الرئيسية » جندوبة : بعد صدور قرار حماية مقام سيدي الحفناوي، هل تم كسب الرهان و تحقيق المطلوب؟

جندوبة : بعد صدور قرار حماية مقام سيدي الحفناوي، هل تم كسب الرهان و تحقيق المطلوب؟

بقرار من وزير الشؤون الثقافية بالنيابة مؤرخ في 21 جانفي 2021 يتعلق بحماية معالم تاريخية وأثرية، تم حماية المعلم التاريخي مقام سيدي الحفناوي بمدينة جندوبة. وهو في الواقع تتويج لمسار آمتد على مدى ما يزيد عن 4 سنوات كان للمجتمع المدني المحلي الدور الريادي والحاسم في الدفع نحو حماية هذا المعلم بعدما كان مهددّا بالتصفية مع جملة ممتلكات حزب التجمع المنحل عام 2011.

بقلم رياض البوسليمي *

تجدر الإشارة في هذا الصدد أن أصوات عديدة رافضة لبيع هذا المعلم تعالت وتم تنظيم وقفة آحتجاجية أمام رافقتها حملة إعلامية واسعة تم على إثرها وبتدخل من السلط الجهوية إصدار قرار تحفظي من قبل وزير الشؤون الثقافية مؤرخ في 30 نوفمبر 2016… وتواصلت بعد ذلك حملات التحسيس والدفع في آتّجاه الحماية الرسميّة من قبل نشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن التراث الثقافي، فكان لهم ما أرادوا.

الإسم الصحيح للزاوية هو زاوية مصطفى بن عزوز

ويشار إلى أنّ هذا المعلم ينسب على وجه الخطأ إلى سيدي الحفناوي إلاّ أنّ الإسم الصحيح للزاوية هو زاوية مصطفى بن عزوز آبن مؤسس الزاوية العزوزية محمد بن عزوز أصيل بلدة البرج القريبة من طولقة بصحراء الزّاب من أعمال بسكرة بالجنوب الجزائري. ويعود تأسيس الزاوية بجندوبة في فترة تأسيس مصطفى بن عزوز لزاويته في نفطة بالجنوب التونسي بعد أن اختارها موطنا له ولعائلته لقربها من الحدود الجزائرية وسهولة الانتقال عبر الصحراء بين البلدين لعدة أهداف من بينها مساعدة المجاهدين ضدّ الإستعمار الفرنسي في الجزائر و ذلك قبيل وفاته سنة 1866 يعني في منتصف القرن التاسع عشر تقريبا.

وزاوية بن عزوز هي إحدى زوايا الطريقة الرحمانيّة المعروفة بمقاومتها للإستعمار ودفاعها عن الهويّة الوطنيّة…

مقام سيدي الحفناوي بجندوبة.

تأخّر صياغة مشروع تثمين المعلم التاريخي

وبعد هذا النجاح التاريخي في حماية المعلم والذي يعود بالدرجة الأولى لجهود المجتمع المدني ومناصرته لمعالم التراث الثقافي، تطرح اليوم وأمام تواصل عدم إستغلال المقام وتوظيفه في العمليّة التنموية وربطه بالسياحة الثقافية وفي ظل بقائه في وضعية مزرية دون ترميم وصيانة بالإضافة إلى محدوديّة تدخّل جمعيات المجتمع المدنّي الناشطة في مجال التراث بالمدينة وغياب مشروع بلدي واضح المعلم لتثمين التراث علاوة على ندرة المعالم التاريخية بالمدينة… ودون التعريف به لدى المجتمع المحلي… تطرح إشكالية تأخّر صياغة مشروع تثمين لا سيّما أنّ المعهد الوطني للتراث انطلق بعيد صدور القرار التحفظي المذكور في سنة 2016 في القيام بدراسة من أجل التدخل في مرحلة أولى لتحديد مساحة المقام والقيام بعمليات الترميم ثمّ في مرحلة مواليّة تهيئته ليتحوّل إلى متحف عام للتراث الجهوي… إلاّ أنّ المشروع توقّف ولا علم لنا بالأسباب.

وبناء على ما سبق يبقى الحفاظ على هذا المعلم وتثمينه رهين التدخّل الناجع والسريع من قبل المعهد الوطني للتراث بالشراكة مع الهياكل والمؤسسات المتداخلة من أجل إعداد مشروع تثمين لهذا المعلم حتّى يكرّس فعليّا السياسات الثقافية الجديدة المتمخضّة عن الثورة ويدعم اللامركزيّة ويتم حمايته بصفة نهائية من كل المخاطر التي تهدد وجوده في ظل مشهد حضري متغيّر بإستمرار.    

* ناشط مستقل,

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.