الرئيسية » أزيد من 2.7 مليون سائح جزائري يضخون أكثر من نصف مليار دولار في الخزينة التونسية في 2018

أزيد من 2.7 مليون سائح جزائري يضخون أكثر من نصف مليار دولار في الخزينة التونسية في 2018

رئيس الحكومة يوسف الشاهد في حوار مع السياح الجزائريين في معبر حدودي بري (أوت 2018).

ساهم أكثر من 2.7 مليون سائح جزائري بضخ أزيد من نصف مليار دولار أو ما يُعادل 3.4 مليار دينار تونسي كعائدات للسياحة في الخزينة العمومية التونسية سنة 2018 وذلك بحسب تقديرات تقريبية غير نهائية وغير رسمية.

من الجزائر: عمّـار قردود

بزيادة قدرها 200 ألف سائح، قارب عدد السياح الجزائريين الوافدين على مختلف الوجهات السياحية والعلاجية التونسية سقف الــ3 ملايين سائح سنة 2018 وذلك مقارنة بالسنة قبل الماضية 2017، وسجل الإقتصاد التونسي بفضل إنتعاشة حقيقية شهدها قطاع السياحة طفرة قوية وإرتفاع في المداخيل بنسبة 42 بالمائة، حيث زار تونس خلال العام الماضي 2018 أزيد من 8.3 مليون سائح أجنبي من مختلف الجنسيات مقابل 7 ملايين في سنة 2017، وفقًا لوزارة السياحة التونسية.

و بلغة الأٍرقام، بلغ إجمالي مداخيل قطاع السياحة التونسية في 2018، 1.4 مليار دولار نتيجة إستقبال 8.3 مليون سائح، من ضمنهم 2.7 مليون جزائري، و2.4 مليون سائح أوروبي، ما يعني أن الجزائريين ساهموا في ضخ أكثر من 590 مليون دولار تقريبًا.

الجزائريون يمثلون ربع السياح الوافدين على تونس

مع العلم أن السياح الجزائريين يمثلون نسبة 25 بالمائة من عدد الجنسيات الوافدة على تونس في السنة الماضية، بحسب تقديرات رئيس الجامعة التونسية للنزل، خالد الفخفاخ، في تصريحات له لوسائل الإعلام التونسية.

وحتى 30 سبتمبر 2018، دخل إلى تونس 6.27 ملايين شخص بحسب إحصائيات الحكومة التونسية، أي أكثر من عدد السياح لمجمل عام 2014 (6.07 ملايين)، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 16,9% خلال عام، ما يشكل عودة إلى مستويات السياحة السابقة لاعتداءات عام 2015 التي استهدفت متحف باردو وفندقًا في سوسة.

وبلغت العائدات أكثر من مليار يورو مسجلة ارتفاعا أسرع من معدل تدفق السياح مع نسبة نمو بلغت 27,6% خلال عام، إلا أن ذلك لا يمثل إلا ثلثي العائدات المسجلة عام 2014 (1.59 مليار يورو). وتتأثر العائدات بنسبة تضخم أسعار عالية وبالعروض السياحية التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على تمضية الإجازات على شاطئ البحر من خلال منظمي الرحلات السياحية، وكذلك بالعوائق الإدارية في قطاع الفنادق.

و كانت وزيرة السياحة التونسية السابقة و مديرة ديوان الرئاسة التونسية حاليًا سلمى اللومي الرقيق قد توقعت بعد بداية جيدة للموسم السياحي في 2018 أن التوقعات تشير إلى أن نحو 8 ملايين سائح سيتوافدون إلى تونس خلال هذه السنة، في تجاوز لعدد 7 ملايين سائح الذي سُجل سنة 2010، العام المرجعي للسياحة التونسية. عندما قالت “نتوقع في 2018 استقبال ثمانية ملايين سائح مع ارتفاع معدلات الحجوزات من وجهات تقليدية وأخرى جديدة وعودة السياح البريطانيين أمر مهم للغاية بالنسبة لنا”.

وشكل السياح الأوروبيون والروس القسم الأكبر من الوافدين إلى تونس (أكثر من 44.9%)، ولم يرتفع عدد السياح المغاربة الذي يشكل نصف عدد الوافدين (3 ملايين) إلا بنسبة 16,9%. وارتفعت عدد الليالي التي أمضيت في الفنادق بنسبة 24.7% (21.3 مليونا)، وهو عدد لا يزال أقل من العدد المسجل في الفترة نفسها من العام 2014 (24 مليونا). وتشكل جزيرة الأحلام جربة الوُجهة السياحية الأكثر استفادة من الإنتعاش السياحي مع ارتفاع عدد السياح الذين توافدوا إليها بنسبة 51.8% خلال عام.

السياح الجزائريون يفضلون تونس على بقية الوجهات السياحية الأخرى.

انتعاشة السياحة التونسية وعودتها إلى مستويات ما قبل 2010

وفي 2017  نمت إيرادات السياحة التونسية نحو 18% إلى 2.8 مليار دينار وقفز عدد السياح الوافدين إلى تونس من 5.7 ملايين زائر في 2016 إلى 7 ملايين في 2017. وحسب بيانات رسمية لوزارة السياحة “بلغت إيرادات القطاع السياحي سنة 2017 نحو 2.8 مليار دينار تونسي، أي نحو 1.16 مليار دولار، وتوافد أكثر من 7 ملايين سائح خاصة من الجزائر وليبيا وعودة السوق التقليدية، إضافة إلى ارتفاع عدد الليالي المقضية وتنامي السياحة الداخلية وارتفاع عدد الحجوزات في بداية سنة 2018”.

وعانى القطاع السياحي في تونس، وهو يشكل أزيد من 7% من إجمالي الناتج المحلي التونسي، من اضطرابات بعد شهر جانفي 2011، قبل أن يشهد تدهورًا إثر الإعتداءات التي ضربت البلاد في مارس و جوان 2015 وتسببت بمقتل 60 شخصًا بينهم 59 سائحًا وتبناها تنظيم داعش.

و بالرغم من بعض الإعتداءات الإرهابية التي شهدتها تونس على فترات متقطعة من العام الماضي من ضمنها إعتداء منطقة عين سلطان بولاية جندوبة على الحدود التونسية-الجزائرية، في جويلية الماضي، الذي أسفر عن مقتل 6 من أفراد الحرس الوطني، والعملية الإنتحارية لإمرأة بالقرب من مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، إلا أن السياحة التونسية عرفت بعض من الإنتعاش الذي فقدته منذ سنوات. وقال رئيس هيئة تمثل وكالات السفر الفرنسية، جان بيير ماس، لوكالة الصحافة الفرنسية بشأن إعتداء جندوبة آنذاك: “لم يسجل أي رد فعل” من المصطافين الذين حجزوا عطلهم في تونس.وأضاف: “أعتقد أنه لن يكون للأمر تأثير على الإقبال السياحي هذا الصيف لأنه (الاعتداء) لم يحظ بدعاية كبيرة”، لافتًا إلى أن “معظم المصطافين حجزوا أصلا فنادقهم”.

وتتميز السياحة في تونس بانخفاض تكلفة الإقامة، حيث توصف الكثير من الأنشطة السياحية في البلاد بسياحة الفقراء، وتعول البلاد على كثافة أعداد الزائرين لتنمية إيراداتها، وقد تأثر تدفق السياح خلال السنوات الأخيرة بأعمال إرهابية استهدفت البلاد.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.