الرئيسية » بن خليفة حول صلاحيات رئيس محلس نواب الشعب: “تهنئة الغنوشي لرئيس حكومة الوفاق خطأ مهني و ضربة موجعة للدبلوماسية التونسية”

بن خليفة حول صلاحيات رئيس محلس نواب الشعب: “تهنئة الغنوشي لرئيس حكومة الوفاق خطأ مهني و ضربة موجعة للدبلوماسية التونسية”

في تدوينة نشرها المحامي و القاضي الاداري و كاتب الدولة السابق في حكومة مهدي جمعة اليوم الجمعة 22 ماي، تحدث عبد الرزاق بن خليفة حول تهنئة رئيس مجلس نواب الشعب لرئيس حكومة الوفاق بليبيا معتبراً ذلك خطأ مهنيا جسيما ودليل على أن الغنوشي لم يتلبس بعد بفكرة الدولة.

” تهنئة رئيس مجلس نواب الشعب لرئيس حكومة الوفاق بليبيا.. و بمناسبة… إنجاز عسكري!!!! لا يمكن أن تكون الا خطأ مهنيا جسيما… وضربة موجعة للدبلوماسية التونسية… الدبلوماسية بصفة عامة هي اختصاص حصري للسلطة التنفيذية…

ويكاد ينحصر دور البرلمان اجرائيا في المصادقة على بعض الأنواع من الاتفاقيات الدولية الهامة… علما وانه ليس من حق البرلمان المشاركة في المفاوضات.. بما يعني أن المصادقة ليست عملا دبلوماسيا بل عملا تشريعيا…(السلطة التنفيذية تفاوض والسلطة التشريعية تتداول).

اما الدبلوماسية البرلمانية حسب مصنفات القانون الدبلوماسي والقانون الدولي هي اساسا التعاون بين المجموعات البرلمانية أو بين البرلمانات..من خلال تبادل التجارب أو تنسيق المواقف في المنظمات البرلمانية الدولية…(للتعمق:….

La diplomatie parlementaire. Colloque organisé sous la présidence de Raymond Forni et Christian Poncelet, Paris, Sénat, 2001.

على أنه بمكن للبرلمان التدخل في السياسة الخارجية بمناسبة مساءلة الحكومة حول مواقف أو مناقشة قروض اجنبية.. أي لا يمارس البرلمان نشاطا دبلوماسي… وفي كلمة لا حديث عن الدبلوماسية التونسية من النواب الا داخل قبة البرلمان…

ماقام به السيد راشد الغنوشي.. من تعبيره عن موقف دبلوماسي… باسم الدولة التونسية.. وفي موضوع اقليمي ملغم… هو تجاوز لاختصاصه…ودليل على أن الرجل رغم طول تجربته السياسية الا انه لم يتلبس بعد بفكرة الدولة…ومنطق المؤسسات وهو في أعلى واخطر خطة دستورية في البلاد…

هذه الأخطاء.. وقع فيها ايضا نواب آخرون منذ 2011…فمنهم من مثل وفدا مساندا لبشار الأسد ومنهم من زار حفتر و السراج… خارج اي تنسيق مع الدبلوماسية التونسية…ومنهم من يتصل بالسفارات دون اعلام َزارة الخارجية… (علما ان الإجراء السليم هو تحجير استقبال السفراء من أعضاء الحكومة ومن النواب دون حضور ممثل عن وزارة الخارجية… حسب مناشير منذ السبعينات).

كل ذلك دليل على عدم ارتقاء..العديد من النخبة السياسية الى الجدارة بالحكم…من خلال الاستهانة بالمؤسسات…و التصرف بمزاج شخصي أو حزبي.. “

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.