الرئيسية » بكاء إنتخابي : عندما تفيض دموع محمد المرزوقى حزنا وألما على وفاة محمد مرسي

بكاء إنتخابي : عندما تفيض دموع محمد المرزوقى حزنا وألما على وفاة محمد مرسي

بكاء سياسي وانتخابي بامتياز.

الدموع الغزيرة للمنصف المرزوقي بعد وفاة الرئيس السابق المصري محمد مرسي لا تعدو أن تكون مطلبا إنتخابيا قبل أشهر من إنتخابات الرئاسة في تونس حيث يحاول للرئيس التونسي المؤقت أن يتقرب من الإخوان الإسلاميين التونسيين.

بقلم أحمد الحباسي *

رحل الرئيس المصري السابق محمد مرسى، ولا تجوز عليه إلا الرحمة لأننا لسنا في وارد تقليب المواجع و نبش ماضي الرجل الذي تميز بكثير من الخطايا على أكثر من صعيد وبالذات عندما عانقت مشاعره القبيحة مشاعر أحد كبار السفاحين الصهاينة، صاحب مجازر صبرا و شاتيلا و مجزرة قانا من بين مجازر مرعبة أخرى بقرت فيها بطون النساء الفلسطينيات وذبح فيها الأطفال و الشيوخ، المجرم المقبور شمعون بيريز، واصفا إياه في رسالة “رئاسية” شهيرة ب”عزيزي شمعون بيريز”، هكذا دون ذرة حياء أو خجل.

طبعا لم يكن نص الرسالة الهجينة الذي فاق كل ما كتبه شعراء الغزل والحب العذري في عشيقاتهم مفاجأة لكل من درسوا وخبروا فكر الإخوان المسلمين المتأرجح المنافق المخاتل، لكنه مثل صدمة معنوية قاسية لكل الذين راهنوا على صعود الرجل للحكم ونصرته للقضية الفلسطينية، أي نعم وقف محمد مرسى موقفا صلبا لكن ضد سوريا وما تمثله سوريا في وجدان الشعب المصري مناديا بقطع العلاقات وبضرورة صلب الرئيس بشار الأسد من خلاف.

النهائية المأساوية لرجل غير محترم

تقول الأغنية الشهيرة “لو حكينا يا حبيبي نبتدئ منين الحكاية”… يعنى لو حاولنا نبش سيرة محمد مرسى لتطلب الأمر مجلدات لنقل ما فعله الرجل في حق الشعب المصري وفي حق بقية الشعوب العربية دون إستثناء، لكن سنختار الصمت رفقا بمشاعر الأحرار وخاصة مشاعر كل الشعب السوري الذي سلط عليه الرجل عتاة الإرهابيين لينكلوا بالجثث ويبقروا البطون ويأكلون قلوب الأبرياء نيئا تحت الهتاف والتهليل والتكبير والتصوير.

لم يرف للرجل جفن لتلك المشاهد البشعة التي تكفل تلفزيون الجزيرة القطري بنقلها معتبرا أن من قتلوا و مثل بجثثهم هم كفرة لا يستحقون إلا القتل، لكن عدالة السماء لم تنصر الإخوان ولم تبق محمد مرسى في منصبه ليكون مقره السجن أين توفاه الأجل المحتوم وهو يواجه مئات التهم القضائية نتيجة الجرائم البشعة المنسوبة إليه.

هكذا كانت النهاية وهكذا حدث بمنتهى البساطة لكن يظهر أن الخبر قد نزل نزول الصاعقة على المتاجرين بالكذب السياسي لعل أحده الرئيس المؤقت السابق محمد المرزوقي.

في إتصال مع قناة الجزيرة )ومن غيرها طبعا(؟ فقد السيد محمد المرزوقي رباطة الجأش والهدوء المطلوب و خرت عيناه بكاء بحرقة لا توصف على فقدان صديقه محمد مرسي “عزيز شمعون بيريز”.

 

ما الذي أفاض الدموع الحارة الرقراقة للمنصف المرزوقي ؟

مع ذلك لا أحد يصدق دموع السيد محمد المرزوقي وهو حر في إستغلال الموقف وخدمة أجندته السياسية لمزيد التقرب من الإخوان المسلمين في تونس خاصة وأن ممثليهم في مجلس نواب الشعب قد فرضوا على الأغلبية تخصيص وقت للترحم على أحد قيادات الإخوان الذي تصنفه الحكومة المصرية في خانة الإرهاب.

هذا التقرب الذي يطمح إليه الرجل خاصة وأن الإنتخابات الرئاسية على الأبواب و سيادة المرشد راشد الغنوشى لم يعثر لحد الآن على “العصفور النادر” الذي ستدعمه حركة النهضة للوصول إلى قصر قرطاج هو ما أفاض الدموع الحارة الرقراقة وجعل سيادة الرئيس السابق يبحث عن منديل يكفكف به تلك السيول الجارفة التي أحرجت حتى مذيع القناة التي يعلم الجميع أنها قناة بلا مشاعر.

لعلنا نتذكر أن سيادة المؤقت السابق قد وصفنا نحن التونسيون بأقذر النعوت وعلى نفس القناة العاهرة بل لعلنا نتذكر أن سيادته لا فض فوه قد وبخنا التوبيخ “اللي هو” حين تجاسر بعض الإعلاميين عن لإنتقاد الموقف القطري من النزاع الدموي في سوريا مهددا بكونه سيحاسب من سيقل الأدب في المستقبل إزاء دولة قطر راعيته الدائمة وبلده الأول والأخير، وهو ما أثار لدى رواد الفيسبوك تلك الحملة الغاضبة “طز في قطر”.

بطبيعة الحال لم نستغرب من محمد مرسى علاقته الحميمة بشمعون بيريز ولم نستغرب مصافحة السيد الرئيس السابق المنصف المرزوقي للرئيس السابق عمر البشير المطلوب للعدالة الدولية والمتهم بارتكاب كثير من جرائم القتل وممارسة إستبداد الدولة ضد معارضيه، كما لم نستغرب استقبال سيادته “لأصدقاء سوريا” من المتآمرين على الشعب السوري وحتى لا ننسى فلا بد من التذكير بتصريحات رفقاء درب السيد المرزوقي، عدنان منصر و طارق الكحلاوي، و تلك الإتهامات الصريحة والمباشرة له بكونه يمثل الأجندة القطرية في تونس.

لذلك إنتبه المتابعون أن تلك الدموع الغزيرة هي مطلب إنتخابي تعودنا عليه من كثير من السياسيين التونسيين الذين فقدوا العذرية السياسية وباتوا مجرد أشلاء تتقاذفها الأجندات الدولية المتآمرة على هذا الوطن المنكوب.

* محلل سياسي.

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.