الرئيسية » الجيش التونسي يشارك في مناورات “فلينتلوك” العسكرية مع 30 دولة إفريقية و غربية بقيادة أفريكوم

الجيش التونسي يشارك في مناورات “فلينتلوك” العسكرية مع 30 دولة إفريقية و غربية بقيادة أفريكوم

يُشارك الجيش التونسي في مناورات عسكرية ضخمة يطلق عليها إسم “فلينتلوك 2019″، والتي ستجري في بوركينا فاسو وموريتانيا من 18 فيفري إلى 1 مارس2019، وذلك بتنسيق وإشراف أمريكي أفريقي مشترك.

من الجزائر: عمّــار قـردود

وبحسب أفريكوم، القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا، الذي نشر على موقعه الرسمي، وصفحته على تويتر، فإن عدد العسكريين المشاركين في هذه المناورات يتجاوز 2000 جندي متعدد الجنسيات، يمثلون 30 دولة إفريقية وغربية، وتجرى فيها تدريبات ومناورات عسكرية وقتالية في مواقع متعددة ببوركينا فاسو وموريتانيا، وتتمحور حول التصدي للجماعات المتطرفة، وتهدف القوات الأمريكية من ورائها إلى قياس جاهزية وحدات الجيوش الإفريقية العسكرية.

ووفقًا لنفس المصدر، فإن هذه المناورات “عملية عسكرية سنوية متكاملة بقيادة إفريقية، تهدف إلى تعزيز التنسيق في كل من شمال وغرب إفريقيا مع القوات الخاصة الغربية منذ عام 2005”.

وأوضح المصدر أن هذه التداريب الميدانية تعزز أيضًا “الشراكات بين قوات العمليات الخاصة ووكالات إنفاذ القانون في الدول الإفريقية والعربية، مما يزيد من قدرتها على العمل معا خلال العمليات متعددة الجنسيات الجارية والإستجابة للأزمات المتوقعة”.

وتعتبر “فلينتلوك 2019 ” أكبر مناورات عسكرية بين إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتتمحور التمارين حول بناء قدرات البلدان الرئيسية في المنطقة لمحاربة المنظمات المتطرفة العنيفة والجرائم الإرهابية وحماية حدودها وتوفير الأمن لشعوبها.

ويشارك إلى جانب تونس على المستوى الإفريقي كل من الجزائر، المغرب، البنين، بوركينا فاسو، الكاميرون، الرأس الأخضر، التشاد، غانا، غينيا وغينيا بيساو، بالإضافة إلى مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا و السنغال. كما يشارك من الشركاء الغربيين كل من النمسا، بلجيكا، التشيك، الدنمارك، وكذا فرنسا، إيطاليا، اليابان، هولندا، النرويج، بولندا، البرتغال، إسبانيا، سويسرا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

أفريكوم وفّر لتونس رادارات وطائرات مراقبة على الحدود الليبية

و في مارس 2018، أعلن قائد أفريكوم الجنرال توماس والدهاوزر إن القوات الأمريكية شاركت في تطوير القدرات التونسية لمكافحة الإرهاب وأمن الحدود عبر برنامج لمكافحة العبوات الناسفة وتدريب القوات الخاصة التونسية.

ونشر المسؤول الأمريكي كلمته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، على موقع أفريكوم، كشف فيها عن أن عناصر من الكتيبة المحمولة جوا التابعة للقوات الخاصة التونسية المدرّبة في أمريكا اشتبكت مؤخرا بنجاح مع مجموعة إرهابية في جبال القصرين – بالوسط الغربي التونسي – وأسفرت العملية عن مقتل قيادي في تنظيم داعش الإرهابي.

وذكر الجنرال والدهاوزر أن أمريكا وفّرت لتونس أنظمة ردارات مراقبة أرضية متنقلة وطائرات لمراقبة حدودها مع ليبيا، مضيفًا أن مشروع أمن الحدود الذي تموّله بلاده يسير على الطريق الصحيح لتوفير تغطية رادارية وكاميرات ثابثة على الحدود مع ليبيا بداية من نوفمبر 2018.

كما شرعت وكالة مكافحة التهديدات الدفاعية في تركيب نظام مراقبة ثانٍ لتوسيع التغطية إلى الجزء الجنوبي من ليبيا وتونس، وتتولى ألمانيا تمويل البرنامج الجديد.

