الرئيسية » تضارب الأنباء حول مغادرة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي للسعودية و سفره إلى المغرب : لا يوجد دخان بلا نار…؟

تضارب الأنباء حول مغادرة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي للسعودية و سفره إلى المغرب : لا يوجد دخان بلا نار…؟

تناقلت بعض وسائل الإعلام العربية في الايام الأخيرة أنباء حول تنقل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلى المغرب قادمًا إليها من السعودية ، من جانبهم أكد مسئولون مغاربة بأن المغرب لم يستقبل الرئيس التونسي السابق استقبال الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في البلاد.

مسؤولون مغاربة: لا صحة لقبول الرباط استقبال بن علي

وحسب الموقع الإلكتروني المغربي الصادر باللغتين العربية و الفرنسية “360”، اليوم الخميس، فإن “مصادر مغربية مسؤولة نفت زيارة بن علي للمغرب”، ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمها، القول إنها “شائعة تناقلتها بعض وسائل الإعلام التونسية والعربية، بدعوى أن المسؤولين السعوديين يعتزمون ترحيل بن علي”.

الإشاعة التي نشرتها أولا صحيفة “الديار” اللبنانية قبل أن تأخذها عنها بعض المواقع التونسية ثم المغربية، ادعت أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اتخذ قرارًا بطرد بن علي، من السعودية بعدما ارتفعت مصاريف إقامته وأسرته في إحدى الإقامات الفاخرة بمدينة جدة السعودية”، مضيفة أن “المغرب وافق على استقباله”.و أفادت صحيفة “الديار” اللبنانية أمس الأربعاء 18 جويلية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إتخذ قرارا بطرد الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي ، من السعودية الى المغرب التي وافقت على استقباله. وأفادت الصحيفة أن سبب الطرد يعود الى ارتفاع نفقات زين العابدين بن علي.

وفي منتصف ماي الماضي، أصدر القضاء التونسي، حكمًا غيابيًا بالسجن مدى الحياة، بحق بن علي، إثر إدانته بتهمة “القتل العمد” في قضايا شهداء وجرحى ثورة الياسمين سنة 2011.وفي وقت سابق، أصدرت محاكم تونسية أحكامًا غيابية بالسجن بحق بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، وعدد من أصهاره في قضايا فساد.

وعقب اندلاع الثورة، هرب بن علي وزوجته مع اثنين من أبنائهما، إلى السعودية، التي يقيمون بها منذ 14 جانفي 2011، وهو متهم في عدة قضايا، من بينها جرائم قتل متظاهرين وفساد مالي صدر بحقها أحكام بالسجن في بعضها، فيما لا تزال تنظر المحاكم التونسية قضايا أخرى.

هذا ولم يصدر أي تعليق فوري و رسمي لا  من جانب السلطات السعودية و لا من السلطات المغربية حول الأمر بالتأكيد أو النفي.

لا يوجد دخان بلا نار…؟

و ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ترويج إشاعة حول مغادرة الرئيس التونسي المخلوع للسعودية و ذهابه إلى دول أخرى أو رغبته في العودة إلى بلده تونس ففي فيفري 2014 قال إعلامي تونسي: “إن الرئيس السابق زين العابدين بن علي، المقيم بالسعودية منذ الثورة التي أطاحت به قبل أكثر من 3 سنوات، طلب تدخل بلد عربي، رجّح أنه الجزائر، لدى السلطات التونسية للعودة إلى بلاده والعيش تحت الإقامة الجبرية”.

وأضاف الإعلامي التونسي صافي سعيد، عبر فضائية خاصة، أنه “حصل على معلومات تفيد أن بن علي عرض مقابل السماح له بالعودة إلى تونس، التوسّط في إرجاع بعض الأموال المنهوبة”.وفيما لم يوضح الإعلامي موقف السلطات التونسية إزاء تلك الوساطة، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب تونس أو الجزائر على ما ذكره.

وأضاف سعيد: “إنه حصل عن معلومات من كتاب، سيصدره لاحقًا سفير سابق لنظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في المملكة العربية السعودية (لم يذكر اسمه)، بأنه زار بن علي بُعَيْدَ مغادرته تونس وقد وجده “يشعر بالعزلة وبالضائقة المالية وأنه قدم له مساعدة في زيارة ثانية”.ولم يوضح الإعلامي التونسي الآلية التي يكون اتبعها الرئيس التونسي المخلوع لدى طلبه وساطة الجزائر، على حد قوله.

