الرئيسية » أبعاد إنتخاب تونس عضوا غير دائم في مجلس الأمن : ديبلوماسية الإتزان والإعتدال والحكمة

أبعاد إنتخاب تونس عضوا غير دائم في مجلس الأمن : ديبلوماسية الإتزان والإعتدال والحكمة

تم في الأسبوع الفارط إنتخاب تونس للمرة الرابعة عضوا غير دائم بمجلس الأمن (وهو أعلى سلطة بالأمم المتحدة) بأغلبية 191 صوتا من جملة 193. ويعكس هذا الإنتخاب المكانة المتييزة لتونس اليوم في المحافل الدولية واستعادة الديبلوماسية التونسية لعافيتها ولحيويتها لتلعب دورها في المحافل الدولية.

بقلم محمود حرشاني *

بموقعها الجديد في مجلس الأمن يمكن لتونس أن تكون الصوت الافريقي والعربي والإسلامي الذي يدافع عن قضايا الحق والعدل واستتباب الأمن والسلم وقضايا المراة والطفولة والحد من إندلاع النزاعات وتغذية الخلافات بين الشعوب.

لقد كان من أولى الأولويات التي ميزت أركان دولة الإستقلال بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة إرساء قواعد وأسس العمل الديبلوماسي الرصين والثابت والمتوازن المبني على سلامة المواقف واعتدالها وعدم التدخل في شؤون الغير واحترام القيم والثوابت الكونية في العلاقات بين الشعوب وهي مواقف جلبت لتونس الإحترام والتقديرعلى الصعيد العربي والإفريقي والدولي.

تونس صوت الإتزان والإعتدال والحكمة

ورغم حداثة دولة الإستقلال فقد ترأست تونس في بداية الستينات مجلس الأمن وكان رئيس المجلس المرحوم المنجي سليم. فكانت تونس صوت الإعتدال والحكمة. ولأول مرة إستطاع العالم أن يكتشف المواقف الرصينة لدولة صغيرة حديثة العهد بالإستقلال لم يكن يتجاوز عدد سكاتها الثلاثة ملايين نسمة.

المنجي سليم أول ممثل تونس بمجلس الأمن (هنا مع الرئيس الأمريكي جون كينيدي).

وعرفت الخارجية التونسية على مر تاريخها أسماء بارزة في عالم الديبلوماسية تقلدت بكل جدارة مسؤولية هذه الوزارة والدفاع عن المواقف التونسية في المحافل الدولية أمثال الحبيب بورقيبة الإبن ومحمد المصمودي والباجي قائد السبسي والهادي المبروك ومحمود المستيري والحبيب بن يحي وعبد الباقي الهرماسي وغيرهم.

ومن رجالات الخارجية والعمل الديبلوماسي الذين لا ينسى لهم دورالمرحوم المنجي سليم والمرحوم الطيب سليم وإسماعيل خليل وشقيقه الفاضل خليل والهادي المبروك والطاهر بلخوجة وعبد الرحيم الزواري والحبيب نويره وموسى الرويسي ومحمد جنيفان.

من ترأس القمة العربية إلى إحتضان قمة الفرنكوفونية

إن إنتخاب تونس للمرة الرابعة عضوا غير دائم بمجلس الأمن مثلما أكد الرئيس الباجي قائد السبسي في رسالة التهنئة التي وجهها الى العائلة الديبلوماسية إنما هو إنتصار لمواقف تونس الثابته ودعمها لقضايا الحق والعدل وحقوق الانسان وحقوق المراة والطفل والتشبع بقيم السلم العالمي. وستكون تونس من خلال عضويتها هي الصوت المعبر عن قضايا المجموعات العربية والإفريقية والمدافع عن هذه القيم الأصيلة التي هي من ثوابت المواقف التونسية.
كما أن إنتخاب تونس عضوا غير دائم بمجلس الأمن يؤكد أن الديبلوماسية التونسية قد إستعادت اليوم مكانتها ودورها سيما وأن تونس التي ترأس حاليا القمة العربية تستعد لتحتضن قمة الفرنكوفونية خلال سنة 2020 لتعزيز مكانتها على الصعيدين الدولي والإقليمي.

* كاتب ومحلل سياسي ومدير موقع “مرآة الوسط” الإخباري.

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.