الرئيسية » ما يجمع حركة النهضة وصالح بن يوسف هو الأسلوب الإنقلابي في الوصول إلى الحكم

ما يجمع حركة النهضة وصالح بن يوسف هو الأسلوب الإنقلابي في الوصول إلى الحكم

قصة محاكمة قتلة صالح بن يوسف تفضح العلاقة الفكرية والروحية بين هذا الزعيم الراحل و حركة النهضة الإسلامية: كلاهما يحمل نية الإنقلاب والوصول إلى الحكم بأي ثمن، أو ما يسمى بالغاية التي تبرر الوسيلة.

بقلم أحمد الحباسي *

بعضهم يعدنا بصيف سياسي ساخن وآخرون يصفون الوضع بأنه متفجر وكلام كبير عن إمكانية تزوير الإنتخابات وأصوات تتعالى منادية بلم شمل الشامي على المغربي لتكوين تحالف قوى يمنع فوز حركة النهضة في الإنتخابات القادمة…

وحده رئيس الدولة الباجي قايد السبسي يتمتع بقيلولة سياسية، دون إكتراث بما يحصل، وحتى إفتعال بعض المحامين لقضية محاكمة الزعيم بورقيبة (في محاولة بائسة لاستحضار شياطين الكذب على التاريخ حتى يتم تجريم حكم المجاهد الأكبر) لم تحرك ساكنا للبجبوج، وهو الذي بني حياته السياسية كاملة على نمنامة كونه من أبناء مدرسة الزعيم.

لقد شاهدنا بعض فصول هذه المسرحية العبثية، ويقينا لا أحد قد خرج بمخ الهدرة خاصة ومن تم إنتدابهم من المحامين لهذه الغزوة القضائية الملوثة يعلم الخاص والعام أنهم مجرد صورة ولافتة لمخطط قذر يراد منه تشويه الزعيم لا أكثر و لا أقل.

نقاط الإلتقاء بين صالح بن يوسف والشيخ راشد الغنوشى

من يريد تشويه صورة و إرث و تاريخ الزعيم؟

بالطبع حركة الإسلام السياسي وبعض الهامشيين، ولعل حضور قيادات حركة النهضة وعلى رأسها الحبيب اللوز خير دليل وبرهان على ذلك، ولكن ما علاقة المرحوم صالح بن يوسف وأفكاره السياسية المعروفة بفكر حركة الإخوان المنادي بتكفير الحاكم وانتزاع السلطة بالقوة وفرض دولة الخلافة بقوة السلاح؟

بالطبع هناك نقاط إلتقاء قليلة بين فكر المرحوم صالح بن يوسف وفكر الشيخ راشد الغنوشى و من بينها نية الإنقلاب ونية الوصول للحكم بأي ثمن، أو ما يسمى بالغاية التي تبرر الوسيلة.

على الأقل هذا ما كشفته الأبحاث القضائية التي عقبت محاولة الإنقلاب الفاشلة على بورقيبة في عام 1961، وهي فترة حالكة من تاريخ تونس، والتي نسبت لمقربين من بن يوسف.

أيضا هناك نقطة التقاء أخرى تتمثل في تحالف الشيخ راشد الغنوشى مع المال القطري الملوث بالدماء في محاولة لاستقطاب الناخبين بشراء الذمم كما جاء بتقرير دائرة المحاسبات ووضع المرحوم بن يوسف نفسه في حضن الراحل جمال عبد الناصر و لاحقا في حضن الراحل أحمد بن بلة في محاولة مشبوهة ومنتظرة للإستقواء على الزعيم بورقيبة وعزله عن محيطه العربي ثم القيام بمحاولة إنقلابية مسلحة لانتزاع السلطة منه واغتياله.

نعود للسؤال : من يريد تشويه الزعيم بورقيبة ؟ من يريد تشويه الزعيم بن يوسف ؟

بالطبع من يثيرون غبار التاريخ و يوقدون قلوب الكراهية والحقد والإنقسام هم من يرتكبون هذه الجريمة باسم العدالة الإنتقالية والبحث عن الحقيقة. ومن رأيناهم متجمعين بربطة المعلم الحبيب اللوز هم هؤلاء الذين لم تكفهم كل خطاياهم في حق هذا الوطن المنكوب حتى راحوا يبحثون عن جنازة يشبعون فيها لطما كأنه لم يكفهم ما فعل السفهاء منهم من مجازر دموية طالت العديد من أبناء المؤسسة الأمنية والعسكرية.

من رأيناهم في باحة المحكمة أثناء الجلسة طائفة من جمع مجردين من الفضيلة والتقوى ظهرت عليهم فجأة أعراض الوطنية جاؤوا من كل فج عميق ليدسوا الملح في جرح وطن نازف، فكرة جهنمية مسمومة لا تنضح إلا من عقول كافرة بكل مقدس وبكل جامع وبكل ما يؤدي إلى الإستقرار والتعايش السلمي وعقول مستأجرة معدة سلفا للقيام بمهمات متعددة تقبض ثمنها بمجرد إنتهاء هذه المسرحية اللعينة في حق أبناء الوطن.

نابشي قبور إمتهنوا الإعتداء الآثم على الذاكرة الوطنية

مع إقتراب الإنتخابات يبدو أن الخلايا النائمة إياها قد استيقظت لممارسة لعبة سلبية مارستها السيدة سهام بن سدرين الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة سيئة الذكر طيلة أكثر من أربعة سنوات دفع المواطن دم قلبه فيها دون نتيجة ملموسة تذكر، لا عدالة ولا مصالحة ولا هم يحزنون يل مغالطات كبرى وأكاذيب ودس للسم في العسل.

اليوم نقرأ في صفحات التواصل كل جزئيات مخطط تآمري على وطن مثخن بالجراح ومع ذلك لا تجد هذه المحاكمة صدى لدى المواطن المتعب بالركض وراء بعض الخضر التي بلغت أسعارها عنان السماء، وحتى الذين يؤيدونها فلا تجدهم يتفقون على سبب واحد لتأييدها بل قد لا يكون غريبا أن السبب الذي جعل هذا يؤيد المحاكمة قد يفنده له شخص آخر بل يسخر منه وهم لو جلسوا بحسن نية وناقشوا خلفياتها ومن يقف وراءها ولماذا الآن ومن يمول هذا الفيلق من المحامين المهووسين بالنبش في القبور والبحث عن الوجاهة الإعلامية لتنازعوا فيما بينهم نزاعا صاخبا ثم إنفضوا، لأن البسطاء من هؤلاء قد إستطاعت ماكينة الإشاعات والشائعات أن تملأ كل مناطق النقص في أدمغتهم بعد أن تفرعت الشائعات إلى شائعات تخاطب جهلة التاريخ وأخرى جهلة الجغرافيا وبالطبع جهلة الدين، وكانت النتيجة هذا الإنقسام الظاهري الذي أصاب ملكة التفكير عند الكثير.

إن القضية أكبر من محاكمة وهمية ساقطة شكلا ومضمونا دبرتها رؤوس خائنة ورؤوس خائبة فارغة، بل نحن أمام مؤامرة لن تقودنا إلى الحقيقة ولا لمعرفة ما حدث لأن محاكمة أحداث التاريخ بهذه الطريقة الفجة لا يقل عن حادثة إغتصاب أبطالها زناة فاسقون امتهنوا الإعتداء الآثم على الذاكرة الوطنية.

  • محلل سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.