الرئيسية » بعد العشاء الباريسي، النائب عن الكرامة عبد اللطيف العلوي يكتب: باريس ليست بلد النور و لا الملائكة… هي مدينة عاهرة لا أكثر و لا اقل

بعد العشاء الباريسي، النائب عن الكرامة عبد اللطيف العلوي يكتب: باريس ليست بلد النور و لا الملائكة… هي مدينة عاهرة لا أكثر و لا اقل

هكذا تحدث عبد اللطيف العلوي أمس الاثنين 2 مارس عن عاصمة النور أين شارك السبت الماضي في ندوة عن التجربة الديمقراطية في تونس، نظمها باحدى القاعات بمركز الندوات بشارع سان مارتان بالدائرة العاشرة بباريس، محمد هنيد مدير مركز “قصد” و المستشار السابق للرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي و ذلك بمشاركة النائب الآخر من ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف و ثلة من الرفاق من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية نذكر منهم سمير بن عمر، و سليم بن حميدان و غيرهما.

و هذا ما نشره النائب بعيدا عن ضوضاء قبة باردو و من صخب قلب باريس التي لم يجد شيئا فيها يجذبه بل كل ما فيها قبيح وهو ما يذكره في المقابل بطلعة امه و ابتسامتها الطازجة….

” باريس ليست بلد النور ولا الملائكة ولا هي أمّ الدنيا ولا أيّ نيلة.
هي مدينة عاهرة ومكابرة، لا أكثر ولا أقلّ.
كلّ بناءاتها ومعالمها وطرقاتها وزينتها لا أرى فيها سوى دماء الأفارقة. لم أستطع أن أجبر نفسي على الإعجاب بها أو الانجذاب إليها في أيّ شيء!
في مثل هذا البرد، أفتقد صباحات أمّي…
منذ الغلس، كانت تستقبل الفجر البارد بقلب أدفأ من الحليب السّاخن، تحضّر العجين، ثمّ تمدّ يديها المتجمّدتين إلى الحطب فتقدح ناره، وتنصب ” الغنّاي”… حين نستيقظ، تاتينا بخبزة الفطير إلى الفراش ملفوفة في منديل كي لا يذهب وهجها وبخارها، نكشف عن طرفها وننغمس في لذّة الحياة، لذّة الأمومة السّاخنة التي تخبرك كلّ صباح بلا كلمات أنّك سيّد العالم…
خطواتها في المراح تحت نقر المطر البارد، طبقات الأوشحة التي تغطّي بها رأسها ولا يظهر منها سوى وجنتين محمرّتين وأنف قرمزيّ بارد وشفتين يغلّفهما الصّقيع… ومع ذلك… كانت تدفّئ الجميع بابتسامتها الطّازجة التي يتصاعد منها بخار الصّباح…
صباحكم دافئ، كابتسامتها…
وضع الشاعر في الجنّة، فقال: آاااه يا وطني! “

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.