الرئيسية » الصحبي بن فرج : هكذا استغلوا الفصل 99 للاطاحة بالحكومة ..هكذا خططوا ..لكنهم فشلوا

الصحبي بن فرج : هكذا استغلوا الفصل 99 للاطاحة بالحكومة ..هكذا خططوا ..لكنهم فشلوا

 

كتب النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الصحبي بن فرج اليوم الاثنين 24 سبتمبر 2018 تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حول مطالبة رئيس الجمهورية بتفعيل الفصل 99 من الدستور جاء فيها :

أتذكر أن الدعوة لتفعيل الفصل 99 أنطلقت تقريبا منذ جوان الماضي بعد فشل الرهان على وثيقة قرطاج للإطاحة بالحكومة، وفشل الحملات المتتالية لإجبارها عن الاستقالة،
الحملة الممنهجة تزعّمها آنذاك السيد رضا بلحاج وتقاسم أدوارها سياسيا وبرلمانيا وإعلاميا زعماء وقادة ونواب النداء وآفاق والمشروع والجبهة الشعبية وتونس اولا وذلك عبر إصدار بيانات وتصريحات متزامنة ومنسّقة تدعو الرئيس لتفعيل الفصل 99 مع رعاية إعلامية ضخمة عبر قناة العائلة وظغط يومي على الرئيس من أجل إقناعه بأن ذلك سيكون مسنودا بكتل نيابية عديدة ووازنة قادرة على منع الحكومة من الحصول على ال109 صوتا اللازمة لاستمرارها……
ورفض الرئيس….،أولا لأن النتيجة غير مضمونة وقد تكون كارثية على مكانته ، وثانيا لان أساتذة القانون الدستوري الذين دعاهم للتشاور أكدوا له حتمية حضوره كامل جلسة منح الثقة في المجلس(في تعارض مع “فتوى” دستورية قدّمها له رضا بلحاج)
أذكر أيضا أن الرئيس رفض خلال حواره المتلفز مع قناة نسمة مجرد الإشارة للفصل 99 رغم شدّة إلحاح الصحفيين، بل يقال أنه صرّح في الoff بأنه لن يلتجأ أبدا الى هذا الفصل
خلال الاسبوعين الماضيين، وبتسارع إنقلاب الموازين البرلمانية وخاصة مع تفكك الكتلة النيابية لنداء تونس وتراجع مشروع تونس عن برنامج الكتلة الموحّدة، عاد الفصل 99 الى الواجهة كآخر ورقة دستورية قادرة على وقف النزيف في الكتلة واستعادة زمام السلطة….. ويبدو أنهم توصّلوا إلى شبه إقناع الرئيس بحتمية تفعيل الفصل 99 وخاصة بإمكانية نجاحه

كانت الخطة تقوم على تهيئة الرأي العام عبر تسريب خطة الفصل 99 بصفتها أمرا واقعا وحتميا والإيهام بأن الأغلبية العددية التي توهّمت الحكومة بأنها حاصلة قد تم إذابتها،
وأن حركة النهضة لن تخرج عن طوع التوافق
وأن بعض أطراف كتلة الائتلاف ستنفضّ قريبا
وأن المستقيلين من النداء سيعودون صاغرين الى بيت الطاعة
وبالفعل، وقع الاشتغال -ترغيبا وترهيبا- على شق صفوف الكتلة الجديدة لإضعافها وذلك بالتوازي مع محاولات إغراء واستمالة حركة النهضة وإيهامها بأن الكتلة الجديدة ستتفتت قريبا وبالتالي فمن الاسلم للنهضة أن “تعود” الى التوافق المضمون بدل مساندة الاستقرار السياسي
في الجانب الاجتماعي، تركّز الرهان على إعلان إتحاد الشغل للإضراب العام وعلى تحركات جامعية بقيادة اتحاد الطلبة تطالب باستقالة يوسف الشاهد
أُعِدّ المشهد إذًا، بحيث يكون الاسبوع القادم منطلقا لموجة تجمع بين التلويح بالتسخين الإجتماعي والطلابي و الظغط السياسي إضافة الى جعل الإعلان الرئاسي عبر التلفاز حول تفعيل الفصل 99 مدخلا قويًّا نحو فرض الأمر الواقع وقلب المعادلة الجديدة داخل البرلمان.
كانت هذه الحسابات الإفتراضية، أما الحقائق على الارض فكانت مختلفة تمامًا:
صمدت مكوّنات كتلة الإئتلاف،
تواصل تهاطل الإستقالات،
تمسكت النهضة بالاستقرار،
“أُبعِدَ” الإضراب العام الى شهر قادم
وضاع إعلان التحركات الطلابية في زحمة الاحداث………
سقط حسابيًّا الرهان على حصول أي خرق في البرلمان ليسقط نهائيا ورسميا الرهان على تفعيل الفصل 99

هل يعقل “الناصحون” و”المشيرون” بالخطة 99 أنهم كانوا يدفعون البلاد نحو معركة سياسية مجانية ستستفيد منها حتمًا حركة النهضة (مهما كانت النتيجة) وستتضرر منها حُكْمًا مكانة وصورة رئيس الدولة (مهما كانت النتيجة) ؟
هل يهمّهم أن تدخل البلاد في حالة من الفوضى السياسية “والشارعية” العارمة؟
هل يفهمون أنهم يدفعون نحو تعطيل مصالح الشعب وإرباك الدولة؟
أزعم أنهم يعلمون ذلك وأقسم أنهم لا يهمهم ذلك وأنهم لا يعبؤون بذلك، فالرهان كبير والأمر عظيم والخسائر أفدح من قدرتهم على الهضم والتحمل

لكم أن تلاحظوا الإستعادة السريعة والمتخبّطة للخطة الإحتياطية والتي تم سحبها من التداول بعد تهاطل الاستقالات من نداء تونس ثمّ عادوا اليها مباشرة بعد فشل الخطة 99 : “النداء التاريخي” ولكن هذه المرة مع التجرئ (يا سلام) على المطالبة بإبعاد (أو إخفاء) حافظ قايد السبسي
وقد تكفّل السيد حافظ بإجهاض كامل البرنامج بنفسه

هل انتهت محاولاتهم؟ أجزم أنهم سيمرّون الى الخطّة البديلة، وأجزم أنهم سيفشلون

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.