الرئيسية » من ضمن نصف مليون عربي :25 ألف شخص يعاني من العبودية الحديثة في تونس..!

من ضمن نصف مليون عربي :25 ألف شخص يعاني من العبودية الحديثة في تونس..!

 

 

إحتفل الأحد، العالم باليوم الدولي لإلغاء الرق، والذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل سنة، في وقت تشير تقارير دولية إلى أن العبودية الحديثة لا تزال مستمرة في تونس و عدد من الدول العربية على غرار باقي البلدان عبر العالم.

ظاهرة الرق الحديث بتونس و بالرغم من أنها ليست بالحجم الكبير مثل بقية الدول المغاربية كالجزائر و موريتانيا و المغرب إلا أنها و مقارنة بعدد سكان تونس الذي يُقدر بـــ11 مليون و 273 ألف و 661 نسمة و إحتلال تونس المرتبة 126 عالميًا من ضمن 167 دولة تم تسجيل نسب متفاوتة بها فيما يخص العبودية الحديثة تُعتبر مخيفة،لكن الجهات الرسمية التونسية في السابق كانت تحاول إخفائها.و في السنوات الأخيرة أبدت تجاوبها الكبير لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع التونسي المتسامح و العصري و المتحضر.
و يُمكن إعتبار الشيء الإيجابي هو إنخفاض نسبة الرق الحديث في تونس مقارنة بالسنة الماضية مثلاً،أين كان العدد 85 ألف مستعبد أي ما يعادل 0.76 بالمائة من حجم السكان.
و أظهرت دراسة أعدتها مجموعة منظمات عالمية، خاصة بما أسمته “العبودية العصرية”، وهي أشكال متنوعة من الاستغلال حول العالم، أرقامًا ضخمة و مهولة لضحايا العبودية العصرية حول العالم.
الدراسة التي أجرتها مؤسسة “Walk Free Foundation”، و“منظمة الهجرة الدولية” و“منظمة العمل الدولية” أظهرت أنه يوجد أكثر من 40 مليون ضحية للعبودية العصرية، وذلك بخصوص مؤشرات الرق لعام 2018.
وأشار التقرير إلى نحو 71% من العبيد هم من النساء والفتيات، والباقي من الذكور، حيث بلغ عدد المتزوجات بالإكراه 15.4 مليون امرأة، وعدد العاملين قسرًا 24.9 مليون شخص، بموجب العبودية الحديثة.
ماهية العبودية العصرية؟

توضح الأمم المتحدة أن الرق الحديث “يشمل عددًا من الممارسات من قبيل العمل الجبري-القسري-، واستعباد المدين، والزواج القسري، والاتجار بالبشر، وهي تشير أساسًا إلى حالات الاستغلال التي لا يمكن للشخص أن يرفضها أو يغادرها بسبب التهديدات والعنف والإكراه والخداع أو إساءة استعمال السلطة”.

وعرفت المنظمات العبودية العصرية بأنها عدم قدرة الأفراد على مواجهة العوامل التي تؤدي لتعرضهم للاستغلال مثل التهديدات، والعنف، والإكراه، والخداع، واستغلال الطاقات الجسدية.
وتظهر العبودية العصرية في مجالات متعددة حول العالم: أبرزها، تصنيع الملابس الجاهزة، والتعدين، والزراعة، وصيد الأسماك.
وعلى سبيل المثال، يمكن مشاهدة حالات العبودية العصرية في مجال صيد الأسماك في تايلند، وقطاع المعادن في كوريا الشمالية، وإنتاج الكاكاو في ساحل العاج، ومزارع المواشي في البرازيل، فضلا عن منازل الدبلوماسيين في أستراليا، ومجال غسيل السيارات في بريطانيا.وتشمل العبودية العصرية أيضًا “العمل قسرًا” و”الإجبار على الزواج” و”الاستغلال الجسدي”.
و يبلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون في نوعًا من أنواع العبودية الحديثة بنحو 40.3 مليون شخص، منهم 24.9 في السخرة و15.4 مليون في الزواج القسري، إضافة إلى تعرض أكثر من 150 مليون طفل لعمل الأطفال، وهو ما يمثل قرابة واحد من كل 10 أطفال في جميع أنحاء العالم.
ومن بين الـ24.9 مليون شخص المحاصرين في العمل الجبري، حسب الأمم المتحدة، يتم استغلال 16 مليون شخص في القطاع الخاص مثل العمل المنزلي أو البناء أو الزراعة؛ و4.8 مليون شخص في الاستغلال الجنسي القسري؛ و4 ملايين شخص في السخرة التي تفرضها سلطات الدولة.

