الرئيسية » مقتل رحمة الأحمر : المجتمع شريك في الجريمة، ومنتج لها

مقتل رحمة الأحمر : المجتمع شريك في الجريمة، ومنتج لها

الضحية و مكان إلقاء الجثة من طرف القاتل.

الناشط السياسي والجامعي عدنان منصر علق على الجريمة الفظيعة التي كشف عنها الجمعة 25 سبتمبر 2020 عند العثور على جثة فتاة ال29 عاما رحمة الأحمر في حفرة على حافة الطريق السريعة تونس المرسى و ذلك في التدوينة التالية التي نشرها أمس السبت 26 سبتمبر على صفحته الخاصة بالفايسبوك. التدوينة بالدارجة التونسية.

بقلم عدنان منصر *


الفتاة إلي وقع إغتصابها وقتلها وتقطيع جثتها، يستحيل حد ما شاف شي من أطوار الجريمة هذي. الوقت إلي وقعت فيه الجريمة، والمكان إلي تمت فيه أطوارها، يستحيل ما كان ثمة حتى حد متعدي، وأن حد ما شاف شي ! آلاف الجرائم تتم وغالبا يكون ثمة شكون شاف حاجة، لكنو شاف وتعدى ! هاذم نعتبروهم شركاء في الجرائم هذي وإلا لا ؟

في الشوارع الرئيسية في المدن، جرائم السطو المسلح تتم كل ساعة، وتتم في شوارع معبية بالناس، والضحايا تستغيث، والناس هاذوكم يعملوا أرواحهم في الغالب ما شافو شي. في حالات كثيرة، وقت يطلبوهم حتى للشهادة والتعرف على الجناة، يرفضوا !

خلي نتفقو على حاجة أساسية: المجتمعات إلي تتم فيها محاصرة الجريمة بنجاح، ماهيش المجتمعات إلي دولها تعدم في الناس على بعضو، ولا المجتمعات إلي عندها جهاز شرطة ينتزع الإعترافات بالتعذيب، ولا المجتمعات إلي سجونها أكثر قسوة من غيرها. المجتمعات إلي تتم فيها محاصرة الجريمة بطريقة أنجع هي إلي تقاوم جذور الجريمة، وإلي المواطن يلعب فيها الدور الأساسي، موش أجهزة الدولة البوليسية والقضائية.

خلي نتفقو على حاجة أخرى: المجتمع إلي ينكر أنو منتج للجريمة، وإلي في كل مشكلة يتوجه بطلباتو للدولة باش تسجن أو تعدم، عمرو ما يكون قادر في نهار أنو يواجه أمراضو، ويتخلص منها. مجتمعنا منتج للجريمة أو لا؟ نعم، هو منتج ليها، بأنواعها ! ماهوش وقت باش نبسطو كل الأسباب العميقة للجريمة في المجتمعات. لكن نؤكد لكم أن إعدام المجرم ربما يشفي الغليل بالنسبة لأهل الضحية، لكن ما يحلش المشكل من عروقو. شنية عروق الجريمة في المجتمع؟ التربية، انقلاب القيم، غياب التضامن بين الناس، الفارق الكبير بين ما يقال وما يفعل، الرشوة، الفساد القيمي بمظاهرو الكل. حتى انعدام الذوق ! وقت الإذاعات تعديلك يوميا غنايات تتغزل بالمخدرات، شنية باش تكون النتيجة؟! ووقت شاب في قالب غلطة تتقلب حياتو الكل، ويتحول من عنصر واعد للمجتمع متاعو، إلى مرشح للإجرام طيلة حياتو، كيفاش باش يولي سلوكو في المجتمع؟

لكن ديما ننسى حاجة: معظم الناس تحب تسكر الدوسي هذا في لحظة، وترجع لحياتها من غير أي تأنيب عميق للضمير. وفي انتظار الجريمة القادمة، باش تواصل حياتها بنفس السطحية في التعامل مع الأزمات هذي. نأكدلكم أن العشرات ملي شافوا جرائم قدام عينيهم ورفضو مد يد المساعدة للضحايا، بل ورفضوا حتى باش يشهدوا، هوما زادة قاعدين يطالبوا بإعدام كل متهم، قبل التحقيق والمحاكمة، وماذابيهم اليوم قبل نصف النهار زادة.

يوجع الكلام هذا ؟؟ مش مشكل ! غدوة ننساو… حتى نسمعو بجريمة أخرى !

* رئيس ديوان الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.