الرئيسية » قيس سعيد يتأسّى بعمر بن الخطاب لمساعدة شعبه في أزمة كورونا

قيس سعيد يتأسّى بعمر بن الخطاب لمساعدة شعبه في أزمة كورونا

أعجبته شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويبدو أنه قرأ عنها الكثير فأراد أن يتأسى بخلقه الكريم، ذكر ذلك بكل ثقة وشجاعة وهو ماض في توزيع المعونات على الناس، أمس الإثنين 5 أفريل 2020، وكأنه يقرأ المشهد أمامه كيف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقوم برعاية الرعية بنفسه ويتفقد أحوالها…

بقلم فوزي بن يونس بن حديد *

الرعية إذا أهملها تشتكي لربها وتقول تولّى أمرنا وأهملنا، فعاد إلى بيت مال المسلمين، وأخذ جزءا من القمح وصاحَبه أحد أعوانه فقال له، أحملها عليك أم أحملها عنك يا أمير المؤمنين، قال له احملها علي، فقال له الرجل المصاحب مرة أخرى: أأحملها عليك أم أحملها عنك، قال له أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: “ويحك أستحملها عني يوم القيامة”.

إنها كلمات مؤثرة قالها الرئيس قيس سعيد وهو يهم بمساعدة الأعوان في تجميع المساعدات التي يستحقها المتضررون من أزمة فيروس المستجد كورونا (كوفيد 19)، وفي مشهد غير مألوف يحمل رئيس الدولة كرتون المساعدات على كتفه مساهما في العمل من أجل إظهار التعاون بين الحاكم والمحكوم، وبين القائد وشعبه في ملحمة لم نشهد لها مثيلا في التاريخ المعاصر للحكام، حيث التيوقراطية والبيروقراطية والدكتاتورية وإهمال الشعوب المقهورة التي تكافح وتنافح من أجل لقمة العيش.

التماسك بين أطياف الشعب ورئاسة الجمهورية

وأمام هذا التحدي الذي تعيشه تونس اليوم بعد تفشي فيروس كورونا، وخسارة كثير من العمال تجارتهم وأرزاقهم، يأتي التكافل والتماسك بين أطياف الشعب ورئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة والبرلمان، عنوان المرحلة الحالية، في مشهد تاريخي يعيد الأذهان إلى عهد الخليفة الفاروق الذي سعى إلى إيجاد توازن حقيقي بين الراعي والرعية، وحاول توفير العيش الكريم لكل المسلمين الذين كانوا تحت إمرته ولا يرضى أن يبيت مسلم جائعا خاصة في ظروف صعبة كهذه بل إن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان حذرا جدا أيام الطاعون الذي حل بالمسلمين، وكان ساهرا على سلامتهم من أن يصابوا بالمرض ووفر لهم جميع احتياجاتهم.


وفي ظل الإجراءات التي تقوم بها الدولة حاليا يبقى دور الرئيس مهمّا لتخفيف المعاناة على الشعب بكامل أطيافه، فهناك من يحتاج إلى الدعم المادي وهناك من يحتاج إلى الدعم النفسي، وهناك من يحتاج إلى التسلية ككبار السن والأطفال، وهكذا ينبغي على الدولة أن تكون ملمّة بما يحتاج الشعب التونسي فعلا ولا تقتصر على المستحقين ماديا فقط.

من يتحمل المسؤولية لا ينظر إلى الخلف

وفي ظل هذه الأحداث المثيرة هناك من يصطاد في الماء العكر، وينقد ما يفعله رئيس الجمهورية، ويعتبر فعله ذلك شعبويا، بينما كان هو نفسه الذي ينقد أو ينتقد، يُعجب بفعل بعض وزراء الغرب الذين يتواضعون للشعب كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي وغيرهما من أصحاب السياسة في العالم، الذين بهروا العالم بتواضعهم ومشاركة الشعب بما يقومون به من أعمال يومية.

وعندما رأى بعضهم صورة الرئيس وهو يعبّر عن فرحته بما يقوم به من عمل تجاه شعبه مقتديا في ذلك بسيده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، هاجوا وماجوا وراحوا يطلقون عليه الألقاب الواحد تلو الآخر، في الوقت الذي كان ينبغي أن يكونوا بجانبه وفي صفه لا في معارضته ونقده في شكله واقتباسه من سيرة الخلفاء الراشدين أصحاب الهمة والقوة والعدل بين الرعية.

إن الذي نراه اليوم من تبعات ثقيلة وآثار كبيرة للفيروس المستجد كورونا المستجد (كوفيد 19) يدفع الجميع إلى الوقوف صفا واحدا والتعاون من أجل تونس، ومن أجل إحقاق الحق، ورعاية المهمشين والمشردين والمحرومين والمتضررين، يحسب للدولة التونسية ولرئيسها الكبير قيس سعيد.

ولا شك أن الرئيس لا يأبه بما يقوله هؤلاء، ومن يتحمل المسؤولية لا ينظر إلى الخلف لأن ذلك سيرهقه مع مرور الأيام ولكن عليه أن يواصل المشوار بقدر ما أوتي من قوة، ويحقق الذي يريده من خلال ما يقوم به من جهد مخلص وعمل دؤوب وإشراك للمجتمع ومشاركة فعالة من الحكومة والبرلمان، كل ذلك سيؤدي بتونس إلى أن ترفع شعار القوة في وجه كل إخفاق قد يحصل من أبناء الوطن الذين لا يريدون لتونس الخير مع الأسف.

* صحفي و محلل.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.