الرئيسية » عرض مسرحية “طرشيقة” لليلى الشابي : بورتريه بلا رتوش لتونس ما بعد الثورة

عرض مسرحية “طرشيقة” لليلى الشابي : بورتريه بلا رتوش لتونس ما بعد الثورة

بحضور جمهور غفير قدّم قطب المسرح والفنون الركحية لمسرح الاوبرا العرض المسرحي “طرشيقة” للفنانة ليلى الشابي، اخراج محمد علي المداني وذلك يوم الخميس 13 فيفري 2020 بمسرح الجهات بمدينة الثقافة بتونس العاصمة.

مسرحية “طرشيقة” كوميديا ساخرة من نوع “وان ومن شو” بطلتها الممثلة ليلى الشابي التي قدمت فيها شخصية دلندة في حالة بوح مع طبيبها النفسي إثر أزمة نفسية وحالة سكيزوفرينيا أصابتها بعد الثورة ويلعب الجمهور في هذا العرض دور الطبيب النفسي في طرح ساخر جسّدت فيه ليلى الشابي 57 شخصية.

بطريقة خارجة عن المألوف بدأ العرض حيث اختارت ليلى الشابي الانطلاق بالرقص مع الجمهور الحاضر في القاعة على إيقاع الموسيقى الصاخبة قبل أن تصبّ جام غضبها على الوضع المتأزم التي تعيشه البلاد مقابل تخبط وتردد الطبقة السياسية العاجزة على تجاوز الازمة.

الساسة في واد المصالح والحسابات والمواطنون في واد انعدام الأمن وغلاء المعيشة

بطريقتها الساخرة انتقدت المسرحية طريقة العمل في مجلس النواب من خلال 57 شخصية ولخصت ليلى الشابي تسع سنوات ما بعد الثورة وما شهدته البلاد من تحولات أيديولوجية وسياسية وما عاشته من فوضى واغتيالات وعجز المواطن عن توفير لقمة العيش الكريم وانتشار مظاهر التحرش وعدم الأمان في الشارع وفي وسائل النقل في حين ان الساسة منشغلون بتقسيم الثروات والمناصب دون مراعاة شعور المواطن البسيط وتلبية أبسط حقوقه في الأمن والكرامة والعمل بحسب رؤية صناع العمل.

ومن السياسة انتقلت الشابي للحديث عن “الحب” التي قارنت أجواءه ومصائره لدى العرب و الغرب فبينما يحتفي هؤلاء بالحب كقيمة سامية تبعث السعادة في النفوس، يخجل منه العرب ويخفونه كما لو كان جريمة أو فضيحة.

في «طرشيقة»، كسرت ليلى الشابي القيود التي تكبل العقليات والتصرفات، وتحدثت بطلاقة المرأة التي «عاشت» و«خبرت الناس» عن مفارقات المجتمع واعوجاجه فضلا عن نفاق السياسيين وغيرهم من الوصوليين والمتشددين فكانت «طرشيقة فنية» معبرة عما نعاني منه وعما نرنو إليه.

ساعة ونصف من الضحك المتواصل قدمت فيه ليلى الشابي “طرشيقتها” على الوضع الاقتصادي، السياسي والاجتماعي الراهن المتردي والذي عرّى فيه كل مظاهر الانفصام التي يعيشها المواطن التونسي في حياته اليومية.

بلاغ.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.