الرئيسية » رافع الطبيب يحذر : حركة النهضة قد تلقي بأنصارها إلى المحرقة

رافع الطبيب يحذر : حركة النهضة قد تلقي بأنصارها إلى المحرقة

في التدوينة التالية المعنونة “إذهب وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون” التي نشرها اليوم فجرا الاثنين 25 جويلية 2021 معلقا فيها على تفعيل المادة 80 من الدستور من طرف الرئيس قيس سعيد قال الجامعي رافع الطبيب – وهو الإختصاصي في الدراسات الاستراتيجية – يحذر من لجوء حركة النهضة إلى العنف ضمن تكتيكات الاخوان الرامية إلى لعب دور المظلومية.

ما أقدم عليه قيس سعيد هو خطوة على درب طويل. درب قد يفضي إلى إعادة ترتيب البيت الذي نخر أعمدته فساد السياسيين الممولين من اللوبيات المالية وشبكات تفكيك البلاد. لكن، ككل مسيرة، هناك أثمان يجب دفعها وتضحيات عليه تقديمها وقوى يتحتم عليه تجنيدها.

حركة النهضة ستحاول لعب دور المظلومية

منذ الليلة بدأت الآلة التخريبية للإخوان في تنفيذ استراتيجية إسقاط كل مفاعيل حركة 25 جويلية والتي من أبرزها :

1/ التوجه للخارج وللقوى الغربية وتقديم نفسها كضحية لانقلاب ولعب دور المظلومية. من أجل ذلك، ستعمد حركة النهضة إلى استحضار مشهد الدم عبر جر السلطة لقمع تحركات القطيع الاخواني الذي سيلقى به الى المحرقة. قد يكون هناك اعتصام على شاكلة رابعة العدوية او مسيرات مسلحة تستفز الأمن وتوفر المادة الاعلامية لإحراج الرئيس.

2/ استغلال المواقف الركيكة لبعض الاحزاب الغير إخوانية والتي سارعت بالتعبير عن تخوفها من الديكتاتورية وذلك للتأثير على الإعلام الغربي وتقديم الحراك الإخواني باعتباره تحالفا بين اسلاميين وديمقراطيين.

3/ ارباك المشهد الأمني عبر اعادة تنشيط قطاع الشعانبي وما جاوره وتحريك الخلايا الارهابية في المدن والتواصل مع الظهير الليبي الذي لم يتأخر الليلة في التنديد بخطوة الرئيس قيس سعيد.4/تكثيف الضغط على كل الجبهات الاقتصادية والصحية والاعلامية والخدماتية والتركيز على التخريب حتى يرتفع ثمن التخلص من الإخوان الى مستويات لا تطاق شعبيا ويدفع البعض من أبواق الإعلان المدفوع الأجر للترويج للحوار والمصالحة.

لن ينجح قيس سعيد بدون الدعم الفعلي للقوى التقدمية

هذه استراتيجيات الإخوان وتكتيكاتهم المرتقبة، فما هو دور القوى المؤمنة بالوطن؟بانتظار نقاش معمق مع الفاعلين، هذه رؤيتي لما علينا انجازه حتى لا تنقلب المعادلة :

1/لن ينجح قيس سعيد بمفرده. حتى وان كان الرئيس غير معنيا عموما بالتوازنات السياسية، فإنه في هذه المعركة لا يملك أسلحة الإخوان وقدراتهم في اعادة تشكيل الجبهات. لذا، على القوى المؤمنة بضرورة محاسبة الإخوان على جرائمهم ان يكونوا التحالف الأصلب والمبدئي حول جملة الأهداف التي أعلنها سعيد والمضي بشكل جذري لتحقيقها.

2/ان ترك الرئيس والجيش يواجهان الإخوان وانتظار انجلاء غبار المعركة هو إهداء نصر مبين لقتلة الشهداء. لن نكون من القاعدين ونحن نرى من نحر جنودنا يصارعون لكسر الدولة ونحن على الربوة نثرثر حول تخوفنا من ديكتاتورية قد تأتي وقد تكون مجرد أوهام.

3/القادم من الأيام سيكون مرحلة حروب الذكاء والكفاءة لإخراج البلاد من نفق الإخوان والدجالين والجهلة.

“العمل الثوري يوحدنا والنقاش الطويل يفرقنا”

نحن بحاجة الى تحالف او التقاء روافد الفكر المستنير وقواه السياسية كما سنحتاج الى أفضل عقولنا وطاقاتنا لرسم البدائل حتى نتمكن من استعادة المبادرة والقطع مع التفاهة والهواية.4/إعادة النظر في التجارب التنظيمية القديمة وتجاوز أخطائها وقصور آدائها لتأطير الشارع بعيدا عن الانفعالية والمناسباتية ومواجهة اخطبوط الإخوان بأذرعه المتعددة.

أخيرا أصدقائي ورفاقي، إن الهزيمة هي القعود والإستكفاء بالثرثرة والهجرة الى الربوة. أما الانتصار، فهو الإسهام في المعركة وكسب الحق في الجلوس إلى مائدة القادة.

لا تتركوه يذهب للقتال وأنتم هاهنا قاعدون وتذكروا شعار اليسار الجنوب الأمريكي المنتصر : “العمل الثوري يوحدنا… والنقاش الطويل يفرقنا.”

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.