الرئيسية » نادية عكاشة… أو الرئيس الرابع الذي لا صوت له

نادية عكاشة… أو الرئيس الرابع الذي لا صوت له

ماذا فعلت نادية عكاشة لتُعلي من شان رئاسة الجمهورية وهي المؤسسة الأولى في البلاد؟ لا أعتقد صراحة أنها فعلت الكثير أو حتى القليل من أجل تونس، نحن لا نعرفها إلاّ من خلال الشاشة و في مناسبات قليلة، و هي دائمة الحضور مع الرئيس لا نعرف إن كانت تعرف الحديث و التحدث باللغات أو حتى بلغتنا و إن كانت قادرة على الإقناع أم لا… و إن كانت حتى جديرة بالمنصب الرفيع الذي أسند لها وهي تفتقد إلى التجربة السياسية…

بقلم توفيق زعفوري

اليوم استضافت إذاعة شمس أف أم القيادي في النهضة سمير ديلو الذي لم يستسغ عبارة “الرئاسات الثلاثة” أثناء حديثه عن الأزمة السياسية التي تهز البلاد منذ أوائل السنة الجارية، و أشار إلى ضرورة التحرك و الحوار بين الرؤوس الثلاثة للدولة من أجل حلحلة الأزمة و أنه ليس من المقبول انتظار حلول تأتي من الخارج فلسنا في حرب مع أي طرف و لا في حرب أهلية.


في الواقع نحن في حرب بين مؤسساتنا عوض الحرب على الفقر و التهميش و البطالة و البيروقراطية و الفساد و التهريب و الإرهاب و الفاسدين و اللصوص و غيرهم من المارقين صغارا أم كبارا، و أصل الأزمة هو تمترس كل رئيس بحاضرته و حاضنته و الإستقواء بها على غيره دون مراعاة للآثار السلبية و المضاعفات الإقتصادية و الاجتماعية، حتى إذا ثار الشعب عليهم ألقى كل منهم باللائمة على الطرف الآخر. و الحقيقة أنهم ثلاثتهم مسؤولون عن تردي الوضع في الداخل و في العلاقات مع الخارج.

لا نعرف إن كانت نادية تتقن أدوارها في الرئاسة

رئيسة ديوان رئيس الجمهورية قيس سعيد برتبة وزير السيدة نادية عكاشة… هي حسب بعض الملاحظين الرئيس الرابع، و المحرّك وراء الستار، كان يمكن أن تلعب أدوارا غاية في الأهمية، من خلال استغلال المنصة الإعلامية لمؤسسة الرئاسة و الخروج إلى التونسيين لتوضيح حقائق الأمور و كثير من الإتهامات التي لحقت الرئاسة و الرئيس و لحقتها حتى هي، كان يمكن أن تلعب دورا و إن خفيا بين مؤسسات الدولة المعطوبة و المعطّلة بفعل فاعل، فرئيس الديوان أو مدير مكتب الرئيس ممن سبقوها، كعماد الدايمي مثلا أو عدنان منصر، مع الرئيس المنصف المرزوقي أو رضا بلحاح أو سليم العزابي أو سعيدة قراش مع الرئيس الباجي قائد السبسي فيما بعد كان لهم حضور و ظهور إعلامي مدروس و إيجابي جدا تواصلوا من خلاله مع التونسيين و مع الخارج بشكل يليق بالرئاسة.

ماذا فعلت نادية لتُعلي من شان المؤسسة الأولى في البلاد؟ لا أعتقد صراحة أنها فعلت الكثير أو حتى القليل من أجل تونس، نحن لا نعرف نادية عكاشة إلاّ من خلال الشاشة و في مناسبات قليلة، و هي دائمة الحضور مع الرئيس لا نعرف إن كانت تعرف الحديث و التحدث باللغات أو حتى بلغتنا و إن كانت قادرة على الإقناع أم لا… إنها تذكرني بحافظ قايد السبسي، قليل الظهر و الحضور لضعف تواصلي فيه، و قبله صخر الماطري الذي لا يتحدث كلمتين على بعضهما، أما بلغات أجنبية فحدث و لا حرج، نريد أن نعرف إن كانت نادية تتقن أدوارها في الرئاسة، أم أنها هناك فقط لأن سيرتها المهنية في مجال القانون تسمح بذلك أو لأنها عملت قديما في الجامعة ضمن فريق قيس سعيد.

تتابع من وراء الستار و لا تبالي

للتونسيين حساسية مفرطة من نساء القصر، ربما لهذا السبب يمنع الرئيس ظهور زوجته في الإعلام و ينفي عنها صفة السيدة الأولى، و لكن السيدة الأولى في القصر و حاكمة قرطاج هي الآن نادية عكاشة، التي كان بالإمكان أن تخرج علينا، و تنفي و توضح، عديد الأشياء، و هذا من حقنا، بدء بالظرف المسموم الذي تبين فيما بعد انها مسرحية و تكتمت نادية عليها، رغم أن الأمر يمسها ذاتا، مرورا بمسالة التلاقيح الإماراتية، و ما أحدثته من جدل و مناكفات مسّت الرئاسة، ما دعى الرئيس إلى الخروج و التوضيح، و أيضا اتهامات للرئيس بتعطيل عمل الحكومة من خلال اتصاله بالقطريين و حثهم على عدم مساعدة تونس ما أوقعهم في حرج، و أخيرا مسألة وثيقة مسربة تتهم الرئاسة بالتحضير لانقلاب ناعم و ما ورد في موقع “مديل إيست آي” من تهم للرئاسة إضافة إلى عديد المواقع و المواقف الأخرى التي كان يمكن أن تكون نادية عكاشة فيها الرئيس الرابع، لكنها ظلت تتابع من الخلف و لا تبالي.

نحن لا نفهم كيف يشتغل هؤلاء و لا يوفرون على أنفسهم مشاكل كبيرة بمجرد ندوة لا تتجاوز نصف ساعة، و لكن الظاهر أن لا أحد في نيته الحديث و التواصل مع الآخر و لا مع الشعب و لا ندري كيف سنخرج من الأزمة إذا لم يكن هناك تواصل و حوار، أساسا البلاد تحتاج إلى موجات إيجابية حتى و لو كان تأثيرها مؤجل إلى أجل غير مسمى.. تونس أكبر منكم، متى تستفيقون؟

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.