الرئيسية » إجتماع عاجل لوزراء خارجية تونس، الجزائر و مصر قبل حلول رمضان حول الأزمة في ليبيا

إجتماع عاجل لوزراء خارجية تونس، الجزائر و مصر قبل حلول رمضان حول الأزمة في ليبيا

كشف مصدر ديبلوماسي جزائري لــ”أنباء تونس” أن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم تلقى دعوة رسمية من طرف نظيره التونسي خميس الجهيناوي، مؤخرًا، للمشاركة في إجتماع عاجل لوزراء خارجية تونس، الجزائر ومصر بالعاصمة التونسية قبل حلول شهر رمضان، في أواخر الأسبوع الأول من ماي 2019، من أجل تدارس الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة في ليبيا، الجار المشترك، في ظل الصراع العسكري بين القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني الليبي برئاسة فائز السراج منذ أزيد أسبوعين.

من الجزائر: عمّار قـردود

ينتظم هذا اللقاء في ظل الصراع العسكري بين القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني الليبي برئاسة فائز السراج منذ أزيد أسبوعين.

ووفقًا لذات المصدر فإن الجزائر أبدت موافقتها على عقد الاجتماع الطارئ في أقرب فرصة في انتظار ترسيم اللقاء والإتفاق على تحديد تاريخ إنعقاده و الذي سيكون ربما قبل نهاية أفريل الجاري أو قبل رمضان الفضيل كأقصى تقدير.

وكانت وزارة الخارجية التونسية قد كشفت عن تنسيقها مع الجزائر و مصر من أجل عقدإجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث بالعاصمة التونسية، من أجل وضع حد لحالة التوتر في ليبيا واستئناف المباحثات السياسية.

وإستنادًا لبيان وزارة الخارجية التونسية، أمس الجمعة 20 أفريل 2019، فإن وزير الخارجية خميس الجهيناوي “يواصل القيام باتصالات وإجراء مشاورات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للتعجيل بإنهاء المواجهات العسكرية في هذا البلد المجاور لتونس”.

تونس تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا

وقبل ذلك بادر وزير الخارجية التونسي،الخميس الماضي، إلى إجراء عدة إتصالات هاتفية مع كل من رئيس بعثة الدعم الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، ووزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة، بالإضافة إلى القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، كما استقبل بمقر الوزارة رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري.

وبحث الجهيناوي خلال هذه الإتصالات واللقاءات مستجدات الوضع في ليبيا، والسبل الكفيلة بوضع حد للتصعيد العسكري واستئناف المسار السياسي. ودعا الجهيناوي الفرقاء في ليبيا إلى وضع مصلحة بلادهم العليا فوق كل إعتبار، مؤكدًا أنه “لا بديل عن الحل السياسي الذي يمر وجوبا عبر مسار تفاوضي ليبي ليبي تحت إشراف أممي، بعيدًا عن أي تدخل خارجي، ينهي معاناة الشعب الليبي ويمكن من التفرغ لإعادة الإعمار”.

وشدد وزير الخارجية على أهمية العمل على إيجاد أرضية توافق بين مختلف أطراف الإقتتال الدائر حاليًا في طرابلس عدد من المناطق الليبية الأخرى، تفضي إلى وضع الآليات الكفيلة بحل الخلافات بين الليبيين بعيدًا عن لغة السلاح، مشددًا على “أن ما يجمع الفرقاء في هذا البلد الشقيق أكثر مما يفرقهم”.

ودعا الجهيناوي اللواء المتقاعد خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا وحقن دماء الليبيين، وذلك في اتصال هاتفي أجراه معه، الخميس الماضي. ووفق بلاغ صادر عن الخارجية التونسية، شدد الجهيناوي على “ضرورة إستكمال بقية مراحل المسار السياسي الجاري في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة في أقرب الآجال”، معتبراً أنه “لا يمكن التوصل إلى تسوية للأزمة الليبية إلا بالحوار والتفاوض”.

وأكد وزير الخارجية التونسي على “أهمية العمل على إيجاد أرضية توافق بين مختلف أطراف الاقتتال الدائر حاليًا في طرابلس وعدد من المناطق الليبية الأخرى، تفضي إلى وضع الآليات الكفيلة بحلّ الخلافات بين الليبيين بعيداً عن لغة السلاح”، مشدداً على أن “ما يجمع الفرقاء في هذا البلد الشقيق أكثر مما يفرقهم”.

