الرئيسية » خاص : نشّر 200 ألف عسّكري من تونس و الجزائر و مصر لمنّع تسلّل “دواعش ليبيا”

خاص : نشّر 200 ألف عسّكري من تونس و الجزائر و مصر لمنّع تسلّل “دواعش ليبيا”

من الجزائر:عمّـــــار قـــــردود

كشف مصدر عسكري جزائري رفيع المستوى لـ”أنباء تونس” أن وزراء الدفاع لكل من تونس،الجزائر و مصر إتفقوا على عقد إجتماع هام مطلع سنة 2018 بالعاصمة التونسية و ذلك في إطار التنسيق الأمني المكثف بين الدول الثلاثة و الذي سيتم رفعه بسبب خطر عودة “الإرهابيون الدواعش” من سوريا و العراق إلى بلدانهم الأصلية و إحتمال تسلل “دواعش ليبيا” نحو هذه الدول الثلاثة،

كما سيتم خلال ذات الإجتماع العسكري إلى جانب تبادل المعلومات الإستخبارية ،الاتفاق على زيادة نشر أعداد معتبرة من القوات العسكرية على مستوى طول الحدود من أجل خنق الجماعات الإرهابية و الحؤول دون تمكّن “الدواعش” من التسلل من ليبيا نحو كل من تونس،الجزائر و مصر،كما سيتم تدارس إمكانية القيام بمناورات عسكرية مشتركة بينها حيث تلقى الأوضاع الليبية المتردية بظلال من التخوف والقلق على دول الجوار نظرًا لامكانية انتقال الخطر الى أراضيها عبر الحدود.لهذا تعمل هذه الدول على كبح جماح المخاطر التى تتهددها من الجماعات الإرهابية خاصة التي تنشط في الأراضي الليبية،حيث تسعى إلى تأمين نفسها من الخطر الإرهابي الذى يتهدد حدودها وذلك من خلال تطوير وتغيير استراتيجيتها لمواجهة التهديدات الإقليمية بدول الجوار الليبي.

تونس نشرت ما بين 18 و 22 ألف عسكري على كامل حدودها مع ليبيا المقرة بألف كلم
و أفاد ذات المصدر أن إجتماع وزراء دفاع دول جوار ليبيا الثلاثة تونس، مصر والجزائر المرتقب سيتم الإتفاق فيه رسميًا على تجنيد قوات عسكرية وأمنية قوامها حوالي 200 ألف عسكري ورجل أمن لمراقبة الحدود البرية بين ليبيا ودول الجوار الثلاثة ، مشيرًا إلى أن تونس أكملت نشر ما بين 18 و22 ألف عسكري ورجل أمن على طول الحدود بين تونس وليبيا التي تمتد على طول ألف كلم، وهو أقصى ما يمكن للجيش التونسي توفيره من قوات،لكن و بعد أن تلقت تونس وعود من طرف الجزائر و مصر بدعمها ماديًا و لوجيستيًا فبإمكان أن ينشر الجيش التونسي قوات عسكرية أخرى تقدر ما بين 5 و 10 آلاف عسكري تونسي، أما الجزائر فقد قامت بتجنيد نحو 90 ألف عسكري ودركي وحرس حدود على الحدود البرية بين الجزائر وليبيا، ليكون عدد القوات العسكرية المنتشرة على حدود الجزائر و تونس مع ليبيا حوالي 120 ألف عسكري ورجل أمن لمواجهة “الإرهابيين الدواعش”والجماعات الإٍرهابية في ليبيا.

وتُجري القوات المسلحة الجزائرية منذ أسابيع تمرينات قتالية بالذخيرة الحية في مناطق متعددة من البلاد،و أن المناورات والتمارين التكتيكية المنفذة طيلة السنة التدريبية، تجسّد برنامج التحضير القتالي ميدانيًا وبنجاح، من حيث تقييم العمل المتواصل والدؤوب الذي تقوم به الوحدات المختلفة.ونفذ الجيش الجزائري، في الفترة بين أوت 2016 و جويلية 2017، 22 مناورة قتالية بالذخيرة الحية في مناطق متعددة من البلاد، بينها تسع مناورات منذ مطلع العام الجاري فقط، خاصة في المحافظات الحدودية مع دول ليبيا ومالي وتونس، حيث تتوفر معلومات حول تهديدات محتملة لجماعات إرهابية تنشط من قرب الحدود، وذلك وفق بيانات متفرقة صادرة عن وزارة الدفاع.وكانت أبرز المناورات في مايو الماضي، عندما شاركت قوات برية وجوية في مناورة قتالية على بعد أقل من 80 كلم من الحدود البرية بين الجزائر وليبيا.

