الرئيسية » حزب النهضة هو المسؤول على إرباك الدولة التونسية وشل مؤسساتها

حزب النهضة هو المسؤول على إرباك الدولة التونسية وشل مؤسساتها

نشر أمس الخميس 23 جويلية 2020 الناشط السياسي أحمد نجيبب الشابي، أحد قادة المعارضة الديمقراطية في تونس خلال فترتي حكم الرئيسين بورقيبة و بن علي، تدوينة على صفحته بالفايسبوك عنوانها “نداء الى جميع التونسيين من أجل لتعقل” يدعو فيها إلى “مؤتمر وطني عاجل للإنقاذ يصوغ برنامجا وطنيا للإنقاذ، تلتزم بتنفيذه حكومة انقاذ محدودة العدد قائمة على الكفاءة متحررة من قبضة الاحزاب”.

بقلم أحمد نجيبب الشابي

200

يعرف الوضع السياسي تعقيدات متزايدة، مطردة ومتسارعة، باتت تهدد السلم الأهلي في بلادنا.

الإسلام السياسي متمثلا بحركة النهضة مسؤول عن الأزمة السياسية المزمنة منذ سنة 2011، فهو الذي صادر الدولة وأخضعها الى المحاصصات الحزبية وهو المسؤول الرئيسي عن الإخفاقات الحكومية المتتالية، وهو المسؤول، في سعيه للاستئثار بالدولة، عن شق الأحزاب السياسية التي شاركته الحكم، وهو بذلك المسؤول على إرباك الدولة وشل مؤسساتها، وهو الذي يسعى إلى جر تونس إلى أتون الحرب الليبية، مدفوعا في ذلك بانتماءاته العقائدية ومصالحه الفئوية.

الإسلام السياسي إذن هو الخصم الرئيسي للقوى الديمقراطية وعلى تحجيم دوره يتوقف نجاح المسار الديمقراطي وإستئناف تونس لمسيرتها التنموية.

غير أن التصدي للإسلام السياسي ومقوامته وإسقاط نظامه لا يكون بأي طريقة كانت. فمسار الصراع معه محكوم بأهداف وضوابط.

أهدافه الحفاظ على الحرية وعلى تعايش جميع أبناء الوطن الواحد في كنف السلم و الدستور و الدولة المدنية. أما ضوابطه فتقتضي التمسك بنهج العمل المؤسساتي والاحتكام إلى نتائج الصندوق والتقيد بقواعد العمل الديمقراطي.
فليس من مسوغات مقاومة الإسلام السياسي شل مؤسسات الدولة عن طريق اعتصامات تنال من حرية العمل و تشل دواليب الدولة.

تجنب منطق القوة الذي ينحرف بالبلاد عن نهجها السلمي

وليس من مسوغات مقاومة الإسلام السياسي، استعراض القوة العسكرية والأمنية والتهديد بها، لأن منطق القوة ينحرف بالبلاد عن نهجها السلمي، في ظرف داخلي يتسم بالغليان الاجتماعي وفي ظرف إقليمي تتواجد فيه قوى عسكرية مدججة بكل أنواع السلاح على حدودنا الجنوبية، استجلبت معها آلاف المرتزقة الذين يتحرقون لتحويل تونس إلى مستنقع للحروب الاهلية، كما فعلوا بسوريا وليبيا واليمن.

وليس من مسوغات مقاومة الإسلام السياسي ان ينتقم طرف حكومي من خصمه السياسي بدون وجه قانوني، خصوصا بعد ان فقد كل صلاحية للقيام بذلك.

وليس من مسوغات الصراع ضد الإسلام السياسي أن يتزعم رئيس الدولة هذا الصراع وهو المحمول على صيانة وحدة البلاد وسلامتها وحرية أبنائها، وصون أمنها القومي من كل تهديد. ولا يكفي التلويح بالمؤامرات، دون إثبات أو تعهد من قبل السلطة القضائية، لتبرير تلك التهديدات والتي تستعمل فيها لغة الصواريخ والراجمات.

إن مقاومة الإسلام السياسي تقتضي قيام أوسع جبهة سياسية على أرضية ديمقراطية واجتماعية، وهو عمل مضن وطويل وليس من وسيلة لاختصار الطريق سوى التقيد بالآجال الدستورية وبالقوانين الضامنة للحرية والسلم.

تحرير الدولة والقضاء من أخطبوط الإسلام السياسي

ومقاومة الإسلام السياسي تقتضي تحرير الدولة من أخطبوطه و تحرير القضاء، والعمل على قيام حكومة كفأة متحررة من إبتزاز الأحزاب وملتزمة ببرنامج انقاذ يصوغه مؤتمر وطني للإنقاذ، تدعو اليه منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة والكفاءات الوطنية من كل الاختصاصات والقوى السياسية، بحضور ومشاركة الأطراف الحاكمة. ان عقد هذا المؤتمر دون توان، هو السبيل الأوحد للحفاظ على الاستقرار السياسي وفتح باب النهوض الاقتصادي، وليس من وسيلة لاختصار الطريق سوى الجهد والمثابرة والتأني.

أن الحروب تبدأ بالاصطفاف والاستقطاب العقائدي أو الطائفي أو العشائري وهي تقتل عند الانسان حاسة التمييز وتحل شعور الكراهية محل مشاعر الحب، حب الوطن، فالسياسة حب للوطن أو لا تكون والوطن للجميع أو لا يكون. ومن نتائج الحروب الأهلية الركام والدخان والتشرد تماما كما هو المشهد اليوم في سوريا والعراق واليمن وليبيا، أفهذا ما نريده لتونس؟

إني أتوجه الى كافة المواطنين من كل الفئات وإلى نخبهم على وجه الخصوص، بالنداء الى أن ينؤوا بأنفسهم عن الصراع الدائر بين اجنحة الحكم، فهو صراع من أجل النفوذ والوطن منه براء. إني أدعوهم الى التعقل والتسلح بالصبر والى سلوك الطريق الصعبة والطويلة، طريق العمل السلمي، الدستوري والمؤسساتي وإلى التهيؤ لمختلف الاستحقاقات، جهويا ومحليا ووطنيا، لإحداث التغيير من خلال صندوق الاقتراع المعبر الوحيد عن إرادة الشعوب المتحضرة.

إني أدعوهم للنضال من أجل مؤتمر وطني عاجل للإنقاذ، يصوغ برنامجا وطنيا للإنقاذ، تلتزم بتنفيذه حكومة انقاذ محدودة العدد قائمة على الكفاءة متحررة من قبضة الأحزاب ومسنودة من قبل الرأي العام المجند حول مؤسساته المدنية والسياسية الوطنية.

عاشت تونس حرة آمنة مستقلة أبد الدهر،

المجد والعزة لشعب تونس الابي، الرامي عروقه عميقا في تاريخ الحضارة الإنسانية.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.