أميركا توسّع تعاونها العسكري مع تونس

في أوت 2018، أكد متحدث باسم القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) في تقرير “المهمة والغرض” أن غزاة مشاة البحرية كانوا متورطين في معركة شرسة في عام 2017 في بلد شمال إفريقي لم يكشف عن اسمه، حيث حاربوا إلى جانب قوات شريكة ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وأقرت أفريكوم بأن اثنين من رجال المارينز قم تم التنويه ببسالتهما لكنها حجبت تفاصيل معينة، مثل الموقع – فلم يتم الكشف عنها بسبب “اعتبارات التصنيف وحماية القوة والحساسيات الدبلوماسية”. كما ذكرت القيادة أن وحدة العمليات الخاصة البحرية شاركت في عمليات تدريب ومشورة ومساعدة لمدة ثلاثة أيام.

ومع ذلك، فإن الأبحاث والتحليلات اللاحقة تشير بقوة إلى أن مشاركة الولايات المتحدة في تونس أكثر عمقًا. في الواقع، فإن الأحداث الدرامية التي تم وصفها في الإستشهادات الخاصة والتي حصل عليها تقرير “المهمة والغرض” تتماشى مع الأحداث التي وقعت في تونس، والتي كانت تحارب تمردًا منخفض المستوى في حدودها الغربية خلال السنوات السبع الماضية. تشير الأدلة إلى أن المعركة وقعت في جبل سمامة، وهو سلسلة جبال في ولاية القصرين، بالقرب من الحدود الجزائرية. هناك، تكبدت الولايات المتحدة أول ضحية لها في تونس منذ الحرب العالمية الثانية.

على الرغم من أنها ليست بنفس الحجم، إلا أن الأحداث التي أكدتها أفريكوم جرت في 28 فيفري 2017، تحاكي كمينًا كارثياً بعد أقل من سبعة أشهر لاحقة في قرية تونغو تونغو في النيجر. في تلك المعركة، قتل أعضاء من تنظيم داعش في الصحراء الكبرى أربعة من جنود القوات الخاصة الأميركية وأربعة شركاء نيجريين. اشتبكت القوات الأميركية مع مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كتيبة العقبة بن نافع في تبادل لإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل أحد المقاتلين. كما استلزمت المشاركة طلبًا للدعم الجوي لتحديد مكان المقاتلين.

حاول الجهاديون بعد ذلك تطويق القوة الأميركية-التونسية المشتركة من الخلف، مما أجبر قوات المارينز على إطلاق النار. حينما كانت القوات الأمريكية مشاركة على الأرض، كانت أيضًا جزءًا من مكون الدعم الجوي. عندما أصيب جندي تونسي كان يحمل سلاحاً من طراز “أم 60” على متن طائرة هليكوبتر بعد أن أطلق النار عليه مرتين مسلحون، استلم جندي من القوات الأميركية المدفع الرشاش لإطلاق النار بشكل دقيق، ولإبقاء النيران ضد المسلحين كما عالج الجندى التونسي الجريح في نفس الوقت. وقد تكبدت وحدة مارين رايدر والقوة الشريكة التونسية ضحية واحدة في المعركة، وتعافى الجرحى من القوتين. في ذلك الوقت، غطّت وسائل الإعلام المحلية الحادث من دون الإشارة إلى أي مشاركة أميركية.

وفي نهاية المطاف، قامت القوات التونسية بتأمين موقع المعركة واستولت على بندقية شتاير النمساوية وذخيرة وغيرها من الإمدادات. قتل اثنان من الجهاديين خلال العملية: واحد تونسي وواحد جزائري. وكان هذا الأخير متمرداً مخضرماً أصيب قبل عقد من الزمان بقصف جوي أميركي أثناء قتاله تحت لواء تنظيم القاعدة في العراق، وفقاً لسيرة ذاتية له نشرتها القاعدة التابعة لـشمال أفريقيا. ومع ذلك، لم يتم ذكر أي مشاركة للولايات المتحدة فيما يتعلق بموته.

حافظت الولايات المتحدة على وجود عسكري في تونس لمدة أربع سنوات ونصف السنة على الأقل، مما يجعل من غير المحتمل أن تكون أحداث جبل سمامة حادثة منعزلة تقتصر على مجرد دور استشاري أميركي، كما زعم المتحدث باسم أفريكوم.

وقعت المعركة التي شاركت فيها القوات الأميركية وسط حملة مكثفة تهدف الى طرد المسلحين من معقلهم الجبلي.

قبل 11 يوماً من العملية المشتركة بين الولايات المتحدة وتونس، جرت عملية أخرى في موقع قريب في جبل سمامة، مما أسفر أيضاً عن مقتل إثنين من المسلحين.

التعاون بين الولايات المتحدة وتونس في المجالين العسكري والأمني ​​متعدد الأوجه. وهو يتألف من بناء القدرات الدفاعية، وتعزيز أمن الحدود، وكما هو موضح في كثير من الأحيان، تدريب القوى الشريكة في استراتيجيات وتكتيكات مكافحة الإرهاب.

بيان أفريكوم حول مناورات “فلينتلوك 2019”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.