلى الطمأنينة والسكينة فأمدوا لها يد العون، رجاءً.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.