الرئيسية » النهضة و الدستوري الحر: استعراض الشارع نحو الاستقطاب الثنائي أو رحلة البحث عن العدو المفضل و المنافس المثالي

النهضة و الدستوري الحر: استعراض الشارع نحو الاستقطاب الثنائي أو رحلة البحث عن العدو المفضل و المنافس المثالي

الاستقطاب الثنائي بين الإسلاميين والدساترة الدائر حاليا في تونس سيترك اليسار و الأحزاب الحداثية والليبرالية تقوم بدور معاينة الأضرار فقط… إن لم تجد حلا لتشتتها وتشرذمها وإن لم تخرج من الفرازيولوجيا السياسية ومن النرجسية المفرطة في التعاطي مع الأحداث وان لم تكن أكثر واقعية وقدرة على صياغة خطاب بديل وتحالفات صلبة…

بقلم عبد الرزاق بن خليفة *

ليس أفضل للنهضة من منافس انتخابي غير الدستوري الحر… وليس أروع من منافس في الانتخابات للدستوري الحر من النهضة…

فالنهضة ستجد نفسها في أريحية كبيرة مع ناخبيها والمتعاطفين معها… ومن اليائسين من أنصار الأحزاب الثورية التائهة المشتتة… في تنافسها مع الحزب المعادي للثورة… الرافض لاستحقاقاتها…

الدستوري الحر لديه ملف وحيد: النهضة

أما الدستوري الحر فليس أروع بالنسبة إليه من أن يتنافس مع الحزب الذي عليه – حسب غرماء النهضة – أن يتحمل لوحده فشل منظومة حكم ما بعد الثورة… مادام خزانه الانتخابي من الناقمين على الثورة والمحبطين و الخاسرين منها…

الدستوري الحر ليس له مضامين يصارع بها الأحزاب اليسارية و الاجتماعية وحتى اللبيرالية… لديه ملف وحيد: النهضة. لذلك فإن هذه الأحزاب لا يمكن بل من الأفضل ألا تكون منافسا مباشرا له… في الانتخابات…

في كلمة يمكن القول ان النهضة هي “العدو المفضل” للدستوري الحر و الدستوري الحر هو المنافس المثالي للنهضة… الصراع المحموم بين هذين الحزبين في النهاية من أجل خزان انتخابي ليس خزان أي منهما… إنهما يحتطبان خارج حدودهما… فلا أحد منهما يخشى على ناخبيه اللامشروطين… إنهما يصطادان في وادي الاقتراع المجدي le vote utile الذي نكتوي بناره إلى اليوم (النهضة/نداء تونس) ثم (قيس سعيد/ نبيل القروي)…

هذا الاستقطاب الثنائي بالنسبة للنهضة والدستوري الحر سيحشد لكل منهما أنصارا من الأحزاب الأخرى… وفي أسوأ الاحتمالات بالنسبة لهما سيوسع من دائرة مقاطعي الانتخابات… وهو أمر يصب في مصلحة كل منهما…

هل مقدرا على التونسيين أن يختاروا بين اليمين واليمين ؟

هذا الاستقطاب الثنائي لو تواصل سيترك اليسار و الأحزاب الحداثية والليبرالية تقوم بدور معاينة الأضرار فقط… إن لم تجد حلا لتشتتها وتشرذمها وإن لم تخرج من الفرازيولوجيا السياسية ومن النرجسية المفرطة في التعاطي مع الأحداث وان لم تكن أكثر واقعية وقدرة على صياغة خطاب بديل وتحالفات صلبة… لأنه ليس مقدرا على التونسيين أن يختاروا بين اليمين واليمين… مثلما اختاروا في الرئاسية بين الطيب و الخبيث لانه لم يكن أمامهم الأجدر…

* ناشط سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.