354 ألف شخص يُعانون من الرق الحديق في المغرب العربي

ويكشف مؤشر “العبودية”، الذي تصدره بشكل سنوي منظمة “وولك فري”-“Walk Free Foundation”– الدولية، عن عدد من الأرقام المرتبطة بالرق في المنطقة العربية.
ففي تقرير هذه السنة، ذكرت المنظمة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من العبودية الحديثة في منطقة المغرب العربي يزيد عن ربع مليون شخص و تحديدًا 354 ألف شخص،ففي الجزائر يبلغ 106 آلاف شخص، أي ضمن كل ألف شخص في الجزائر يعاني قرابة 2.65 من هذه الظاهرة.
أما بالنسبة لموريتانيا، والتي لا يزال فيها موضوع “الحراطين” مطروحًا بقوة من قبل منظمات حقوق الإنسان، يورد تقرير “وولك فري” أن عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة يصل إلى 90 ألف شخص، أي أن 21.43 من كل ألف شخص يواجهون شكلاً من أشكال العبودية الحديثة.وفي المغرب، يعاني 85 ألف شخص من العبودية الحديثة، أما في ليبيا فالعدد يصل إلى 48 ألفا، في حين بلغ العدد في تونس 25 ألف شخص.
هناك من يعتقد أنه يمتلك الإنسان كأي جهاز لديه في بيته..!

وتأتي القارة الأفريقية في المقدمة من حيث معدلات العبودية العصرية، حيث تبلغ 7.6 بالألف،حيث تشير التوقعات إلى أن أعداد العبيد الحديثين في أفريقيا حوالي 9 ملايين و240 ألفًا، ما يعادل 23% من إجمالي أعداد العبيد حول العالم.وتنتشر العبودية العصرية على وجه الخصوص في كل من أريتريا، وبوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى.

تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمعدل 6.1 بالألف،حيث تضم منطقة آسيا والمحيط الهادئ أفقر الدول حول العالم، كما أنها تعد من أكثر المناطق التي تنتشر فيها العبودية العصرية بكثافة، حيث تبلغ أعداد العبيد العصريين فيها حوالي 25 مليون شخص، ما يعادل 62% من إجمالي عدد العبيد في أرجاء العالم.
وتأتي كل من كوريا الشمالية، وأفغانستان، وباكستان في المقدمة من حيث الانتشار، في حين تعتبر أعداد العبيد هي الأعلى في دول ذات كثافة سكانية عالية مثل الهند، والصين، وباكستان.

أما في القارتين الأمريكتين الشمالية والجنوبية، فتشير التوقعات إلى أنها تحتوي على مليوني شخص من العبيد العصريين، ما معدله حوالي 5% من إجمالي العدد حول العالم.

وتنتشر بكثافة في كل من فنزويلا، والدومينيكان، بينما تأتي الولايات المتحدة، والبرازيل، والمكسيك في المراتب الأولى من حيث أعداد العبيد.

ثم أوروبا وآسيا الوسطى بنسبة 3.9 بالألف،حيث تبلغ أعداد العبيد العصريين في أوروبا وآسيا الوسطى حوالي 3.5 مليون فرد، ما يعادل 9% من إجمالي العدد حول العالم.وتأتي كل من بيلاروسيا، وتركمانستان، ومقدونيا في المراتب الأولى من حيث نسب انتشار العبودية العصرية.

أزيد من نصف مليون شخص يُعانون من العبودية العصرية في العالم العربي
تليها الدول العربية بـ 3.3 بالألف، ثم أمريكا الشمالية والجنوبية بمعدل 1.9 بالألف،حيث تبلغ أعداد العبيد بالمفهوم العصري في الدول العربية حوالي 529 ألف فرد، بمعدل 1% من إجمالي عدد العبيد حول العالم.

وينتشر العبيد في 11 دولة عربية أبرزها عمان، وسوريا، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، حيث يخضع 67% منهم للعمل بالإكراه، ونحو 33% للزواج جبرًا أو قسرًا.ومن جانب آخر، تحتضن الدول التي تعاني من حروب ونزاعات مثل سوريا، والعراق، واليمن، ما معدله حوالي 76% من إجمالي أعداد العبيد في الدول العربية.
اليوم العالمي لإلغاء الرق
وافقت الأمم المتحدة بتاريخ 2 ديسمبر1949، على مسودة قرار يتضمن القضاء على نماذج جديدة من العبودية، مثل تجارة البشر، والاستغلال الجنسي، وتشغيل الأطفال، والإجبار على الزواج.
من الجزائر:عمّــــــــــار قـــــردود

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.