من جهته، أكد حفتر بحسب البيان، “حرصه على إنهاء العمل العسكري في عدد من مناطق ليبيا في أقرب الأوقات”، لافتاً إلى أن “قواته بصدد محاربة أطراف مسلحة غير نظامية تسيطر على مناطق بالعاصمة دون وجه حق، وأنها حريصة على حقن الدماء والحفاظ على أرواح المدنيين”.

الجزائر تشدّد على الحوار السياسي بين جميع الفرقاء الليبيين

وكان نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، أحمد عمر معيتيق، قد زار الجزائر، نهاية الأسبوع الماضي، و قال إن زيارته إلى الجزائر تشكل “رسالة واضحة” تهدف إلى التأكيد على أن الجزائر لا تزال طرفا فاعلًا وديناميكيًا”، في تسوية الأزمة الليبية.

وأضاف المسؤول الليبي أن “بعض الدول كانت تعول على غياب الجزائر في هذه المرحلة، وتعتقد أنها منشغلة بما يجري داخليًا، بما لا يسمح لها بالقيام بدور ديناميكي في ليبيا، وذلك في أعقاب العدوان الذي شنته قوات خليفة حفتر ضد طرابلس”.

ورحب نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي بالموقف الرسمي الذي عبر عنه الرئيس الجزائري المؤقت، عبد القادر بن صالح، إزاء التطورات الجارية في ليبيا، وذلك خلال استقباله له الخميس الماضي، مؤكدًا له “دعم الجزائر الكامل لبناء دولة مدنية و ديمقراطية في ليبيا حرصها على وحدة أراضيها”، لافتًا في هذا الصدد الى العلاقات “التاريخية التي تربط البلدين و الشعبين و دور الجزائر داخليًا و خارجيًا”.

وكان الرئيس الجزائري المؤقت قد أكد للمسؤول الليبي موقف الجزائر فيما يتعلق بتسوية النزاعات بين الأطراف الليبية، و “التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوسائل السياسية في إطار الحوار الوطني الليبي الشامل للجميع”.

فيما أشار معيتيق الى أن حكومته طلبت من السلطات الجزائرية “دعم القضية الليبية والدفاع عنها في المحافل الدولية والإقليمية”، قائلاً أن “الأطراف التي كانت تحاول أن تحايد موقف الجزائر عن الطرف الليبي ستعيد حساباتها”.

حكومة الوفاق الليبية تشن هجومًا حادا على مصر وتتهمها بدعم حفتر

ومنذ أيام إلتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمشير خليفة حفتر بقصر الإتحادية بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث آخر تطورات الوضع في ليبيا، وقال بيان الرئاسة المصرية إن السيسي التقى “بقصر الاتحادية المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، حيث تم بحث تطورات ومستجدات الأوضاع على الساحة الليبية”.

وأكد السيسي، كما ورد في البيان، على “دعم مصر جهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي وبما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء في إعمار ليبيا والنهوض بها”.

واتهم رئيس مجلس الدولة التابع لحكومة الوفاق الوطني الليبية، خالد المشري، الإمارات ومصر بتقديمهما الدعم العسكري لقوات “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر. وشدد رئيس مجلس الدولة الليبي، تعليقا على أسباب توجيه مثل هذه الإتهامات إلى كل من الإمارات ومصر، على أن هذا الأمر تؤكده تقارير الأمم المتحدة وأيضا “ما تم غنمه من هذه القوات (الجيش الوطني الليبي) من عربات مصفحة وغير ذلك، وهي إماراتية، وجاءت بتواريخ حديثة بعد الحظر، وهي أسلحة قتالية”. وتابع: “كذلك توجد ذخائر عند هذه القوات وهي صناعة مصرية حديثة”. وهاجم المشري موقف الجامعة العربية من التطورات الأخيرة في طرابلس، معتبرًا أنها تعبر عن الموقف المصري ولا تعبر عن كل العرب.

وقامت قوات حفتر قبل أزيد من أسبوعين بشنّ هجومات عسكرية على العاصمة الليبية طرابلس، التي تسيطر عليها قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا. وبلغت حصيلة الاشتباكات الدائرة بين الطرفين 205 قتيلاً على الأقل و913 جريحًا بحسب حصيلة جديدة لمنظمة الصحة العالمية.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.