الرئيسية » المحلل السياسي طارق الكحلاوي حول بيان سفراء الدول السبع بتونس و قيس سعيد و النهضة و المهازل…

المحلل السياسي طارق الكحلاوي حول بيان سفراء الدول السبع بتونس و قيس سعيد و النهضة و المهازل…

بيان سفراء دول مجموعة السبع G7 مهم بما أنه يعبر على الأطراف الأساسية “المانحة” لتونس. يعبر عن موقف جماعي للمانحين في نقطتين أساسيتين: اولا، لا يحبذون تغيير نظام الحكم لوضع غامض لا يفهمونه، اي تصور قيس سعيد لنظام الحكم “الرئاسي-المجالسي” (طبعا لا يهمهم اصلا العودة لبرلمان انتخابات 2019، بل انتخابات مبكرة)، والذي لمح في لقائاته الأخيرة لطرحه للاستفتاء. ثانيا، ومثلما كررت منذ أسابيع يريدون “تأمين” أو السيطرة على قسم من السلطة التنفيذية بوضع شخص مقرب منهم هناك، وهذه، كما قلت أكثر من مرة، المعركة الأساسية بينهم وقيس سعيد منذ 25 جويلية، وليس المسألة الديمقراطية.

الخلاصة:

-بطء قيس سعيد في طرح تصوره وايضا نبذه لاي تشاور داخلي يمنح مجالا اكبر لتدخل الأطراف “المانحة”. دعوت رئيس الجمهورية بعد ثلاثة أيام من 25 جويلية لتعيين شخصية اقتصادية لكن بتصور اجتماعي ووطني في القصبة. تأخره بصدد خلق المجال لضغط اجنبي بدؤوا فيه من الايام الأولى بعد 25 جويلية (ذكرت تفاصيل ذلك اليوم في الاذاعة) لتعيين شخصية اقتصادية لكن بتصور متماهي تماما مع المؤسسات المالية الدولية. الطرف الدولي يهمه اساسا افتكاك قيادة التجربة، وخوض الإصلاحات “الموجعة” باسم قيس سعيد وباستهلاك رصيده الشعبي.

-النهضة بقيادتها الحالية (خاصة ب”الهيكلة الجديدة” القديمة لمكتبها التنفيذي)، وكانت رمز التأسيس لديمقراطية فاسدة، تصر على ارسال إشارات التمترس في تصورها القديم (قيادة وسياسة) الذي أوصلنا اساسا للوضع الحالي، وتعطل عمليا اي جبهة مدنية تسمح بإحداث توازن مع الرئيس ومن ثمة حوار وطني جدي (يعني من السخرية تصور حوار وطني مع الخاسر من جهة موازين القوى وايضا من أفسد بحماس اقرار ديمقراطية جدية والرموز الأكثر.

عرضة الكراهية شعبيا). الأطرف (والمهزلة أيضا) هو ترصد هؤلاء وتياستهم لاي إشارة خارجية للعودة إلى وضع ما قبل 25 جويلية. حالة إنكار مرضية للواقع وموازين القوى. وهي بهذا المعنى توفر الظروف الموضوعية المناسبة لتصاعد الخط الاستئصالي. اي بالمناسبة التياسة متاع “فرنسا تتآمر على النهضة”، اي هاو فرنسا تضغط على قيس سعيد بش تحط في القصبة حد متاعها. النهضة قضت سنوات قبل الثورة وبعدها للحصول على الرضا الفرنسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.