الرئيسية » بن خليفة منبها من عودة النظام السابق: “المعركة متواصلة لترسيخ الديمقراطية، هذه الثورة حررت الافواه ما نغلطوش في الادريسة”

بن خليفة منبها من عودة النظام السابق: “المعركة متواصلة لترسيخ الديمقراطية، هذه الثورة حررت الافواه ما نغلطوش في الادريسة”

مباشرة بعد ظهور في فيديو على المباشر العدد المهول من المناصرين للحزب الدستوري الحر، في ساحة باردو، نشر الكثير من الحقوقيين تدوينات ينبهون فيها عن الخطر الذي ينتظر تونس ان عاد شبح الماضي بدكتاتوريته و بتكميمه للأفواه و تجاربه الهجينة التي افرزت الاعتقالات و الاعدامات…

و من بين هؤلاء، عبد الرزاق بن خليفة كاتب الدولة السابق الذي علق كما يلي:

“ما نغلطوش في” الادريسة.” ..

رغم كل شيء… ليس لنا ما نندم عليه مما كان من أمر هذه البلاد قبل الثورة…

هذه الثورة التي حررت الافواه المكممة بما في ذلك من كان نصيرا للنظام السابق رغما عنه…ومن كان لا يترشح الا بقدر قربه من النظام وبعده عن أي شكل من أشكال الممانعة….

ليس لنا ما نندم عليه.. من.. ذيول صفوف نخب و موظفين سامين وهي توقع لوائح المناشدة في مشهد مخزي..أو تدفع ل2626 وهي صاغرة.. مشهد مذل..لبلاد هي مهد الإصلاح والتنوير من العالم العربي والإسلامي…

لن نرجع إلى ايام يحاسب فيها المواطن على مجالسة معارض ولو كان شقيقه أو من أبناء عمومته.. ويحرم فيها ابنه من المنحة ومن الشغل لانه قريب من معارض…

ليس بعد ذلك من ذل وهوان وبؤس…

لن نعود إلى ممارسات نقلة قضاة َللتنكيل بهم لمجرد مصادقتهم على لائحة جمعية قضائية تطالب بتنقيح القانون الأساسي للقضاة…أو محاسبة صحفي من أجل مقال حول تدهور الخدمات البلدية…

اليوم الجميع ينتقد الجميع وبكل حرية… ولكن لا تخطؤوا التصويب…نحو هدف وهمي…

المعركة لا تزال متواصلة من أجل ترسيخ الديموقراطية في تونس…والقطع مع رواسب نظام الاستبداد…بمساهمة الجميع بما في ذلك من خدم في ظل ذلك النظام… لأن الشمس أيضا كانت تشرق ايام النظام السابق.. فلا سبيل لمنطق الاقصاء…

ما ننبه اليه ان المعركة الحقيقية هي نجاح التجربة الديموقراطية أو ارتدادها الى نظام الاستبداد ايا كان شكله وشكل من يرمز اليه.

والسؤال اليوم كيف ترشد الاحزاب المؤمنة باستحقاقات الثورة ممارستها السياسية لترتقي إلى مستوى هذا الحدث التاريخي.اي. الثورة.. الذي يسعى البعض إلى ايهام الناس بأنه لعبة قناصة… ؟!

الأخطاء كثيرة هنا وهناك…

لكن…

ألم تكن تجربة حزب الدستور في الحكم طوال نصف قرن أخطاء تراكم أخطاء… تقلب فيها الحزب الواحد من الاشتراكية إلى الليبرالية مرورا بتجارب هجينة خلال السبعينات افرزت جميعها اعدامات واعتقالات و أحداث دامية (26 جانفي 1978واحداث الخبز..1983)… وافراغ للارياف من ابنائه بسبب النزوح بعد موجة التعاضد… وتهميش الفلاحة…

هل كانت تجربة برنامج الإصلاح الهيكلي PAS (بداية من 1986).. تجربة تعلق عليها النياشين… أم انها الوصفة التي بدأ معها تدمير الطبقة الوسطى وقتل الأمل في بروز صناعة وطنية ذات قيمة مضافة بالكاد بدأت تتشكل سرعان ما اجهت وتم تعويضها بمنوال تنموي ريعي ونسيج صناعي لا يعدو ان يكون حلقة صغيرة من حلقات إنتاج شركات أوروبية وخاصة فرنسية…وهي الان ثقب تتسرب منه العملة الأجنبية إلى الخارج…

من كان سببا في هذا النمو البطيء للثقافة الديموقراطية.. وتكلس الثقافة السياسية لهذه النخبة التي تكون عقلها السياسي وسط ثقافة الاقصاء والقهر… خاصة وأم اغلب رموزها ادركوا الثورة وهم في سن ال70 وليس لديهم جاهزية للانسحاب من حلبة السياسة… فإذ بها نخبة في معظمها هدامة…و يغلب على ادائها النرجسية والشخصنة… في تماه تام مع جلادها التاريخي…

نعم الهنا كثيرة ولابد من معالجتها لكن بالنقد البناء وفي إطار المؤسسات…

قيل عن اليمين المتطرف في اوربا انه “يطرح أسئلة حقيقية لكنه يقدم اجوبة خاطئة”..

هذه حال من ينتشي فرحا بزلات ما بعد الثورة… مستحضرا سنوات “بالأمن والأمان يحيا هنا الإنسان”…

ما تغلطوش في ” الادريسة” قال الباجي الله يرحمو…”

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.