الرئيسية » غير آبهين بالإعتداءات الإرهابية الأخيرة: السياح الجزائريون مصرون على قضاء إجازاتهم الصيفية بتونس

غير آبهين بالإعتداءات الإرهابية الأخيرة: السياح الجزائريون مصرون على قضاء إجازاتهم الصيفية بتونس


التفجيران الإرهابيان الأخيران في العاصمة التونسية، الخميس الفارط ، جاءا بالتزامن مع بداية تعافي مؤشرات قطاع السياحة إيذانًا بانطلاقة قوية، إثر “ضربات موجعة” نتيجة سلسلة من العمليات الإرهابية كانت البلاد مسرحًا لها.كما جاءا قبل أشهر قليلة من الإنتخابات التشريعية و الرئاسية نهاية السنة الجارية.


الخميس 27 جوان 2019 كان يومًا مخيفًا و أسود لدى التونسيين الذين يحبون الحياة،و هم شعب مضياف و مسالم و يتميزون بإنسجامهم السريع مع جميع الجنسيات دون أدنى تمييز عرقي أو ديني أو عنصري أو إيديولوجي،و يُعتبر قطاع السياحة أكثر القطاعات أهمية و إستقطابًا للتونسيين و تشغيلاً لهم .
التفجيران يأتيان في وقت بدأت فيه مؤشرات قطاع السياحة تتعافى، إيذانًا بانطلاقة جديدة بعد “ضربات موجعة” تلقتها نتيجة سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت أمنيين، وسياحًا أجانب.العمليتين الإرهابيتين جاءتا أيضا في وقت تستعد فيه البلاد لتنظيم إستحقاقات إنتخابية هامة.

الجزائريون بصوت واحد:”الإرهاب لا يُخيفنا و الموت واحد في الجزائر أو في تونس”
السياح الجزائريون الذين يعتبرون تونس وجهتهم السياحية الأولى و المفضلة منذ عدة سنوات لعدة إعتبارات موضوعية و منطقية،تفاعلوا مع التفجيرين الإرهابيين الأخيرين في تونس و أبدوا أسفهم و تأثرهم الكبيرين و أعلنوا عن تعاطفهم و تضامنهم مع التونسيين و ذهبوا أبعد من ذلك عندما رفعوا التحدي في مواصلة التوافد على تونس لإنعاش السياحة التونسية دائمًا و دون إنقطاع مؤمنين بأن الأعمار بيد الله و إن كتب لهم الله الموت بتونس فمرحبًا بذلك.

200 ألف سائح جزائري توافدوا على تونس بين 1 و 20 جوان الجاري
و بحسب عدد من وكالات السياحة و الأسفار الجزائرية فإن عدد السياح الجزائريين الوافدين على تونس منذ نهاية رمضان و حتى 20 جوان الجاري بلغ أرقامًا قياسية و بلغ 200 ألف جزائري و أن العدد سيلامس سقف المليون و نصف نهاية الصيف الجاري.و من المنتظر أن يبلغ نهاية 2019 حوالي 3 ملايين سائح جزائري.
و الجدير بالذكر أن وزارة السياحة التونسية قد أشارت إلى أن عدد السياح الوافدين على تونس قارب 2.5 مليون سائح منذ بداية السنة الحالية حتى العاشر من شهر ماي الماضي.

وتمكن القطاع السياحي من تحقيق زيادة بنحو 14.5 في المائة مقارنة ببداية سنة 2018. وتقترب هذه الأرقام من التوقعات التي خططت لها الهياكل السياحية التونسية خلال الموسم السياحي الحالي.
وساهمت هذه الزيادة في توفير نحو 1.2  مليار دينار تونسي (نحو 400 مليون دولار) مسجلة انتعاشة قدرت بنسبة 37.7 في المائة على مستوى العائدات المالية المتأتية من القطاع السياحي، الذي يُعد أحد أهم محركات الاقتصاد المحلي.
وسجلت وزارة السياحية التونسية بارتياح عودة الانتعاش إلى السوق السياحية الأوروبية، وقالت إن عدد السياح القادمين من أوروبا قد تطور بنسبة 22.2 في المائة، وقدر بنحو 512  ألف سائح أوروبي.
ويحتل الفرنسيون رأس القائمة، إذ بلغ عددهم خلال الفترة الممتدة من الأول من جانفي الماضي إلى 10 ماي الماضي نحو 244 ألف سائح، وقد سجلت السوق الفرنسية بذلك زيادة بنسبة 19 في المائة.

