الرئيسية » الفطنة التجارية و اليقظة الاستراتيجية في اكتساح الاسواق الافريقية 

الفطنة التجارية و اليقظة الاستراتيجية في اكتساح الاسواق الافريقية 

افريقيا

عندما تهتم مؤسسة للتعليم الخاص بموضوع التعاون الدولي و بالخصوص مع البلدان الافريقية فهو الدليل على مدى انخراط القطاع الخاص  في دفع عجلة التنمية الوطنية .

و ما الندوة التي بادرت بتنظيمها السبت 2 افريل الجاري جامعة مونبليزير الخاصة تحت عنوان  ”  الفطنة التجارية واليقظة الاستراتيجية-الرهانات في افريقيا ” الا تاكيد لهذا التوجه و للحرص على تعميق التفكير حول مثل هذه المواضيع ذات الانعكاس المباشرعلى تطوير نسق التصدير وتنشيط سوق الشغل ناهيك و ان الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تدعو الى تكاتف الجهود من قبل سائر الاطراف المتدخلة من اجل تحقيق الطموحات وتجسيم الانتظارات

وهذه الندوة التي تم تنظيمها بالشراكة مع مركز النهوض بالصادرات ممثلا في شخص المدير العام المساعد السيد رياض عطية  و كنفدرالية المؤسسات المواطنة ( الفرع الدولي ) و تمثلها السيدة منية السعيدي ومجمع الاعمال التونسي الافريقي بحضور نائب الرئيس السيد وليد الوكيل سجلت مشاركة ثلة من الجامعيين و الخبراء الاقتصاديين و الشركاء المهنيين اضافة الى عدد من الديبلوماسيين و الطلبة الافارقة الدارسين بتونس

ندوة مونبليزير

افريقيا تتقدم ولا بد من مرافقتها

كان لا بد من تقديم بعض المعطيات عن المنظومة الاقتصادية في القارة الافريقية ولاسيما قي البلدان جنوب الصحراء و قد تعهد بهذه المهمة السيد رياض عطية ليبين مميزات هذه الاسواق التي تسجل راهنا معدل  نمو  سنوي يتراوح بين 4 و 6 بالمائة (10 فاصل 4 بالنسبة الى اثيوبيا سنة 2014 ) لفائدة ما لايقل عن مليار من المستهلكين ( 2 مليار في حدود سنة 2050 )

” افريقيا تتقدم ولا بد من مرافقتها” هكذا يقول المدير العام المساعد لمركز النهوض بالصادرات ليبين ان نصيب تونس من  هذه الاسواق الافريقية لا يتجاوز نسبة صفر فاصل صفر 3 بالمائة  و ان ال650 مؤسسة تونسية العاملة فيها لم يتعد حجم معاملاتها 650 مليون دينار

“وهو حجم ضئيل جدا- يضيف السيد رياض عطية- وجب علينا تطويره من خلال تحديد هدف موحد تتجند كل الطاقات لبلوغه مع الاستعانة بالدعم السياسي و المساندة الديبلوماسية و مع السعي الدؤوب الى التحرك الجماعي و الى التعاون الثلاثي الاطراف”

و للعامل الثقافي دوره ايضا

وقد يكون للعامل الثقافي والاجتماعي دوره في تفعيل العلاقات الثنائية و متعددة الاطراف وتمتين اواصرها لذلك تضمن جدول اعمال هذه الندوة -التي نجحت في تنشيطها و تسيير ردهاتها السيدة اسماء ريحان- مداخلة قدمها الاستاذ الجامعي خالد بن علي حول “اليقظة الثقافية و المجتمعية” اثار قيها ضرورة التعرف من قبل المستثمرين و اصحاب المؤسسات على خصائص البلاد التي يدخلونها  من حيث التقاليد المتبعة في الحياة اليومية ومن حيث السلوكيات و الاذواق و المبادئ القيمية التي تؤثر في تلك السلوكيات اضافة الى العوامل الديمغرافية و المظاهر البيئية

وكل هذه الظواهر يتعين تدارسها و الاستئناس بها اذ الغاية الاساسية هي ضمان الجدوى و النجاعة المطلوبتين لنجاح الوظيفة الاقتصادية

هذا التوجه ايدته السيدة منية السعيدي التي ركزت تدخلها على المسؤولية المجتمعية للمؤسسة مشددة على حاجة المؤسسة الى المعلومة حول المحيط الواسع الذي تنشط داخله و حول تطور الاسواق التي تتعامل معها

كما ايد نفس التوجه السيد وليد الوكيل الذي تحدث عن العلاقة بين الفطنة التجارية و المنظومات المعلوماتية مبرزا الحرص الذي يحدو مجمع الاعمال التونسي الافريقي على تقريب الاسواق الافريقية من كل الفاعلين الاقتصاديين التونسيين و مساعدتهم على دخول تلك الاسواق واستشهد في  هذا السياق بوفد رجال الاعمال ( 30 نفرا ) الذي سافر يومها الى الكامرون للمشاركة في المنتدى التونسي الكامروني متعدد القطاعات ( الصناعة- النسيج-الصناعات الغذائية وغيرها )

حتى لا تغيب الفطنة السياسية

و مما زاد في قيمة هذه الندوة حضور السيد جلول عياد وزير المالية السابق الذي –كعادته –تطرق للموضوع بكامل الوضوح و البراغماتية ليبين مدى الاهمية التي  يكتسيها  مناخ  الاعمال  قائلا” ان المستثمريزعجه ان يعمل مثلا في مناخ جبائي مظطرب و غيرمستقراضافة الى وجود قوانين الشغل المتشددة والاضطرابات الاجتماعية التي تعرقل السير الطبيعي للنشاط”

و يضيف السيد جلول عياد بان كل هذه المعطيات وغيرها مثل تلك المتعلقة بالميزات المقارنة ذات العلاقة باليد العاملة لها تاثيرها على اختيارات المستثمر في تحديد اولوياته

و اذ نامل ان تكون الفطنة السياسية حاضرة في اشغال اللجنة العليا المشتركة التونسية الايفوارية التي ستعقد اجتماعها القادم بابيدجان من 24 الى 26 افريل الجاري فان الحضور البارزفي اشغال الندوة للطلبة الافارقة الدارسين بالجامعات الخاصة بتونس مكن من التعرف على الصعوبات التي يعيشها هؤلاء بين ظهرانينا بما يدعو كل الاطراف الى الانصات لهم ومساعدتهم على تذليل تلك الصعوبات بفتح مجالات التعاون مع الجمعية التي تمثلهم وهي جمعية الطلبة الافارقة بتونس ذات الفروع بالمدن الجامعية الكبرى مثل صفاقس وسوسة والمنستير و جندوبة

وجدي مساعد

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.