الرئيسية » وسط رفض شعبي لزيارته إلى تونس ، ماذا سيطلب الملك سلمان من السبسي ؟

وسط رفض شعبي لزيارته إلى تونس ، ماذا سيطلب الملك سلمان من السبسي ؟

 

برمج لزيارة 10 دول . قال ديوانه الملكي إنها دعوات زيارة ، وقال المستضيفون إنها برغبة الزائر نفسه الذي يواجه حصارا بل ابتزازا دوليا ، في وقت تريد المملكة السعودية لعب دورا مهما إقليميا ودوليا . ماذا يريد سلمان من تونس ؟ وهل سيأخذ السبسي في اعتباره الغضب الشعبي الواسع الرافض لهذه الزيارة ؟كتبت أرملة الراحل محمد براهمي مباركة عواينية براهمي :

” في آخر طلعة لرئيس الجمهورية.. دعوته للسفاح.. قاتل أطفال اليمن محمد بن سلمان إلى زيارة بلادنا.
بالنسبة لنا نحن… فإنّ علّة وجودنا.. هي خياراتنا الوطنية والقومية التي دفعنا الدم من أجلها على يد عصابات التكفير والإرهاب الذي صنعه وموّله ونشره محمد بن سلمان وأدواته… وعلة وجودنا هي الانتصار لقضايا أمتنا العربية وعلى رأسها تحرير فلسطين…. كل فلسطين.. وتجريم التطبيع مع دولة العصابات الصهيونية…

محمد بن سلمان يقود اليوم جوقة التطبيع معها واعتبارها دولة شرعية يجب التعامل معها بشكل رسمي.. وطبيعي… ويدافع قولا وفعلا على كيان العدو الغاصب… و يقود المجازر والمحارق ضدّ أطفال اليمن في أقذر عدوان وأكبر مجزرة عرفها القرن الجديد….
محمد بن سلمان…- ضيف الباجي قائد السبسي- مجرم و قاتل… وترتيب زيارة له.. اعتداء وإهانة للشعب التونسي الحرّ… ولكل أحرار الإنسانية..”

براغماتية أم تذيل ؟

هذا الموقف لم يشذ عليه أحد سوى المتمعشين من السعودية أو الذين يرتزقون من فتاتها أو من الذين ينتظرون خيرا من السعودية التي حاربت التجربة التونسية وتآمرت عليها وعملت مع قطر والإمارات العربية على إجهاضها بإذكاء الفتن والتمويل المشبوه لهذا الطرف أو ذاك ، من أجل الاحتراب ووأد هذه التجربة الديموقراطية حتى لا تتطالهم شظاياها .

الشاعر وليد الزريبي بارك الزيارة ورحب بسمو خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،مستحضرا مثلا بذيئا يصف من كان عاريا محتاجا ويضع خاتما في إصبعه، مضيفا ومتسائلا في الوقت ذاته : براغماتية الإنتماء تتطلب منا الإجابة عن سؤال واحد: هل نحن مع تونس أم مع المواطن السعودي جمال خاشقجي؟
” مرحبا محمد بن سلمان في تونس، ضيفا مبجلا.. ويضيف مبررا :
” ففي حين يستميت ترامب في الدفاع عن مصالح بلاده القوية وعن نفوذها الجيو استراتيجي، كلفه ذلك ما كلفه.. لتسير الرياح كما تشتهي فلك أمريكا. يحاول أيضا أردوغان ابتزاز المجتمع الدولي لتحظى بلاده تركيا من ما تيسر من الفرصة التاريخية التي تبيض ذهبا، في محاولة لتحريك دواليب بلاده المثقلة بالعقوبات والمتخنة بالدماء والنسيان.
في كل هذا المشهد الدراماتيكي المعتم تطلع علينا فئة من التونسيين، مشرعة صدورها الدامية وأفواهها الجائعة، أمام شاشات الهواتف، ينددون بزيارة محمد بن سلمان إلى تونس، تونس التي لم تحظ يوما بالقليل من العرفان ورد الجميل من أبنائها الأقرب إليها من حبل الوريد.
هل نحن أذكى من ترامب؟ ألم يكن أردوغان قدوة الكثير منكم ذات يوم؟ أليست مصلحة تونس الجريحة تقتضي منا الوقوف في صفها، ولو مرة واحدة؟ ” .

