الرئيسية » الذكاء الاصطناعي و الطريقة المثلى لإدماجه في المجتمع

الذكاء الاصطناعي و الطريقة المثلى لإدماجه في المجتمع

يمثل الذكاء الاصطناعي نتاجا جديدا لثورة المعلومات و الاتصال و المعروفة أيضا بالثورة الرقمية او الثورة الصناعية الرابعة بعد الثورة الاولى الميكانيكية و الثانية الكهربائية و الثالثة الالكترونية.

بقلم توفيق حليلة *

الذكاء الاصطناعي هو ذكاء يعمل على تعويض الذكاء الانساني وهو يعتمد على تجميع النظريات و التقنيات من أجل وضع آلات تحاكي الذكاء الإنساني بالاعتماد على مجموعة من الخوارزميات و البيانات.

و قد ظهر لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية ابتداء من سنة 1956 عبر الأستاذ الجامعي مارفين لي منسك ثم أخذ مجرى متقدما بداية من سنة 1962 مع العالم جون ماك كرتناي الذي قام بتركيز مخبر للذكاء الاصطناعي بجامعة ستندفورد و الذي هو أيضا من الباعثين الأوليين للحوسبة السحابية.

تحسين عيش الإنسان و ترشيد موارده

يعتمد الذكاء الاصطناعي على خوارزميات يمكنها من تعديل حساباتها بالاعتماد على العمليات التى قامت بها و التى ستقوم بها وهو ما انجر عنه استقطاب أحسن و أمهر المهندسين في المعلومات و الخوارزميات للعمل في هذا الميدان. و حيث و نظرا للقيمة المضافة لهذا المجال فان الشركات الرائدة في الرقمنة العالمية كغوغل و أمزون و فايس بوك و ابل و إ.ب.م قامت في سنة 2019 باستثمار حوالي 600 مليار دولار في البحوث و التجارب لتنمية هذا الميدان مع العلم أن هذا الرقم في تزايد مستمر خاصة مع تطور تكنولوجيات تقنيات التعرف على الوجه و التعرف على الصوت.

و حيث أن لهذه التكنولوجيا ككل التكنولجيات الأخرى نتائج سلبية و نتائج إيجابية، إذ أنه و من بين سلبياتها امكانية تطور الحروب السيبرنية و مزيد المعطلين عن العمل نتيجة الاعتماد على الالة لتعويض الإنسان و يؤيد هذا الاتجاه العديد من الفاعلين الاقتصاديين و الباحثين نذكر منهم خاصة كل من ألون موسك و بيل غايت و ستيفان هوكنغ. إلا أن هذا الموقف السلبي يقابله تفاؤل إيجابي خاصة باستعمال الذكاء الاصطناعي في عديد المجالات لتحسين عيش الإنسان و ترشيد موارده.

دمج الذكاء الاصطناعي في حياة المجتمع

إن الذكاء الاصطناعي يمكن استغلاله في عديد المجالات نذكر منها خاصة إتين :

– في الميدان الصناعي باستغلال السيارات الذاتية و طائرات الدرون المستعملة في الأعمال المدنية و العسكرية .

– في ميدان القضاء باستعمال العدالة التنبئية التي يمكن عبرها للمحامي أو المتقاضي التعرف على إمكانية ربح أو خسارة القضايا قبل نشرها و بالتالي أخذ قرار بمواصلة التقاضي أو الذهاب إلى الوساطة او التحكيم.

– في الميدان المالي إذ أنه هناك مؤسسات بدأت في الظهور تقوم بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالبحث في معطيات الشركات و الأشخاص الطبيعين حول هل لهم عمليات عدم خلاص أو شيكات دون رصيد أو عمليات تبييض أموال و من ثم إعطاء المتعامل معهم توصيات حول طريقة أخذ الإجراءات اللازمة.

– في ميدان الطب و بفضل الذكاء الاصطناعي يمكن القيام بتشخيص دقيق للأمراض وقراءة دقيقة جدا للصور الطبية و تقديم الخدمات للمريض من بعد.

– في الميادين التجارية و السياسية و بفضل الذكاء الاصطناعي بمكن من تحديد خاصيات الأشخاص الاستهلاكية و توجهاتهم الاجتماعبة و السياسية و لتوصل أي مجتمع إلى استغلال الذكاء الاصطناعي فإنه هناك عديد المراحل التى يجب القيام بها لإرساء قواعد هذا التطور نذكر منها على الأخص :

– تركيز بنية تحتية من شبكات اتصالات ذات تدفق عالي وعالي جدا معتمدة على الألياف البصرية و على الاتصالات اللاسلكية من الجيل الرابع و الخامس.

– تركيز منصات رقمية لتقديم خدمات على الخط للمواطن ( كالتدريس عن بعد، التجارة الألكترونية، العيادات الطبية عن بعد، العدالة الرقمية عن بعد…)

– القيام بتعميم ثقافة تقنيات المعلومات لدى المواطنين و ذلك عبر إدماجها في البرامج التعليمية و التكوين المستمر وتشجيع الابتكار و الاستثمار و خلق مزيد مواطن الشغل في التكنولوجيات الحديثة.

– تحويل العمل الكلاسيكي في الإدارة الى عمل رقمي معتمدا على السجلات الالكترونية و ذلك برقمنة منهجية تلك الأعمال و تكوين الموظفين و الإداريين لاستغلال التكنولوجيا الرقمية

– دمج بنوك المعطيات بين بعضها و ذلك لاستغلال بياناتها و ترشيدها كبنك معلومات الحالة المدنية للمواطنين و بنك معلومات العدالة و بنك معلومات بطاقة التعريف وبنك معلومات وزارت التربية و التكوين وبنك معلومات التشغيل و بنك معلومات الشؤون الاجتماعية و بنك معلومات االصحة و بنك معلومات المالية و الجباية….

– إرساء الحوكمة المفتوحة وثقافة النفاذ إلى المعلومة و تعميمها.

إن كل هذه المؤشرات تبين أنه و بالنسبة لتونس و لدمج الذكاء الاصطناعي في حياة المجتمع فان على الحكومة وضع معطيات ثابتة لهذا المجال مبنية على تشخيص الوضع الحالي المعلوماتي لليلاد إذ انه و حسب تقديرنا فأنه بإلامكان الوصول الى الحد الادنى من المستوى المعلوماتي و التكنولوجي المطلوب في ظرف خمسة سنوات مما يمكننا من استغلال رشيد للذكاء الاصطناعي و ذلك بتعميم التدفق العالي جدا في شبكات الاتصالات و تركيز العديد من المنظومات المعلوماتية التى يتم وراؤها نشر المعطيات التى هي وقود للذكاء الاقتصادي و الذكاء الاصطناعي .

* رئيس الغرفة الوطنية لمركزي شبكات الأتصال بالأتحاد التونسي للصناعة و التجارة.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.