الرئيسية » تونس نموذجا : التطبيع مع إسرائيل … بين الشعارات والواقع

تونس نموذجا : التطبيع مع إسرائيل … بين الشعارات والواقع

التطبيع مع إسرائيل من الزين بن علي إلى قيس سعيد.

الديبلوماسي التونسي هشام المرزوقي يعود في التدوينة الفايسبوكية المنشورة أسفله إلى قضية التطبيع التونسي مع إسرائيل و يؤكد الظروف التي عمل بها طارق الأدب في “مكتب الإتصال التونسي الإسرائيلي” بين 1994 و1996 وهو الذي عين مؤخرا ممثل تونس في الأمم المتحدة من طرف الرئيس قيس سعيد بطل مناهضة الصهيونية في خطاباته.

بقلم هشام المرزوقي *


عودة الى قضية التطبيع التونسي، أود التأكيد على التالي:

أولا، العبد لله لست متطفلا أو دخيلا على السلك الدبلوماسي لبلادي، وبالمناسبة أريد أن أكسر فكرة مسبقة، تبسيطية لدى عموم الناس، بأن كل من عمل بالإدارة (الحاكم) هو بالضرورة مواليا للنظام السابق.

بناء عليه وبحكم عملي هناك لسنين، أستطيع القول أن قائمة أسماء من عملوا بتل ابيب، معروفة… لدى القاصي والداني بالادارة، وأريد أن أؤكد أيضا أن بالنسبة لكل من عملوا هناك ،فإن الأمر كان بعد استشارتهم مسبقا وقبولهم بذلك، واستعدادا لمهمتهم تابعوا دروسا في اللغة العبرية.

قرار العمل بالدولة العبرية ليس بالأمر الهين، لذا كان من الطبيعي جدا أن يتم ذلك على أساس الثقة العمياء، فالمهمة تتطلب ثقاة، لا أناسا غير مقتنعين، علما وإن الكثير من الدبلوماسيين ممن عرض عليهم الأمر رفضوا الذهاب هناك، بل واستنكروا ذلك…

أي نعم لا شيء يدل في السيرة الذاتية الرسمية للممثل الجديد لتونس بالامم المتحدة طارق الأدب المعين من قبل قصرقرطاج أنه عمل بالعاصمة الإسرائيلية، فرسميا كان ملحقا بسفارتنا بالأردن… لكن الحقيقة المسكوت عنها أنه كان مكلفا بملف التطبيع، فمن هناك، زار تل أبيب أين قام بتسويغ بناية معدة لاستقبال ما سمي “مكتب الإتصال التونسي الإسرائيلي” ( أي في الواقع بعثة دبلوماسية حقيقية) أين عمل لفترات متقطعة وأين وقع على وثائق إدارية أثارها موجودة بالوزارة، وبعدة إدارات تونسية، منها إدارة الحدود والأجانب…

المهم، كل هاته المعلومات ليست سرية، بما أن المعنيين بالأمر كانوا يثرثرون كثيرا متباهين بالأمر، بل وهناك من كان يتباهى بصوره هناك مع… كبار المسؤولين الإسرائيليين الملطخة أياديهم بدم الفلسطينيين…

بصراحة ومن الآخر، لا أعتقد ان من اتخذ قرار تعيين المعني بالأمر بنيويورك قد غابت عليه هاته الخلفية…
التي تم كشفهاوالتنديد بها منذ شهر جانفي الماضي، بعد الإقالة الظالمة والمجحفة، التي ذهب ضحيتها ممثلنا بمجلس الامن في تلك الفترة، المنصف البعطي، والتي تلتها خلال هذا الشهر من عوضه في المنصب قيس قبطني…

آسف، ممثل تونس الحالي بالأمم المتحدة كان أداة تطبيع طيعة لنظام بن علي، فما الهدف من هاته التسمية … وفي هاته الفترة بالذات؟

* ديبلوماسي.

مقال لنفس الكاتب حول نفس الموضوع :

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.