الرئيسية » محسن مرزوق والملف الليبي: كان علينا المشاركة في مؤتمر برلين، هل كانت تونس هكذا ستربح أفضل من غيابها؟

محسن مرزوق والملف الليبي: كان علينا المشاركة في مؤتمر برلين، هل كانت تونس هكذا ستربح أفضل من غيابها؟

حول عدم قبول تونس دعوة المانيا للحضور في مؤتمر برلين المنعقد اليوم، للنظر في الملف الليبي، نشر صباح اليوم الاحد 19 جانفي 2020 محسن مرزوق القيادي في حركة مشروع تونس على صفحته الرسمية بالفايسبوك تدوينة، عبر فيها عن أسفه لغياب العلم التونسي و للكرسي الفارغ رغم الدعوة المتأخرة التي فيها تقليل من الاحترام.

و اضاف مرزوق في تحليله للوضع الدقيق الذي تعيشه الجارة ليبيا و الذي كان يستوجب دعوة تونس متذ البداية و ان عدم قبول الدعوة المتأخرة امر مشروع و هذا مقبول و لكن كان على تونس قبول الدعوة و عدم تفويت فرصة الحضور. و يعدد مرزوق الاسباب في تدوينته هذه:

” كان علينا المشاركة في مؤتمر برلين

بلا شك فإن دعوة تونس لحضور مؤتمر برلين حول ليبيا كانت
متأخرة. وهي دعوة حصلت بضغط من بعض أصدقاء تونس ومن تونس نفسها.
وبلا شك أيضا يمكن القول أن دعوة متأخرة كهذه قد تبدو وكأن فيها تقليل من احترام تونس الدولة الجارة لليبيا والتي تحملت الكثير جراء أزمة الشقيقة ليبيا، وكان يتوجب دعوتها منذ البداية. لهذا قد يبدو إعلان عدم قبول الدعوة المتأخرة مشروعا يعبر عن كبرياء وغضب مكتوم
هذا كله معقول نظريًا
ولكن انا أعتقد أنه كان يجب على تونس قبول الدعوة رغم تأخرها وعدم تفويت فرصة الحضور في هذا الحدث الدولي الهام وذلك للأسباب التالية:
1- سيكون هذا المؤتمر محددا للمستقبل الليبي القريب لذلك فإن حضوره سيجعل الرئيس التونسي في وضع الاطلاع المباشر على تطور الأحداث من خلال كبار الفاعلين الدوليين و للحصول على فرصة ذهبية للاقتراب من مصادر المعلومات
2- سيكون كبار العالم مجتمعين في قمة مصغرة لا تتكرر الا قليلًا لذلك فكانت الفرصة متاحة لربط الصلات بهم والتعرف عليهم، فمهما بلغت السياسة الدولية من تعقيد، تبقى العلاقات الشخصية مفيدة
3- الحضور فرصة للخروج من العزلة الحالية. فعلى المستوى العربي سيكون المصريون والحزائريون والإماراتيون حاضرين، وأوروبا الفاعلة كلها وروسيا وأمريكا. أليس الربط معهم أفضل من البقاء تحت رحمة زيارات اردوغان لنا ومحاولات توظيفها وكأننا جزء من استراتيجيته؟
4- إذن، صارت مسألة الوساطة في ليبيا على هذا المستوى العالي دوليًا فمن الصعب حاليا أن تكون لنا مبادرة وساطة لوحدنا. لذلك الافضل ان نكون جزء حتى رمزيًا من الوساطة فذلك أفضل من لا شيء. كما تستطيع تونس إذا حافظت على موقع حياد أن تكون مكانًا لاجتماعات مقبلة حتى بمستوى تمثيلية أقل
5- يعطينا هذا الوضع الإمكانية للتركيز على الاقل مباشرة على مطلب أو اثنين مثل المسألة الانسانية والمسألة الأمنية والمطالبة بحفظ مصالح تونس فيهما. وهذا سيكون ممكنا بمهارة ديبلوماسية دنيا خلال المؤتمر. من بين الاوراق، التهديد المخفي بوضع دول أوروبا أمام مسؤولية الوضع الإنساني والهجرة الذي ورد في رسالة الاعتذار ولكنه كان سيكون أكثر وقعًا في الوشوشة المباشرة من فم لأذن ومع ابتسامة اعتذار مصاحبة
6- كثيرون عملوا لتقع دعوة تونس وكان من الافضل عدم تخييل آمالهم
لهذا كله أعتقد ان تونس كان عليها ان تحضر المؤتمر فحضورها افضل من غيابها. وكان يمكن لرسالة إجابتنا على الدعوة أن تكون في بدايتها:
السيدة المستشارةالألمانية أنجيلا ميركل
نشكر دعوتكم لنا لحضور مؤتمر برلين. ورغم ورودها بشكل متأخر، فإن تونس تقبل الدعوة تقديرًا منها للعلاقات التاريخية مع ألمانيا الصديقة وإيمانا منها بأن العمل على تحقيق السلام في ليبيا الشقيقة يتطلب، خارج الأمور ذات الطابع الشكلي، وضع كل طاقاتنا وجهودنا في خانة واحدة….الخ الخ
هل كانت تونس هكذا ستربح افضل من غيابها؟ نعم، أعتقد ذلك
الجزائر نفسها دعيت بشكل متأخر أي قبلنا بمدة قصيرة ورغم ذلك قبلت الدعوة. والمغرب إلى اليوم تحتج على عدم دعوتها. “


شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.