و أوضح نفس المصدر العسكري أن مصر قامت بتجنيد 80 ألف عسكري و رجل أمن على مستوى كامل شريطها الحدودي البري مع ليبيا،حيث يبلغ طول الحدود المصرية الليبية نحو ألف و50 كيلو مترًا من الشمال عند البحر المتوسط وحتى الحدود المصرية السودانية، و لطالما شهدت هذه الحدود تشديدات واستنفارًا أمنيًا خاصة خلالالأشهر الأخيرة مع وجود تهديدات من “دواعش ليبيا”.

و أشار محدثنا إلى إن العسكريين الـــ200 ألف موجودون في الحدود المصرية الليبية وفي الحدود الجزائرية الليبية والتونسية الليبية لمنع أي تسلل للإرهابيين أو أي مطلوبين عبر الحدود التونسية الليبية و الحدود الجزائرية الليبية وعبر الحدود المصرية الليبية التي أغلبها حدود صحراوية.

واتفقت الدول الثلاثة المجاورة لليبيا على تبادل المعلومات حول تحرك وانتشار الجماعات الإرهابية في ليبيا ، والتعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية، ووضع منشآت ونقاط مراقبة محصنة على طول الحدود البرية لهذه الدول مع ليبيا،فقد أرسلت السلطات الجزائرية الى اجهزة الأمن التونسي تقريراً يتضمن أسماء شبكة ليبية تتخذ من تونس مقراً لها، وتعمل على تهريب أسلحة مصدرها ميليشيات إلى كل من الجزائر وتونسفي شهر أوت الماضي،وفقًا لمصادر قضائية جزائرية.واشارت المصادر الى أن الشبكة تنشط في جنوب تونس وتهرب الأسلحة عبر بلدة الدبداب الجزائرية الحدودية مع ليبيا.واضافت بأن السلطات في بلاده اعتقلت خمسة من اعضاء الشبكة فيما فرّ واحد على ما يبدو نحو الداخل الليبي.وذكرت أن الشبكة تتحرك بين مدينتي البليدة الجزائرية وغدامس الليبية وهي تتولى تهريب الأسلحة بإشراف شخص ليبي مقيم في تونس.

وفي ظل التهديدات الارهابية،تحرص الجزائر على زيادة التنسيق مع دول الجوار وخاصة تونس لتأمين حدودها.وتأتي أهمية التنسيق الاستثنائي الجزائري التونسي، من منطلق الوضعية الإقليمية الجيوسياسية والجيوإستراتيجية الشديدة التعقيد التي تميز المنطقة، بسبب انتشار الحركات الإرهابية في ليبيا ودول الساحل الإفريقي.

وأثارت محاولات اختراق الحدود الشرقية الجزائرية الليبية،مخاوف جدية ،قد تشكل تهديدات أمنية بالغة الخطورة.وخاصة بسبب حالة الاضطراب الأمني والاقتتال الداخلي الذي تعيشه ليبيا منذ سنوات إذ تسيطر الميليشيات المسلحة على الحياة العامة بهذا البلد الجار للجزائر والذي أضحى يشكل بؤرة توتر لكامل دول المنطقة المغاربية وشمال أفريقيا.

وتأتي هذه المخاوف الجزائرية في وقت،أظهر فيه تقرير أممي موجه إلى مجلس الأمن الدولي بأن عدد مقاتلي “داعش” في ليبيا يتراوح بين 400 و700 مقاتل، رغم الهزيمة العسكرية التي مني بها في عدة مناطق ليبية، أما في منطقة شرق أفريقيا، فيتراوح عدد الأعضاء المرتبطين بهذا التنظيم بين ستة آلاف وتسعة آلاف إرهابي.

واضاف مصدرنا إن التعاون في مجال نشر القوات على طول الحدود البرية مع ليبيا هو مصلحة مشتركة لجميع دول المنطقة كما أنه يخدم الأمن العالمي لأن تسلّل المطلوبين والإرهابيين إلى ليبيا سواء من تونس أو من مصر أو من الجزائر، يضر بالأمن في كامل المنطقة، وعلى هذا الأساس اتفقت و توافقت الدول العربية الثلاثة على رفع مستوى التواجد الأمني و العسكري على الحدود البرية مع ليبيا، وفسّر مصدرنا سبب لجوء تونس للتعاون مع دول غربية لمراقبة الحدود مع ليبيا باستعمال الطائرات بدون طيار “الدرون”، إلى نقص العدد الكافي من العناصر العسكرية لنشرهم على الحدود البرية مع ليبيا الطويلة، وقد لجأت تونس أيضا لحفر خنادق على طول هذه الحدود.

