الرئيسية » مسرحية ” ذاكرة” تشجب الانفلات الأخلاقي في بلاد أضاعت البوصلة

مسرحية ” ذاكرة” تشجب الانفلات الأخلاقي في بلاد أضاعت البوصلة

صباح بوزويتة و علاء الدين أيوب.

استأنف قطب المسرح والفنون الركحية لمسرح الأوبرا نشاطه مع تظاهرة “الخروج الى المسرح” بالعرض الأول لمسرحية ” ذاكرة” اخراج صباح بوزويتة وسليم الصنهاجي انتاج شركة آرتيس للإنتاج بالشراكة مع مسرح الأوبرا و بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وذلك يوم الجمعة 2 أكتوبر 2020 بمسرح المبدعين الشبّان بمدينة الثقافة بتونس.

بحضور جمهور محترم العدد من الفنانين والصحفيين واحباء الفن الرابع الذي حرص على احترام البروتوكول الصحي الصارم المفروض من وزارة الصحة من ارتداء الكمامات والتعقيم وفرض التباعد الاجتماعي وبعد غياب دام أكثر من عشر سنوات عادت صباح بوزويتة الى خشبة المسرح من خلال “ذاكرة “.

في عرضها الأول عادت بنا “ذاكرة” الى سنوات مضت عاشت من خلالها تونس تقلّبات سياسية واجتماعية كبرى طغى عليها الظلم والانتهازية والخيانة حتى أصبحت العدالة مطلبا يصعب الوصول اليه مما سمح للناس ان يحققوها بأنفسهم.

نقد واضح للطبقة السياسية التونسية مابعد الثورة

بين التفاؤل والتشاؤم، بين النور والظلام التي ميزت إضاءة الركح الذي يوحي للمتفرج بأنه قبو تطلق “كنزة” العنان لذاكرتها لتسترجع آلامها، خيانة أقرب الناس اليها، وجع الظلم والقهر من الأحداث المؤلمة التي تعرّضت لها على يد طبيبها المغتصب الذي استغّل التسيّب والوضع المزري في ظل الانفلات الأخلاقي والقضائي حيث أصبح من السهل الإفلات من المحاسبة وزوجها المحامي الذي آثر حياته الشخصية ومطامعه من أجل السلطة والمال واعتلاء مناصب مرموقة في الدولة مقابل السكوت واعتبار ان ما حصل لزوجته أمر عادي ويعوّض بالمال والجاه على حساب كرامته وكرامة زوجته التي المطعونة في كبريائها.

“ذاكرة” مسرحية عادت بنا الى فترة ما قبل الثورة وما عاشه المواطن من ذل ومهانة من السلطة الحاكمة حتى بعد انتفاضته ضد الظلم تحت غطاء الثورة يجد نفسه مرّة أخرى يقاوم ضد الفساد وفرض الحرّيات واحترام الذات الإنسانية التي أصبحت مجرّد حبر على ورق ولا تطبّق في أرض الواقع خاصة وأن البلاد أصبحت بين أيدي الانتهازيين والطامعين في السلطة والمال على حساب المبادئ والقيم.

بلاد صار فيها الاغتصاب و السرقة ونهب الأموال من الأمور العادية

في نقد واضح للطبقة السياسية، نبّشت صباح بوزويتة مع سليم الصنهاجي في “ذاكرة ” الماضي في محاولة لمعالجة الوضع الراهن حيث أبدعا في استحضار فترة سوداء عاشتها تونس بعد 14 جانفي من اغتيالات وصراعات سياسية ساهمت في تدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية في بلاد صار الاغتصاب و السرقة ونهب الأموال من الأمور العادية لا من حسيب ولا من رقيب وسلطة سياسية متصارعة كل من أجل خدمة مصالحه الضيقة ولا من يعمل من أجل الشعب الذي يعاني ويلات الظلم والاضطهاد والتهديد والفقر.

مسرحية “ذاكرة” من أداء صباح بوزويتة، رضا بوقديدة وعلاء الدين أيوب نص لصباح بوزويتة عن نص “العذراء والموت” لآربيل دورفمان، سينوغرافيا سليم الصنهاجي، إخراج صباح بوزويتة وسليم الصنهاجي وإنتاج أرتيس للإنتاج بالشراكة مع مسرح الأوبرا.

يذكر ان فعاليات تظاهرة “الخروج من الى المسرح من 2 الى 11 أكتوبر 2020 حيث سيكون الجمهور على موعد مع عرض مسرحيّة “سكون” اخراج نعمان حمدة وذلك يوم الاثنين 5 أكتوبر 2020 بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.