الرئيسية » رسالة من نهضاوي إلى الغنوشي: شوّهتم الإسلام ولطختم الحداثة وأفسدتم … خوفا على المكاسب الشخصية

رسالة من نهضاوي إلى الغنوشي: شوّهتم الإسلام ولطختم الحداثة وأفسدتم … خوفا على المكاسب الشخصية

إثر تصريح قادة النهضة مرحّبين بعودة سوريا للصف العربي وبالرئيس بشار الأسد نشر أحد أعضاء الحركة محمد الحبيب لسود رسالة إلى راشد الغنوشي يذكره فيها بتناقض مواقفه وعدم ثبوته على مبدأ طيلة مسيرته خوفا على مكاسبه الشخصية فيما يلي الرسالة: 

إلى السيد راشد الغنوشي رئيس “حركة النهضة”… هكذا أنت، ورقة في مهب الرياح لقد شوّهتم الإسلام، ولطختم الحداثة، وأفسدتم ولم تصلحوا.

آخر تحوّل لك، أنك أصبحت تنادي بمصالحة سورية شاملة، وترحّب بعودة سوريا ورئيسها بشار الأسد لـ”الحضن العربي”، بعد أن أشرفتم على “مؤتمر أصدقاء سوريا” في فيفري 2012، وقلت للإعلام آن ذاك، أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل نزع الشرعية عن النظام السوري، ووصفت رئيس سوريا بالباطش والفاسد… وليس مستغربا منك مثل هذه المواقف، فقد سبق أن زرت بن علي في قصره، وقلت عنه في تصريح جويلية 1988: لقد نصر الله به الإسلام في تونس… ثم غادرت البلاد وتركت وراءك المئات من إخوانك في سجون المخلوع، ومن بريطانيا كان لك منبر لمعاداته، ثم فجأة وفي رسالة 23 جويلية 2008، تطلب منه فتح آفاق جديدة في التعامل معه، وفي ليلة 14 جانفي كنت ككثير من قيادات الحركة، غير مؤيّد لـ”الثورة” وكنت متخوّفا من تبعاتها (حسب قول أحد قيادات الصف الأول المستقيلين)… ثم لما استقر الأمر، قلت عن غريمك الباجي قايد السبسي بأنه أخطر من السلفية ويمثل “الثورة المضادة”، ثم تصرّح بأن “النهضة” و”حزب نداء تونس” يمثلان جناحين لطائر واحد”، وأن الباجي هو أفضل رئيس لتونس… ومن قبل خطبت في الخرطوم 1990 وقلت: سنزلزل الأرض تحت أقدام أمريكا إن دخلت العراق، وسندمّر مصالحها في كل مكان، ثم بعد “الثورة” قلت: يمكننا أن نكون حلفاء استراتيجيين لأمريكا، وحللت ضيفا على “معهد سياسات الشرق الأدنى” تلبية لدعوة من مجموعة “AIPAC” الصهيونية، وقلت حسب “الويكلي ستاندرد” 1-12-2011: لا عداء لـ”إسرائيل” في الدستور التونسي الجديد… هكذا أنت، ورقة في مهب الرياح، تبيت على موقف وتصبح على نقيضه… تقلباتك هذه ليست ناتجة عن فكر مستنير، لأن الفكر ينبني على ثوابت، وأنت ليس لك ثوابت، كما أنها ليست سياسة، لأن السياسة لها ناموسها، والسياسي المحنك هو الذي يتنقل بين المربعات وألوانها دون أن يتفطن إليه خصومه، وهي كذلك ليست تكتيكا، لأنك مفضوح لدى خصومك، ويعرفون عنك ما لا تعرفه أنت عنهم، فأنت لا تصلح للسياسة كما لا تصلح للتنظيم، وقد صارحك بهذا جهارا الإطارات العليا للحركة منذ المؤتمر الإنتخابي سليمان 1984… تقلباتك هذه هي نتاج إفرازات تستجيب لحالات من الإنفعال والضغط النفسي والخوف، فيها اعتبار للمكاسب الشخصية أكثر مما فيها اعتبار لمصلحة الوطن… “المتفرج فارس” أو “تلك هي إكراهات السياسة” أو “اللي ما يدري يقول سبول” و”لولا التنازلات لعادوا بنا إلى السجون والمنافي”، بهكذا أقوال تبرّرون رداءة أدائكم السياسي، وبكذا تعِلات تبيحون انحرافاتكم عن المبادئ والثوابت الوطنية والدينية والإجتماعية، وبكذا عقليّة ترتمون في أحضان التطبيع مع الكيان الصهيوني… وعند كل سقوط لكم، تبرّرون ما لا يمكن تبريره، فشوّهتم الإسلام، ولطختم الحداثة، وأفسدتم ولم تصلحوا.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.