الإرهاب موضوع اجتماع بين السبسي ووزير الدفاع التونسي
هذا و قد جتمع الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، أمس الأربعاء، بقصر قرطاج، بوزير الدفاع التونسي، عبد الكريم الزبيدي.ودار الاجتماع، وفق ما أكدت وكالة الأنباء التونسية، حول “الأوضاع الأمنية والعسكرية بتونس، خاصة بالمرتفعات الغربية وعلى الشريط الحدودي، وما تشهده من تطوير لآليات الرقابة والوقاية من التهديدات، في ظل تنامي الجرائم العابرة للحدود، وخاصة الإرهاب والتهريب”.

كما خُصص اللقاء، وفق بلاغ للرئاسة التونسية نقلته الوكالة المذكورة آنفًا، لاستعراض نتائج مشاركة وزير الدفاع التونسي في اجتماع وزراء دفاع مجموعة دول حوض المتوسط “5 + 5″، الذي انعقد أخيرًا بباريس.

الجيش الجزائري سينفذ عمليات عسكرية على الحدود مع تونس و ليبيا
و من جهة أخرى قررت قيادة الجيش الجزائري تنفيذ عمليات تمشيط واسعة جديدة شرق البلاد، في منطقة تمتد من الشريط الحدودي مع تونس وصولاً إلى ولايات داخلية في الشرق الجزائري، وكشف مصدر أمني جزائري مطلع لـــ”أنباء تونس” ، أن عمليات التمشيط الجديدة بدأت بالفعل في مناطق عدة بولايات تبسة خنشلة أم البواقي، في عمليات للقضاء على فلول الجماعات الإرهابية التي تحاول التواصل مجددًا مع الإرهابيين في مناطق داخل تونس، وتشير مصادر أمنية جزائرية إلى أن الإرهابيين في الشرق الجزائري يحاولون الارتباط بشكل أكبر مع بقايا الجماعات الإرهابية في تونس وليبيا لإستقبال إرهابيين عائدين من سوريا والعراق ، تمهيدًا لإدماجهم في تنظيمات إرهابية في الجزائر، وكانت جهات أمنية وسياسية جزائرية عديدة قد حذرت من عودة إرهابيين من سوريا والعراق بعد انهيار تنظيم “داعش” في الأشهر الأخيرة إلى بلدان مختلفة عبر العالم منها دول في شمال افريقيا، وهو الأمر الذي تتهيأ الأجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية للتعامل معه،حيث أن التقارير الأمنية حذرت قبل فترة من زيادة النشاط الإرهابي في تونس وفي ليبيا بعد عودة مجموعات من الإرهابيين إلى تونس، التي هاجر منها آلاف المقاتلين الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية في سوريا والعراق .

التركيز على الجاهزية والتحضير القتالي لوحدات الجيش الجزائري
و في ذات السياق،شدّد الفريق أول أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الجزائري ورئيس أركان الجيش الجزائري،أمس الأربعاء، على ضرورة الجاهزية القتالية والتحضير القتالي الكامل لكافة الوحدات الموجودة في الحدود الجنوبية الغربية للجزائر، و قد أكد على أهمية الاستعداد الدائم عبر التدريب، وتحسين المستوى باستمرار.

وقال نائب وزير الدفاع الجزائري في هذا الصدد أنه “ما كان لجيشنا بكافة مكوناته أن يسير بهذه الوتيرة وما كان لقدراته أن تعرف مثل هذه العصرنة وهذا التطوير والتحديث لولا الرعاية السامية والخاصة التي يوليها فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، للجيش الوطني الشعبي ولولا إيمان أفراده بكافة فئاتهم ومستوياتهم بأنهم ليسوا مجرد أفراد يقومون بمهنة عسكرية وفقط، وإنما هم أصحاب مبادئ وقيم ورثوها عن جيش التحرير الوطني، جعلت من الجيش الوطني الشعبي جيشا عقائديا بكل ما تحمله هذه العبارة من دلالة ومعنى، وتلكم هي الميزة الفريدة التي ميزته عن غيره التي بقدر ما يحق له أن يفتخر بها، فإنه يتعين عليه بالمقابل أن يعمل دائمًا على الارتقاء إلى مصاف هذه المرتبة العالية المقام”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.