لا أهلا ولا سهلا

وقبل أن نأذن بالف ريال نذكر ببعض الشعارات التي رفعها فايسبوكيون : ” بن منشار يرجع من المطار” و ” زيارة المنشار فيها عار “…
أما نقيب الصحفيين ناجي البغوري فكتب : ” دم الخاشقجي لم يبرد بعد، القاتل بن سلمان لا اهلًا ولا سهلا بك في بلد الانتقال الديمقراطي، تونس، سلمان يدنس ارض تونس لا اهلا ولا سهلا  ” .
وكان ولي العهد السعودي قد غادر الخميس، المملكة في جولة خارجية ستشمل عدداً من الدول العربية. واستهل جولته من الإمارات

ووفق بيان وأصدره الديوان الملكي، الخميس فإن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ” انطلاقاً من حرصه على تعزيز علاقات المملكة إقليمياً ودولياً، واستمراراً للتعاون والتواصل مع الدول الشقيقة في المجالات كافة، واستجابة للدعوات المقدمة من تلك الدول، فقد غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الخميس 22 / 11 / 2018 لزيارة عدد من الدول العربية الشقيقة “.

وكانت سعيدة قراش صرحت لإذاعة شمس اف ام أن  زيارة ولي العهد السعودي تأتي في إطار طلب زيارة لعشر دول منها تونس ومملكة البحرين وتونس ومصر والجزائر وموريتانيا والإمارات التي زارها أمس ولم تصدر عن فحوى الزيارة سوى عبارات خشبية تصدر عادة للتضليل والتمويه مثل ” وعقد ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد و الأمير محمد بن سلمان جلسة محادثات تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين و عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ” .

قراش تكتمت على سر زيارة سلمان إلى تونس لكنها  ذكرت بإدانة تونس للجريمة البشعة في حق الخاشقجي  ” وتطلب الكشف عن الحقيقة ، وترفض توظيف القضية للمس من إستقرار السعودية ”

إسرائيل في البال؟

وحسب ما تداولته مواقع إخبارية تونسية نقلا عن مصادر وصفتها بالديبلوماسية المطّلعة سيحلّ بن سلمان بتونس يوم 27 نوفمبر الجاري .

ماذا سيجلب الضيف في حقيبته من مشاريع…؟ وهل ستلعب تونس دور الوسيط مع اوروبا ؟ وكيف سيستغل السبسي هذه الزيارة لفائدته ليستقوي على خصومه الذين ينظرون على الدور السعودي بعين الريبة ؟ وهل دخلت تونس فعلا مرحلة الإستقطاب والمحاور وانضمت رسميا إلى المحور السعودي ؟

كل الملفات واردة لكن سلمان المهدد داخليا وخارجيا، لا يعنيه الآن سوى فك الحصار عنه بعد الإدانة الدولية للجريمة التي اقترفت بأمر منه . وهو يريد الإيحاء لخصومه أنه ليس معزولا مع أن زياراته للدول العربية جاءت بطلب منه خلافا لما أورده الديوان الملكي من أنه استجاب لدعوات وصلته . وتصريح سعيد قراش واضح .

ولا ننسى الملف الاسرائيلي والتطبيع الذي يستعمله سلمان ويلوح به باعتبار حبل النجاة ، ولا شك أنه سيكون على موائد وطاولات البحث في أي لقاء مع الزعماء العرب . ولعل ترامب قد أوجز ما استثمره من ابتزاز حين صرح بأنه : ”  لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة ” .

شكري الباصومي

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.