الرئيسية » النائب السابق صحبي بن فرج يتساءل قبل اللطخة الكبرى: ماذا سيفعل الفخفاخ؟

النائب السابق صحبي بن فرج يتساءل قبل اللطخة الكبرى: ماذا سيفعل الفخفاخ؟

كمتابع للشان العام و على دراية بما يطبخ في هذا المطبخ أو في ذاك، نشر النائب السابق صحبي بن فرج اليوم الثلاثاء 4 فيفري على صفحته الرسمية بالفايسبوك تحليلا دقيقا حول هذه الحقيقة الزمنية التي لم تعرف لها مثيلا البلاد و سياسة لي العصي بين هذا الطرف و ذاك والتي في النهاية كما سماها “عبث ديمقراطي”.

“ماذا سيفعل الياس الفخفاخ؟ ماذا سيفعل راشد الغنوشي و قد بدأ يمهد بخطاباته هو و جماعته للاستعداد الى انتخابات تشريعية؟ الى أين هو ذاهب الغنوشي بتحصينه لحليفه نبيل القروي و تأمينه؟ و أين هو دور الديمقراطيين الوسطيبن من كل هئا؟

في نصه هذا، بن فرج يجيب على كل هذه الاسئلة فيما يخص الحكومة المنتظرة التي يجهد تحت الضغط الفخفاخ لتشكيلها و أما الخوف، كل الخوف من الانتهازيين و الوصوليين و… من اللطخة الكبرى…

ماذا سيفعل إلياس الفخفاخ؟

العارفون بشخصية الفخفاخ يؤكدون أنه لن يتراجع عن موقفه، والعارفون بخفايا النهضة يؤكدون انها جادة في الذهاب الى الآخر في اشتراطها مشاركة قلب تونس، حتى وان وصل الامر الى التصويت ضد الحكومة وإسقاطها

طبعا، يراهن محيط إلياس الفخفاخ واغلب الاحزاب على القناعة الساذجة بأن الكتل والنواب سيصوتون في النهاية للحكومة مهما كانت وذلك خوفا على أماكنهم، بينما تراهن النهضة على بلوك متماسك ب120 نائب ، وعلى التصويت السلبي البديهي لكتلة الدستوري الحر لتجبر الفخفاخ على الامتثال لشروطها والخروج من عباءة الرئيس الثورية،

والا فهي وحلفاؤها جاهزون لحل المجلس والانتخابات

خلال أيام سيجد السيد إلياس الفخفاخ نفسه أمام الحسم: *إما المرور بقوة مع إمكانية قوية لاعادة مشهد سقوط الحبيب الجملي أو في أقصى الحالات الحصول على الثقة بأغلبية هشة قابلة للاضمحلال مع أول أزمة جدية خاصة بتواجد معارضة قوية وشارع يغلي واقتصاد منهار

*وإما الاستجابة لمطالب النهضة، قلب تونس، الكرامة، ليصبح بذلك رئيس حكومة النهضة ويفقد صفة رئيس حكومة الرئيس

*وإما الإنسحاب بشرف وإعادة التكليف الى صاحب الامانة

ماذا سيفعل قيس سعيٌد إذا سقطت حكومة الفخفاخ؟ماذا سيفعل قيس سعيٌد إذا سقطت حكومة الفخفاخ؟

بإمكانه أولا حل البرلمان بداية من يوم 10 مارس والدعوة الى انتخابات سابقة لاوانها تُنظٌم بين أواخر أفريل وأواسط جوان(علما بان هيئة الانتخابات بدأت عمليا الاستعداد لهذه الفرضية)

وخلال هذه الفترة سيقع الالتجاء الى استعمال المراسيم الرئيسة لتأمين “تواصل الدولة”

بإمكان الرئيس أيضا أن يعيد تكليف السيد الفخفاج من جديد ولكن مع توجيهه بمزيد التشاور مع الاحزاب

الدستور لا يمنع رئيس الجمهورية من تكليف شخصية جديدة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني على قاعدة أوسع من حكومة النفس الثوري

يمكن أيضا لقيس سعيد اعتبار حكومة يوسف الشاهد أمرا واقعا وجب تثبيتها للضرورة القصوى وتدعيمها ببعض الوزراء الى حين فض الازمة بين الاحزاب

خيارات الرئيس مفتوحة دستوريا ، ولكن قراره مهما كان سيكون صعبا و محكوما بتطور الازمة الإقتصادية، وطول نفس الشعب لتحمل هذا “العبث الديموقراطي”، وإكراهات الوضع الدولي والاقليمي

….وخاصة مدى الجهوزية الانتخابية على الارض للمجموعات المرتبطة به

ماذا سيفعل راشد الغنوشي؟ سيواصل الضغط على الفخفاخ مع الحرص التام على المحافظة على انضباط كتلته وحزبه وتحصين حلفه مع نبيل القروي وتأمينه من الاختراق

في نفس الوقت كل النهضة تستعد فعليا للانتخابات : تجهيز الخطاب والمبررات، استغلال الخطاب المعادي لها ، استثمار المظلومية، تحفيز القواعد و تحدي الخصوم، تجهيز القائمات الانتخابية، التحضير اللوجستي، محاولة تغيير القانون الانتخابي الخ الخ

تستعيد بذلك النهضة زمام المبادرة وتصبح الحزب الوحيد الذي له خيارات عديدة وسيناريوات جاهزة يستعمل منها ما يخدم مصلحته

ماذا سنفعل نحن(العائلة التقدمية الوسطية الخ الخ)ممممممم، سنواصل الى آخر لحظة…….. الركظ وراء الفعل السياسي لحركة النهضة : فريق يعارض وفريق يهادن وفريق يناور وفريق يحسب

وإذا تشكلت الحكومة ستنقسم الاحزاب الى شيعٍ وقبائل، تتبادل السب والشتم والتخوين والاتهامات

أما جمهورنا العتيد فسينتظم في مجموعات وخلايا وكتائب الكترونية مقاتلة، على صورة جماهير الكرة وسيتكفل بتدمير الجميع، على طريقة الكل ضد الكل

أما أذا وقعت انتخابات (وهي آتية لا ريب فيها خلال الاثنى عشر شهرا القادمة) فسوف “تتفاجأ” أحزابنا العتيدة بأنها غير جاهزة (على جميع المستويات) ولكنها ومع ذلك ستتقدم اليها بكل حزم ،(الله لا يقطعلنا عادة)، بعشرين او ثلاثين قائمة متنافسة عن كل دائرة لعل الحظ يسعفها بالحصول على افضل ما يتبقى من بقايا النهضة وقيس سعيد

وذلك طبعا بعد أن تكون قد تشكٌلت قائماتها على عجل، بأسوإ ما في صفوفها من انتهازيين ووصوليين وأصحاب المال وابناء المكينة(المهترئة والمفلسة)

عندها، سيستفيق جمهورنا مرة على لطخة جديدة متجددة، وسينخرط في الاستهزاء بالمجلس القادم والبكاء على ضياع الوطن

أليس بيننا رجل رشيد؟

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.