وتسعى وزارة السياحة التونسية، وفق تصريحات وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي ، إلى ضمان توافد نحو مليون سائح فرنسي إلى تونس خلال كامل السنة الحالية.
ويأتي السياح الألمان في المرتبة الثانية بنحو 54 ألف سائح، وقد سجلوا بدورهم زيادة بنحو 23 في المائة، كما تعول تونس على عودة السوق الألمانية، وتأمل في استقبال 400 ألف سائح ألماني خلال سنة 2019. كما تطمح إلى أن يصل هذا العدد إلى مليون سائح خلال السنوات المقبلة.
وخلال الفترة الزمنية نفسها، بلغ عدد الوافدين من جنسيات أوروبية أخرى 214.3 ألف سائح، أي بزيادة قدرت بنسبة 25.8 في المائة، وذلك بالمقارنة مع النتائج المسجلة بداية سنة 2018.
وارتفع عدد السياح الوافدين من السوق المغاربية، التي تمثل نسبة 44 بالمائة من العدد الإجمالي للوافدين في الفترة ذاتها، اثر توافد نحو 496 ألف سائح جزائري و473 ألف سائح ليبي خلال الثلاثي الأول من 2019.

تونس تطمح في بلوغ 9 ملايين سائح خلال الموسم السياحي الحالي
هذا و نشير إلى أن تونس استقبلت خلال الموسم السياحي الماضي أكثر من 8 ملايين سائح، وتعمل خلال هذه الفترة على دعم الرجوع القوي للوجهة التونسية، وبلوغ 9 ملايين سائح خلال الموسم السياحي الحالي، على أن يصل عدد السياح حدود 10 ملايين سائح في أفق سنة 2020. ويؤكد خبراء في المجال السياحي على أن تونس تظل وُجهة سياحية لها ثوابتها وميزاتها التفاضلية، وأنها قادرة على منافسة بقية الوجهات السياحية المطلة على المتوسط.

ومع عودة عدد من الأسواق الأجنبية، خصوصاً الأوروبية، للإقبال بقوة على السوق التونسية، فإن ذلك سيكون له انعكاس إيجابي على موارد الدولة من النقد الأجنبي، كما أن القطاع السياحي غالباً ما يؤثر على عدد آخر من الأنشطة الاقتصادية ذات الطابع الاجتماعي على غرار الصناعات التقليدية ومعظم الأنشطة الفلاحية التي تسعى لتلبية طلبات القطاع السياحي.وتهدف وزارة السياحة، وفق الاحصائيات ذاتها، الى استقطاب 1 مليون سائح فرنسي و390 ألف ألماني و640 ألف روسي، نهاية 2019، ليصل بذلك العدد الإجمالي للوافدين على تونس 9 مليون سائح من مختلف الأسواق التقليدية وغير التقليدية.

وأظهرت التصريحات الرسمية في مناسبات عديدة سابقة، أن الأمن تمكن فعلاً من تضييق الخناق على عناصر الجماعات الإرهابية المتحصنة بالجبال، في ظل ما اعتبر أنه نجاحات أمنية متتالية من خلال العمليات الاستباقية، واستئصال أي حاضنة شعبية لهم،قبل أن تفاجئ “الذئاب المنفردة” الداعشية التونسيين بما لم يكن في الحسبان،حيث كشفت وكالة الأنباء الفرنسية أن تنظيم “داعش” تبنى التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا تونس يوم الخميس 27 جوان 2019.

عمّـــار قـــردود

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.