الرئيسية » بعد ست سنوات من إغتيال شكري بلعيد : و لا يزال التحقيق مستمرا…

بعد ست سنوات من إغتيال شكري بلعيد : و لا يزال التحقيق مستمرا…

“ولا يزال التحقيق مستمرا”، هي الكلمات الأكثر تعبيرا عن وضعية و مآل التحقيق في ملف إغتيال الشهيد شكري بلعيد، طبعا لا أحد يتوقع نهاية الأبحاث ولا وصولها إلى نتيجة إيجابية على الأقل قبل بداية ونهاية الحملة الانتخابية الرئاسية و التشريعية المقررة في شهر أكتوبر القادم.

بقلم أحمد الحباسي *

ما حدث للزعيم الشهيد لا شك أن له جهة سياسية مستفيدة منه و كان المطلوب من جهات البحث والتحقيق الأمنية والقضائية ليس الكشف على المنفذين لتلك الجريمة البشعة فحسب بل الكشف عن الجهة السياسية التي خططت لتنفيذ تلك العملية بعد أن دفعت بقياداتها إلى التحريض في كل المنابر على إغتياله من باب إسكات صوت مؤثر يمثل خطرا عليها وعلى كامل مشروع الإسلام السياسي في كامل المنطقة العربية والذي لا يقل خطرا عن المشروع الصهيوني أو مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي.

المسؤولون عن اغتيال شكري بلعيد

لعل أول المسؤولين  عن جريمة إغتيال الشهيد شكري بلعيد هو السيد على العريض وزير الداخلية السابق في حكومة السيد حمادي الجبالى لأنه رفض حماية الرجل رغم مراسلة عميد المحامين شوقي الطبيب وتنبيهه الوزير بوجود مراقبة وتهديد للشهيد لكن الوزير و لأسباب مجهولة رفض مجرد التحقيق في الموضوع و توفير الحماية الأمنية اللازمة إلى أن حصلت الجريمة الفاجعة يوم 6 فيفرى 2013.

ثاني المسوولين هو رئيس الحكومة حمادي الجبالى الذي ترك الحبل على الغارب لغلاة التطرف في الحركة التي ينتمي إليها لبث خطبهم المحرضة علنا على قتل الشهيد.

يضاف إلى ذلك مسؤولية وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي الذي ترجع إليه مهمة المساجد التي أطلقت منها تلك الخطب البائسة المهددة لحياة الشهيد بصفة علنية و مباشرة.

وبطبيعة الحال رئيس حركة النهضة السيد راشد الغنوشى هو الرجل المتهم من طرف الأمين العام للجبهة الشعبية حمة الهمامي بكونه رئيس الجهاز العسكري السري المتهم بارتكاب الجريمة هو الذي تشير إليه أصابع الإتهام بكونه من يقف بكل قوته لإجهاض كل محاولة قضائية لكشف المستور.

لعل هناك أطرافا وأجهزة مخابرات أجنبية متورطة في إغتيال الشهيد شكري بلعيد سواء بتوفير دعم لوجيستي أو تقني معين على مستوى متابعة تحركات القتيل أو على مستوى التصنت على مكالماته أو على مستوى توفير المادة الإعلامية لقناة الجزيرة للقيام بذلك التحقيق المثير للغثيان “الصندوق الأسود” والذي كان فيه المدعو ماهر زيد المعروف بانتمائه لحركة النهضة طرفا في تنفيذه بتلك الصورة البائسة، ماهر زيد الذي يشتبه بكونه من ينقل معلومات التحقيق مع الإرهابيين إلى جهات تمول وترعى الإرهاب يقال أنها ليست بعيدة عن قيادات وكوادر الجهاز العسكري السري… ماهر زيد هذا هو من نجده يقدم مقالات مشبوهة لتبييض الإرهاب و التعتيم على هذه الجريمة السياسية المرعبة التي ترقى إلى مستوى جريمة دولة بامتياز.

دور القضاء في التعتيم على جريمة دولة

تؤكد قيادات الجبهة الشعبية وهيئة الدفاع في ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد في كل مناسبة و إطلالة إعلامية وشعبية أن القضاء لم يتعامل بحرفية وجدية ومهنية مع جميع المعطيات والأحداث والوثائق المتعلقة بالملف و لعل الإتهامات قد طالت بصورة خاصة الناطق باسم المحكمة السيد سفيان السليطي الذي تتهمه بتعطيل سير الأبحاث وقاضى التحقيق بالمكتب 13 بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي تتهمه برفض القيام بعدة عمليات استنطاق وبالذات للمتهم مصطفى خذر القيادي الكبير في الجهاز العسكري السري.

لعل آخر الإتهامات للقضاء بالتقصير وهي عبارة مخففة جدا قد جاءت على لسان السيد عميد المحامين مما يطرح عديد الأسئلة حول حقيقة الدور الذي لعبه هذا القضاء المنهك في ما يسمى بالتعتيم على جريمة دولة في موقف يتعارض مع طموحات بعض القضاء الشرفاء الطامحين إلى بناء مؤسسة قضائية مستقلة ولعل هذا القضاء مطالب بالإجابة عن سؤال يردده الشارع بقوة : “من قتل شكري بلعيد؟” سؤال سياسي و شعبي و حقوقي و إنساني يعاد سنويا في ذكرى إغتيال الشهيد ليؤكد مكانة الشهيد في قلوب التونسيين الأحرار و لعل رئيس الدولة هو الشخص المطالب بالإيفاء بالالتزام الذي قطعه على نفسه طوعا في حملته الانتخابية، فهل سيرحل الرئيس قبل الوفاء بالوعد وهل سينام ملف الإغتيال في أدراج المكاتب القضائية والأمنية كما “نامت” وعود السيد حمة الهمامي؟

* محلل سياسي.

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :

هل جاءكم خبر الأستاذ سيف الدين مخلوف، “جبل شامخ من جبال الثورة”؟

أكذوبة المراجعات : جسم حركة النهضة لا يزال يرفض التغيير والمصالحة مع الشعب التونسي

لماذا يواصل محمد المنصف المرزوقي استفزاز كل الطبقة السياسية والإعلامية في تونس ؟

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.