عبد الباري عطوان: ترحيل بن علي من السعودية أصبح أمر وارد

و في نوفمبر 2017 قال الصحفي عبد الباري عطوان في تصريح لإذاعة “أي أف أم” أن ترحيل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي من السعودية أصبح أمرًا واردًا بعد الأحداث الأخيرة التي تعيشها السعوديةوقال عبد الباري عطوان ” لا أحد بإمكانه التكهن بالخطوات القادمة للأمير محمد بن سلمان في إطار الخرب على الفساد”، مضيفًا ” الصداقة القوية التي تجمع بن علي بالأمير بن نايف قد تعجّل بطرده من المملكة”.مع العلم أن بن علي كانت تربطه علاقة قوية بوالد الأمير محمد بن نايف الذي كان يشغل منصب ولي العهد قبل تخليه عنها لفائدة الأمير محمد بن سلمان.

و في أفريل 2017 قالت بعض المصادر إن الحكومة الجزائرية أبدت تحفظها على طلب تقدمت به المملكة العربية السعودية لترحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي إليها تمهيدًا لعودته إلى بلاده بعد فراره إلى الرياض في أعقاب الثورة التي أزاحته عن الحكم في 14 جانفي 2011.

و أشارت المصادر ذاتها إلى وجود ترتيبات خاصة بين السعودية وتونس لاستقبال زين العابدين بن علي -كمواطن- عادي بعد سنوات من اللجوء السياسي لكن المملكة تفضل ترحيل الرئيس التونسي السابق إلى الجزائر كخطوة أولى في وقت تشهد جارتها الشرقية جدلاً حول قانون المصالحة مع رموز نظام بن علي وطيّ صفحة الماضي.

وعبّر بن علي في تصريحات إعلامية ينقلها عنه محاموه عن رغبته في قضاء ما تبقى من العمر بأرض بلاده مفضلاً على ما يبدو مغادرة السعودية التي استقبلته منذ إسقاط نظامه.وقال المحامي التونسي منير بن صالحة إن بن علي يعيش برفاهية ويتمتع بامتيازات رئيس دولة في الأراضي السعودية موضحًا أن الرياض تمنح الرئيس التونسي الأسبق راتبًا وتوفر له إقامًة فاخرًة مبينًا أن موكله يتمنى العودة إلى بلاده وقضاء ما تبقى من العمر فيها.

وبخلاف ذلك أبرزت التقارير التي خاضت في مستجدات بن علي أن الوضع الصحي وحتى النفسي للأخير سيئان للغاية إذ كان مرتقبًا أداؤه العمرة بداية أفريل الجاري لكن ذلك لم يتم لدواع صحية.

وتحفّظت الجزائر على استقبال بن علي في الظرف الحالي بينما تكون – بحسب المصادر ذاتها- قد عرضت وساطة لتمكينه من العودة بواسطة إقناع حكومة الباجي قايد السبسي الذي تربطه علاقات مميزة بالرئيس الجزائري ومن غير المستبعد أن تقبل السلطات التونسية بالأمر حال تدخل الجزائر بحكم علاقات حسن الجوار والتعاون -الاستثنائي- القائم بينهما منذ الثورة.

بن علي سئم من الصدقة السعودية و يرغب في العودة إلى تونس و إستفادته من محاكمة عادلة…؟

و منذ أسابيع فقط نشر رئيس “جمعية بريق الحقوقية” صابر الحمروني،على صفحته الخاصة بموقع التواصل الإجتماعي “الفيسبوك”،منشور أعلن فيه أنه إلتقى الرئيس التونسي الأسبق المعزول زين العابدين بن علي في المملكة العربية السعودية،و أرفق منشوره بمجموعة من الصور بمقر إقامة الرئيس بن علي في جدة.

و كشف الرئيس الأسبق بن علي،في حديثه مع الحقوقي التونسي،عن تقشف مادي يعيشه في السعودية،و قال إنه مستعد للمحاكمة في تونس.و قال رئيس جمعية”بريق الحقوقية” صابر الحمروني،إنه إلتقى الرئيس بن علي،في مقر سكناه بجدة السعودية،و عبّر له عن رغبته الملحة في العودة إلى أحضان الوطن-تونس-و إستعدادع للمثول أمام القضاء التونسي و إعترف له بإرتكابه إخطاء عديدة.

