الرئيسية » سقوط قوس القشلة الاثرية بغار الملح : حادث عادي ام مخطط للاستيلاء على الارض ؟

سقوط قوس القشلة الاثرية بغار الملح : حادث عادي ام مخطط للاستيلاء على الارض ؟


ما الذي يجعل شاحنة تصطدم بقوس اثري بغار الملح ؟ وما الذي عجل بهدم القوس ؟ هل كانت العملية مجرد حادث ام هي حلقة من مخطط لازالة القشلة نهائيا كما يتوجس اهالي غار الملح ؟ تحقيق فتح وترميمات بدأت .

راج على صفحات الفايسبوك خبر مفاده ان الجهات القضائية قد فتحت بحثا قضائيا في حيثيات حادثة اصطدام رافعة بأحد اقواس القشلة الأثرية بميناء غار الملح مما الحق به أضرارا كبيرة استوجبت تدخل البلدية بالتنسيق مع المعهد الوطني للتراث لإزالة القسم المتداعي للسقوط .

العملية صورت وكانها جريمة هدم ، لكن عضو المجلس البلدي بغار الملح أحمد بوعفورة وضع العملية في نصابها : ” على عكس ما تم تداوله حول تحطيم جزء من القوس الأثري بالقشلة نوضح للجميع أن حالة القوس في جزء منه أصبحت اليوم تنبئ بالخطر. و تم اليوم على إثر الجلسة التي تم عقدها بالمعهد الوطني للتراث التدخل لإزالة جزء خطير جدا منه للحفاظ على سلامة المواطنين و المارة بالاتفاق مع جميع المصالح التي أبدت رأيها في الموضوع. على أن تنطلق عملية الترميم اليوم الاثنين 10 سبتمبر صباحا تحت إشراف المعهد الوطني للتراث و مصالح الولاية و البلدية ”

ولكن هذا التوضيح لم يقنع كثيرا اذ تساءل بعض اهالي غار الملح اذ تساءل احد المتساكنين :

” كيف لشاحنة أن تمر من تحت قوس هذا الباب؟ يجب التحقيق في الأمر. فمن يسوق شاحنة ثقيلة يعلم جيدا أنه لا يمكن له أن يمر تحت القوس. هناك امكانية هدم القوس لغايات ما و التذرع بتلك الشاحنة التي قرر سائقها المرور تحت القوس و هو يعلم أن مروره أمرا مستحيلا . نرمم لا ندمر…الترميم لا يستحق هذه الألات. المعلم ممكن حفظه بالخشب وتبدأ عملية الترميم خطوة خطوة. ما هكذا يكون التعامل مع معلم تاريخى . ما يحدث في  في غارالملح ليس  عاديا ،هذا القوس عمره مئات السنين ولم تمر شاحنة من هناك . اياد خبيثة تحاول ان تهدم كل شيء جميل في تونس بل هناك من يريد ازالة كل تراث مادي ليقيم على انقاضه مشاريع اقتصادية ” .

يعود تاريخ غار الملح إلى العهد البوني، حيث كانت تعرف باسم “ريس إيسمون” أي “رأس أبولون”، ثم أطلق عليها الروم اسم “روسكمونا”، أما في ق 17م فقد اشتهرت بتسمية جديدة هي “بورتوفارينا” أي ميناء فارينا، نسبة الى المهندس الأجنبي الذي بنى الميناء.
أسسها الأندلسيون بعد هجرتهم الجماعية إلى تونس إثر طردهم من شبه الجزيرة الإيبيرية في القرون الوسطى. وكانت مطمعاً للغزاة الأتراك والإسبان ودارت حولها صراعات، وشيدت عليها قلاع إسبانية وتركية عديدة .
المنطقة تتكون من 3 أبراج و قلاع وميناء قديم كان في الماضي ميناء تجارياً وعسكرياً يسمى “القشلة” والتي تعني المنشأ الحربي. شيدت مع الأبراج التي تعود إلى القرن الـ17. و من بين أهم معالم غار الملح الكنيسة التي بنيت في العام 1853 وإقامة فاخرة يطلق عليها “البلاص” والتي أقام بها أحمد باي.
ويتردد أن الاتراك اتخذوا منها ملجأ لسفنهم ومنطلقاً للإغارة على سفن الفرنجة، بفضل “أسطا مراد” الذي اعاد الاعتبار إلى غار الملح ومينائها في الفترة العربية الإسلامية. فهو مجدد هذه القرية سنة 1637، بعد أن دعا إليها جماعة من أندلسيي الهجرة الأخيرة سنة 1609م.

شكري

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.