الرئيسية » بن فرج: “تونس تستقبل أخطر أزمة إقليمية في تاريخ ما بعد الثورة بدون وزير خارجية أو حتى وزير دفاع “

بن فرج: “تونس تستقبل أخطر أزمة إقليمية في تاريخ ما بعد الثورة بدون وزير خارجية أو حتى وزير دفاع “

تحدث النائب السابق في البرلمان الصحبي بن فرج في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك حول الحرب في ليبيا ومدى ضعف الإستعداد الإستراتيجي لتونس لمثل هذه الأزمات والذي تبلور في غياب الموقف الواضح للدولة التونسية من الوضع في ليبيا ومحاولة إستغلال الطرف التركي لهذا التذبذب في المواقف لما يخدم مصالحه في المنطقة.

وكتب في تدوينته :

” الوضع في ليبيا معقد، والوضع في تونس إكثر تعقيدااولا، الحرب تسير تدريجيا نحو انتصار قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر وبشرعية برلمان طبرق وراء الماريشال حفتر تقف مصر والامارات بثقلهما المالي والعسكريثانيا، مباشرة على حدودنا تقوم حكومة الوفاق في طرابلس المعترف بها دوليا، وهي تتراجع داخليا واقليميا ودوليا ولا تتوفر حاليا الا على دعم المحور التركي القطري بعد ان خسرت دعم الجزائر والاتحاد الاوروبي وربما الامريكيثالثا، نحن في تونس “إخترنا” أن تكون علاقتنا شبه حصرية مع طرابلس وحكومة الوفاق باعتبارها تُحضى بالشرعية الدولية، وباعتبار أنها تتصرف وتتحكم في الجزئ الليبي الذي يهمنا مباشرة (البوابات الحدودية، العمق الشعبي المباشرة ، التبادل التجاري، تنقل الاشخاص، التعاون الامني……)هذا الخيار، يعود إيضا الى حكومة الباجي الأولى والى سنوات حكم الترويكا ليتواصل مع رئاسة الباجي ويصبح عقيدة دبلوماسية وأمنية راسخة: *عداء الباجي رحمه الله، لنظام القذافي واعتباره خطرا على تونس وعلى الثورة، *السلاح الذي اسقط القذافي مرٌ من تونس عبر مطار رمادة وميناء جرجيس *تولي الاسلام السياسي السلطة الى جانب التيارات الثورجية (فجر ليبيا) في ليبيا ليكون سندا للاسلام السياسي والقوى الثورجية الذي تولت السلطة في تونس (النهضة والمؤتمر) *تعهد حكومة الوفاق والقوى المؤثرة فيها(بداية من 2015) بتحييد المجموعات الارهابية التونسية المتواجدة في ليبيا ومنعها من اي عمل معادي لتونس (تعاون أمني ومخابراتي فعٌال أثمر في السنوات الثلاث الماضية وساهم في النجاح الامني التونسي في الحرب على الارهاب)كل هذا يفسر الخيار الذي اتبعته السياسة الخارجية التونسبة طيلة تسع سنوات، ويفسٌر خاصة تجاهل وحتى عداء تونس للسلطة الفعلية (والشرعية أيضا) القائمة في بنغازي، بالإضافة الى ما يُعرف عن خليفة حفتر من عداء لكل ما هو إخوان وإسلام سياسي وبرود علاقته بالباجي قايد السبسي وعداء الحلف المساند له للاخوان وللتجربة الديموقراطية التونسية اليوم، تلتقي تعقيدات الوضع الليبي الداخلي مع تعقيدات الوضع التونسي الداخلي مع التحولات الاقليمية والدولية الكبرى لتنتج حالة غير مسبوقة تفتح على جميع الإحتمالات*برلمان برئاسة راشد الغنوشي وحكومة بقيادة النهضة مساندة تماما للوفاق ومعادية تماما لحفتر *رئيس جمهورية ومحيطه هم أقرب لمساندة حكومة الوفاق مع عقيدة ديبلوماسية وأمنية موروثة عن الباجي قايد السبسي معادية لخليفة حفتر *حالة من التنافس والصراع الخفي بين رئيس الجمهورية من جهة ورئيس البرلمان وحركة النهضة من جهة أخرى على خلفية تشكيل الحكومة *قوة ليبية معادية للنهضة وللاسلام السياسي وحلف إقليمي متوجس من الديموقراطية التونسية يتأهب للاستيلاء على السلطة في ليبيا*حلف تركي قطري صديق للنهضة ومناهض لقيس سعيد، يتأهب للنزول بكل ثقله الدبلوماسي والعسكري لمنع سقوط آخر قلاعه في الإقليم(خسر مصر،خسر سوريا، خسر العراق ولا يبدو مستعدا لخسارة ليبيا) وهو متخوف من تطور التنافس الخفي بين راشد الغنوشي وقيس الى صراع مفتوح *رأي عام تونسي معادٍٍ في أغلبه للسراج ومناصر في أغلبه لحفتر ولكنه غير ممثل بأحزاب قوية بعد الانتخابات الاخيرة رأي عام تتجاذبه رغبات وأمنيات أحيانا متناقضة: بين الغبطة بسقوط الاخوان في ليبيا وبين الخشية على مسار التجربة الديموقراطية، بين التعلق بالسيادة الوطنية لتونس وبين خيبة الامل من السياسة ومن النخب الحاكمة ومن الديموقراطية ، بين الحرص على النأي بتونس عن الصراع الليبي خاصة إذا جاء الزج من البوابة التركية وبين الخوف من ان تتحول ليبيا في المستقبل الى منصة معادية لتونسفي هذه اللحظة الاستراتيجية الخطيرة، يستقبل الرئيس قيس سعيٌد نظيره التركي، وتستقبل تونس أخطر أزمة إقليمية في تاريخ ما بعد الثورة بدون وزير خارجية، بدون وزير دفاع، بدون رؤية استراتيجية واضحة بدون سياسة خارجية تُبنى فقط على المصلحة الوطنية ، بدون حكومة مستقرة ، بدون إقتصاد متماسك، بدون جبهة داخلية موحٌدة ، بدون دعم جزائري ، بدون إسناد دوليالنيران تشتعل عند جيراننا وعلى حدودنا، ورائحة مداخنها تقتحم علينا بيتنا رغما عنا، وليس رائحة التدخين كما تحدث رجب طيب أردوغان ولا أيضا رائحة الطعام بزيت الزيتون كما ردٌ عليه قيس سعيٌد إنها رائحة الحرب على أبوابنا يا سيادة الرئيس.”

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.