الرئيسية » حديث الصراحة مع السيد المنصف المرزوقي حول زيارة الرئيس سعيد إلى مصر

حديث الصراحة مع السيد المنصف المرزوقي حول زيارة الرئيس سعيد إلى مصر

لأول مرة سوف أقوم بالرد على السيد المنصف المرزوقي، الرئيس السابق للجمهورية التونسية، لاعتذاره من الشعب المصري عن زيارة الرئيس قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية الحالي، لمصر وادعائه بأن ما وقع في تونس وفي مصر ثورة.

بقلم عبد العزيز شرف الدين *


أقول للسيد المنصف المرزوقي كفى مغالطة للشعوب، لأننا نعلم علم اليقين بأنك تعرف بأنك كنت من ضمن المشاركين في الانقلاب الذي حصل في تونس في بداية 2011 على من ناضلنا ضدهم لمدة 23 سنة وذلك لظلمه للشعب ولجبروته.

ذولكن، لما وصلت أنت إلى القصر ماذا فعلت ؟ أول شيء تناسيت من ناصرك وجعل منك رجل سياسة معترفا به، وخنت العهد الذي تعاهدنا عليه، ونسيت الرجال الذين دافعوا عنك دوليا وجعلوا منك زعيما.

هل نسيت كيف استغلك الإخوان المسلمون ثم رموك على قارعة الطريق؟

كفى، ثم كفى، فكلنا ضد الظلم وضد قتل الأبرياء وضد الانقلاب. لكن يجب أن لا تنس ما فعله الإخوان المسلمون معك أنت بالخصوص. سأخبرك أنا كيف استغلوك استغلالا فاحشا، ورموك على قارعة الطريق، وهذا ما صرحت به لك سابقا. لقد غدروا بك وأنت تعرف ماذا أقصد بالضبط، وأعلم أنك لا تنكر ذلك. ثم هل الأوضاع التي وصلت إليها تونس تعجبك ؟ وهل ما وصل إليه اليمن الشقيق وسورية العزيزة من قتل وخراب ودمار يعجبك، حيث أنه لم يبق إلا ركام دولة ؟ اتق الله تعالى في الأمة وكفاها تمزيقا وتشتيتا. كلنا مع الحرية، لقد ناضلنا من أجلها ليكون شعبنا حرا أبيا ويكون المواطنون أحرارا وليسوا عبيدا.

هل تتذكر ماذا فعلته معك لما كنت ملاحقا من بن علي، وكذلك عندما أصبحت رئيسا للدولة التونسية. اسأل إن شئت المقربين منك ليخبروك ماذا فعلت بالتحديد لتظهر أمام العالم أجمع كرئيس ذي قيمة ووزن. لا أظن أنك ستسأل، ولا أظن أنهم سيخبرونك بذلك. فالجحود سمتهم البارزة ولو كان ذلك مع أقرب الناس إليهم.

وأخيرا، أخبرك بأني لا أقبل بأن يقتل أي إنسان عربي مهما اختلفنا معه في الرأي، وسوف نقف ضد الظلم والطغيان أينما كان. لكن في المقابل فإني لن أقبل أن يحكمني أي كان، باسم الإسلام والدين، لأني أعرف الدين الإسلامي جيدا وأعلم ما حدث في التاريخ. والله تعالى وعد بحماية دينه وبنصرته إلى يوم القيامة. والإسلام ليس بحاجة لصيانته وحفظه إلى تجار الدين والسياسة، الذين لا عهد لهم ولا ميثاق. لهذا وجب إزاحتهم من الحكم باسم الإسلام بما أننا نحن جميعا مسلمون. وانطلاقا من مبادئنا وإنسانيتنا لا نقبل أن يقع ظلم أي كان أو قتله مهما كانت عقائده أو أفكاره، وذلك لأن من قتل نفس فكأنما قتل الناس جميعا.

زيارة الرئيس سعيد لمصر هي الحل لتجميع الأمة

أما فيما يتعلق بزيارة السيد قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، لمصر، فهذا هو الصواب بعينه وهذا هو الحل للواقع الذي تعيشه الأمة، لأن في ذلك سعي لتوحيد كلمتها. أما أن تقول بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي انقلابي، فعندها أقول لك بأن تاريخ العرب حافل بذلك، و ليس لهذا السبب لا يجب العمل على الاستقرار في المنطقة وعلى التعاون لما فيه خير الشعبين.

وفي الأخير أذكرك بقولي لك أيام زمان في ليون بأنك لست رجل سياسة يا دكتور، ولكن الآن أقول لك اتق الله في الأمة، وكفاها آلاما وتشتتا، واعمل ما فيه الخير للتقريب بين شعوبها، لا للتشتيت بينها.

* ناشط تونسي مقيم بليون – فرنسا.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.