الرئيسية » هل جاءكم خبر الأستاذ سيف الدين مخلوف، “جبل شامخ من جبال الثورة”؟

هل جاءكم خبر الأستاذ سيف الدين مخلوف، “جبل شامخ من جبال الثورة”؟

لقد استمع المتابعون لتصريح الأستاذ سيف الدين مخلوف الذي هاجم فيه بلغة عنيفة خارجة عن نواميس الخطاب القضائي المعهود السيد وكيل الجمهورية بسيدي بوزيد على خلفية إصداره لبطاقة إيداع ضد صاحب “المدرسة” الكائنة بضواحي الرقاب والذي تمت فيها حالات من التعذيب و غسيل الدماغ والإعتداء الجنسي على بعض الأطفال الصغار الذين كانوا يزاولون فيها دروسا لحفظ القرآن.

بقلم أحمد الحباسي *

هذا التصريح المشين، و لئن أثار حفيظة المؤسسة القضائية، فإنه لم يثر حفيظة كثير من المثقفين ورجال القلم وبقية منظمات المجتمع المدني وهو أمر مريب جدا.

على الأستاذ مخلوف شبهات متعددة تتعلق بملف الإرهاب

على كل حال، اعتذر الأستاذ مخلوف للسيد وكيل الجمهورية اعتذارا باردا جدا، لعله نتيجة تدخل عمادة المحامين وإعلانها فتح بحث في الموضوع، لكن و في الواقع، للأستاذ سيف الدين مخلوف سوابق وحالات كثيرة من “الخروج عن النص”، كما على الأستاذ مخلوف شبهات متعددة تتعلق بملف الإرهاب وهي شبهات بقيت عالقة رغم نفيه لها في كثير من الإطلالات الإعلامية.

ما يهم اليوم ليس موضوع “المدرسة” ولا من كان فيها أو أشرف عليها و لا شبهات المال الفاسد وما حصل فيها من تجاوزات جنسية و لا تلك “المسرحيات” الهابطة التي قام بها بعض “الطالبان” أمام مقر محكمة الناحية بتونس أو مقر المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد في مشاهد مكررة لا تختلف عما حصل أمام مقر التلفزة الوطنية في بداية حكم “الترويكا” أو بقصر العبدلية أو أمام مقر قناة “نسمة” أو بأحد قاعات السينما بشارع بورقيبة كما يتذكر الجميع.

هذه المرة اقتطفنا بعض التعليقات على موقع “رصد التونسية” بدون رتوش من باب طرح زاوية مخالفة ومن باب كشف إلى أي حد وصل البعض في الإسفاف دون مراعاة لمصلحة الوطن بل دون الإنتباه إلى أن مثل الخطاب البائس يساهم في مزيد تقسيم الرأي العام و إثارة الغرائز التكفيرية العنيفة في وقت كان فيه على الأستاذ مخلوف أن يساهم في بسط سلطة القانون بترك الأمر للهيئات القضائية و الحكومية ذات العلاقة بمصلحة الطفل المهدد.

مقتطفات من درر الغباوة المستشرية

من التعليقات في موقع “رصد التونسية”: “سنواصل في فضحه وحتى إن أغلقت جميع حساباتنا هذا الصحفجي المرتزق والمأجور ( يقصد حمزة البلومى صاحب برنامج “الحقائق الأربعة” الذي كشف الجريمة ) هو الذي تسبب في اختطاف 42 تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 10.و13 سنة هو نفسه الذي قام بحملة افتراء كذب وفبركة ضد الرئيس السابق الدكتور الحقوقي محمد المنصف المرزوقي وافتعال مسرحية “القاروس” سيئة الإخراج لتشويه الرجل وفي المقابل تلميع صورة الباجي قائد الزطلة وهو الآن محلّ تتبّع قضائي”.

“سنقف مع سيف الدّين مخلوف ظالما ومظلوما. ظالما حين استولى عليه الانفعال وتوجّه لوكيل الجمهورية بسيدي بوزيد بكلام لا يليق، لكنّه بعد ذلك لم تعوزه شجاعة الفرسان والقدرة على الاعتذار… ومظلوما حين يتألّب عليه سقط اليسار الخامج وأوباش الإعلام الفاسد وبغايا التجمع البائد وخرّيجو مدارس عبد الله قشّ، هؤلاء الذين مردوا على احتقار القضاء وتسفيه القانون وتشليك الدولة بكل مؤسساتها، هؤلاء العدميون الفوضويون، لا حقّ لهم ولا صفة ولا مجال لأن يعطونا دروسا في القانون ويتهجّموا على جبل شامخ من جبال الثورة، لو وقفوا جميعا بعضهم على رؤوس بعض ما طاولوا رباط حذائه. أنا منه لأنه مني، ومن كل أبناء البلد، لم يقصّر يوما في واجب تجاه الثورة، ولم يخف ولم يهن ولم يهادن ولم يناور، حين يخطئ نقومه بالنصيحة ونكون ضميره، لكنّنا لا نتركه للضباع تستأسد عليه… بالفلاّقي الفصيح: عرّضولوا في الدّورة!”

يضيف معلق آخر دون ذرة خجل: “فروخ فغانسا يحاربوا في القرآن والدين في بلاد عقبة و أسد بن الفرات وبن عرفة و بن عاشور، ومبعد يقولوا علاش بلادنا مستشري فيها الفساد والسرقة ويشهقوا ما يلحقوا ؟؟؟ الجواب معروف اليوم. ولا عذر لمن أنكره”.

بالطبع لن نغفل تصريح الأستاذ الجامعي محمد هنيد وللرجل كما نعلم درر في التصريحات بالغة الغباوة: “إذا تم عرض أطفال المدرسة القرآنية على الفحص الشرجي في تونس فلماذا لا يتم عرض الوزراء ورئيس الجمهورية على نفس الفحص للتثبت من عدم اغتصاب السيادة. لماذا لا يتم عرض حقول النفط والفوسفات والغاز والملح المغتصبة من الشركات الاستعمارية على الفحص الشرجي. لمٓ لا نعرض الدولة كلها على الفحص “… غطيني يا صفية.

* كاتب ومحلل سياسي. 

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس : 

أكذوبة المراجعات : جسم حركة النهضة لا يزال يرفض التغيير والمصالحة مع الشعب التونسي

لماذا يواصل محمد المنصف المرزوقي استفزاز كل الطبقة السياسية والإعلامية في تونس ؟

حول الطموحات المتجددة لمحمد منصف المرزوقي صديق قطر الخدوم المطيع

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.