الرئيسية » قمة الفرنكفونية لرأب الصدع بين فرنسا ومستعمراتها القديمة

قمة الفرنكفونية لرأب الصدع بين فرنسا ومستعمراتها القديمة

قمة الفرنكوفونية القاددمة في تونس كانت أحد محاور لقاء الرئيس سعيد بوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يوم 22 أكتوبر 2020.

كان مبرمجا أن تنعقد قمة الفرنكفونية في دورتها 18 في تونس أواخر هذا العام 2020، إلا أنها تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب الأزمة الصحية العالمية… على أن تعقد لاحقا في جربة، و قمة الفرنكفونية هي لقاء فرنسا بمستعمراتها القديمة، الغرض منه تمتين علاقات البلدان الناطقة بالفرنسية، و تكرس مزيد من التبعية و الولاء للمستعمر القديم، أما السؤال الأهم هو لماذا تحرص فرنسا على توطيد علاقاتها التاريخية مع مستعمرات الأمس؟

بقلم توفيق زعفوري

الفرنكفونية هي غطاء لا أكثر يمكن فرنسا من بسط سيطرتها و هيمنتها إنطلاقا من مساعدات و هبات و شراكات غير متكافئة و من خلال إستثمار علاقات تاريخية لضمان تسويق منتوجاتها المختلفة في تلك البلدان، أما أن يخرج بلد عن الطوع الفرنسي و عن الطوق المحكم من خلال إدراج اللغة الانقليزية مثلا في مناهج التربية و التعليم، فإن فرنسا تكشر عم أنيابها و تزمجر و تهدد بقطع الإمدادات و المساعدات و الهبات، و تذهب بعيدا في تنفيذ سياسة الضغط و الإبتزاز.

الفرنكفونية متنفس فرنسا و نافذتها على العالم

اللغة الفرنسية تتكلمها فرنسا و مستعمراتها لا غير، و هي لا تتجاوز 300 مليون ناطقا و تحتل المرتبة السادسة عالميا، أما اللغة الانقليزية فهي لغة العلم و لغة العالم و من ناحية الممارسة و الانتشار فانها تحتل المرتبة السادسة عالميا، و تأتي بعد لغة المندرين الصينية و اللغة الهندية و البرتغالية ثم العربية من ناحية عدد الناطقين بها و مدى انتشارها.

اللغة الفرنسية لم تعد لغة صالحة للتداول و انحصرت في مجال هو بحد ذاته مخترق من لغات أخرى كالعربية، و من الطبيعي أن تكون الفرنكفونية متنفس فرنسا و نافذتها على العالم و من الطبيعي أن تدعم مثل هذه اللقاءات التي تجدد بها فرنسا نفسها و كيانها و تحمي هويتها من الاندثار، لهذا نجد فرنسا و قد احتلت المرتبة الرابعة عالميا في إحتياطي الذهب يقدر ب 2436 طن و هي لا تملك منجما واحد بينما لا تمتلك مالي التي تحتلها فرنسا أي احتياطي من الذهب في بنوكها رغم أنه يوجد بها 860 منجما للذهب و تنتج 50 طن سنويا !

نتذكر كيف ساقت قوات فرنسا لورون باغبو عاريا من مخدعه ليلا لأنه رفض الخروج من السلطة، هذه هي فرنسا الديمقراطية و هذا هو ماكرون العلماني الذي لا يسمح له سنه و لا تجربته لفهم العمق الأخلاقي للإسلام و لتعليم و لفقه الدين الإسلامي يلزمه عمر آخر لإدراك جزء منه، ها هو يتهجم على رموزه الدينية و يضرب روحه و كيانه ظنا منه أنه ينتقم لمواطنه و لقيم العلمانية و للفرنكفونية.

لفرنسا فرنكفونيتها، و لنا هويتنا و كياننا و ديننا و رسولنا و نحن نعتز بذلك، و العالم يتسع للجميع، أما الهيمنة و الحقد الأيديولوجي و ممارسة الاحتلال و التطرف، فهي إلى حين…

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.