و نشر صابر الحجمروني صورًا له مع الرئيس الأسبق بن علي،و عليق عليها”الحقيقة و الكرامة،حقيقة ستصدم الكثيرين،و تكشف خداع بعض السياسيين،و كرامة ضاعت بين أيدي منافقين و تجار قضايا ملعونين إلأى يوم الدين”.

هذا و بقيم الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في جدة السعودية مع زوجته ليلى الطرابلسي و أفراد عائلته .و يعيش على صدقة تمنحها له السلطات السعودية.

و يشترط بن علي للعودة إلى تونس إستفادته مكن محاكمة عادلة تحترم حقوق الإنسان و دون خلفيات سياسية أو إنتقامية.و كان بن علي قد سبق له و أن إعترف بإرتكابه لأخطاء كثيرة طوال فترة حكمه لتونس بقبضة حديدية على مدار 23 سنة من نوفمبر 1987 و حتى جانفي 2011.

بن علي لاجئ سياسي وتحت “الإقامة الجبرية” في السعودية

في سنة 2011 أفادت بعض الأنباء أن المملكة العربية السعودية، وافقت على استضافة الرئيس التونسي الهارب، زين العابدين بن علي، فوق أراضيها، مقابل التزامه بمجموعة من الشروط، منها عدم الاتصال مع أتباعه حتى هاتفيًا، والمكوث في الأراضي السعودية كلاجئ سياسي يحظر عليه ممارسة أية نشاطات سياسية أو غير سياسية.

وفي هذا السياق، قال الإعلامي السعودي، جمال الخاشقجي، في لقاء اعلامي متلفز على فضائية “الجزيرة”، حول تطورات الأوضاع السياسية في تونس، ضمن برنامج “حوار مفتوح”: إن الرئيس زين بن علي “أصبح في السعودية مكتوف اليدين ولا يمكنه عمل أي شيء”، موضحا “أن استضافته في السعودية تمت بعد موافقته على مجموعة الشروط الواردة، اضافة الى انها جاءت بدافع انساني”.

وتابع الخاشقجي “بأن الرئيس بن علي لا يمكنه حتى إصدار بيان او التعليق على الأحداث او اجراء مقابلات ولقاءات صحافية او حتى اجراء اتصال هاتفي”، مشيرا الى أن الديوان الملكي السعودي، أصدر بيانا صحافيا أكد فيه دعم “التحرك الشعبي التونسي ومطالب الشعب التونسي”.

وكان الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أمضى يومه الأول، في المملكة السعودية وسط تكتم شديد، بعد أن أقلعت طائرته في حدود الساعة الخامسة مساء من مطار تونس – قرطاج الدولي وسط حماية عسكرية مكثفة أمّنت له مداخل ومخارج البلاد، وقد امتنعت السلطات السعودية عن الإدلاء بأي معلومات عن مكان إقامة الرئيس المخلوع أو مدة إقامته في السعودية.

وأكد شهود عيان “أنهم رأوا موكباً رسمياً يتجه بعد وصول طائرة الرئيس الهارب في حدود الساعة الواحدة ليلاً بتوقيت مكة المكرمة، من الجمعة الى السبت، نحو قصر الضيوف في حي الحمرا الراقي القريب من الشاطئ.

وكانت مظاهرات حاشدة دعت إلى محاسبة بن علي وأسرته وأصهاره الذين وصفوا ب”المافيا الطرابلسية”، نسبة إلى زوجة الرئيس المخلوع ليلى الطرابلسي وأشقائها، ودعوا إلى ما سموه بمحاكمة شعبية.

ووصل بن علي ليلاً إلى مطار مدينة جدة على البحر الأحمر، يرافقه ستة من أفراد عائلته، بينهم زوجته ليلى، وفق ما ذكرت مصادر متطابقة.

وأعلنت الحكومة السعودية رسمياً استضافته رفقة أسرته، وقال الديوان الملكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية آنذاك: “رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة”.

من الجزائر:عمّــــــــار قــــردود

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.