الرئيسية » التحالف الجديد بين قلب تونس وائتلاف الكرامة، أهدافه و مآلاته‎

التحالف الجديد بين قلب تونس وائتلاف الكرامة، أهدافه و مآلاته‎

تحالف قلب تونس و ائتلاف الكرامة هو تحالف في الأدبيات و الرؤى و البرامج، فهل يدرك قلب تونس خطورة التصريحات الأخيرة لحليفه سيف الدين مخلوف بعد العملية الإرهابية الغادرة التي جدت أمس السادس من سبتمبر 2020 في مفترق أكودة القنطاوي بولاية سوسة و اعتبارها عملية مخابراتية؟ هل يتبنى قلب تونس نفس الاطروحة، و نفس التوجه؟

بقلم توفيق زعفوري *

لا يختلف التحالف الجديد بين الائتلاف و قلب تونس عن رابطة الشمال الايطالي إلا في تفاصيل قليلة حتى في أدبياته فرابطة الشمال ذات نزعة انفصالية و معروفة بعنصريتها و عداوتها للمهاجرين و الأجانب و لعل السيد سيف الدين مخلوف متأثر أيما تاثير بالسيد ماتيو سلفيني Matteo Salvini اليميني المتطرف فهو يخالف ما هو سائد و يقفز بهلوانيا في الساحة دون وعي منه بحجم التوازنات والإرتباطات، و يبدو تبعا لذلك صداميا ملتحفا برداء الثورة والطهورية أكثر من كونه سياسيا محنكا ذا بعد استشرافي إستراتيجي، و كأن التحالف الجديد هو تحالف موجه لأغراض هجومية تدميرية حتى و إن وصل الأمر إلى تدمير المؤسسة والمؤسسة العليا. وبحكم الرابطة الجديدة فإن ما يصرح به السيد مخلوف ينسحب بالضرورة على قلب تونس و رئيسه نبيل القروي، فهذا يلزم ذاك و العكس صحيح بما أننا نتحدث عن تحالف.

تصريحات مخلوف المبيضة للإرهاب و الإرهابيين تلزم نبيل القروي وقلب تونس

هو أيضا تحالف في الأدبيات و الرؤى و البرامج، فهل يدرك قلب تونس خطورة تصريحات حليفه الأخيرة بعد العملية الإرهابية الغادرة التي جدت أمس السادس من سبتمبر 2020 في مفترق أكودة القنطاوي بولاية سوسة و اعتبارها عملية مخابراتية؟ هل يتبنى قلب تونس نفس الاطروحة، و نفس التوجه؟

ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الإئتلاف مؤسسات الدولة و مؤسسة الرئاسة و حتى المنظمات الوطنية، و لكنه كان يهاجم وحيدا كالذئب المنفرد، عكس هذه المرة فقد تحالف مع من كان يزدريه و يشمئز منه، في المنابر و صار يهاجم بأحلاف جدد و أسلحة تقليدية غارقة في الحقد و العداوة باسم الثورة و نصرة للدولة.

بعد تصريحات مخلوف المبيض للإرهاب و الإرهابيين، صار لزاما على الدولة احتراما لدماء الشهداء أن تحاسب هؤلاء عن أفعالهم و أقوالهم إسوة بمن يقع إيقافهم و التحقيق معهم من المدونين و نشطاء الفيسبوك، ليس السيد مخلوف منزها أو مختلفا عن باقي المواطنين، إلا بحصانة، قاتلة و غير دستورية لا تختلف عما يسمى في العهد الوسيط “حزام العفة” (ceinture de chasteté)…

في معنى أن قلب تونس صار في قلب الإرهاب

بعبارة أخرى فإن قلب تونس صار في قلب الإرهاب و عليه أن يتحمل تنطّع المبتدئين في السياسة والديمقراطية وقفزاتهم البهلوانية، تحالف هو بمثابة اختراق مخابراتي لداعش، خطوة إنفعالية غير مدروسة كانت موجهة أصلا إلى التيار و حركة الشعب، بعد مديح مطوّل و نكاية في رفضهما التحالف معه، يتجه عكس إتجاه الريح، و يرتبط بقلب تونس في تحالف هدفه ليس بناء تونس كما يدعي، و إنما تصفية الخصوم التقليديين بجميع أطيافهم بما فيهم الفاشيين والنقابيبن.

هذا التحالف يرسم خارطة تحركات الكتل البرلمانية في قادم الأيام و يساهم في تشكيل التوازنات الجديدة و يدعم حالة الإستقطاب و التجييش ضد أطراف معادية معروفة.

السيد نبيل القروي يبدو تماما كأخيل في حرب طروادة بين الإغريق وأهل طروادة، فعندما فشلوا في أخذ المدينة، إستنجدوا، حسب نبوة أحد الكهنة، بأخيل و عرضوا عليه الأسلحة و الخيول، و استطاع أن يحقق إنتصارات باهرة لجيش أجمامنون طوال تسع سنوات، غير أننا لا ندري إن كان السيد نبيل القروي سيلعب دور أخيل حتى النهاية قبل أن ينسحب من الحرب/ الحلف، و تتوالى هزائم الإغريق/الإئتلاف، أم أن للتاريخ أوجه أخرى، لكن من المؤكد أن السيدين القروي و مخلوف لا يقرآن التاريخ و لا أحد منهما يعرف طروادة أو أخيل، و من بقي صامدا حتى النهاية…

* محلل سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.